ناصر اللحام يكتب: حرب على غزة ومعركة مع حزب الله واغتيالات في الضفة وقصف على سوريا

لا يلزم المواطن العربي ان يكون خبيرا في الشأن العسكري ليعرف المخطط الإسرائيلي الراهن. الحرب الكبرى على قطاع غزة وبدعم امريكي أوروبي وضوء اخضر من الغرب وصمت دولي، فيما تمنع أمريكا الحرب المفتوحة مع حزب الله خشية على إسرائيل من الهزيمة مرة أخرى.

ما نراه اليوم على شاشات البث المباشر هو الحقيقي، وامّا باقي الكلام فإن نصفه صحيح ونصفه لا يمثل سوى جزع المثقفين او خيالاتهم الشاسعة.

الخطوط العريضة للحرب على غزة باتت معروفة. وقد قال لنا المحللون و”الخبراء “عام 2002 في شهر نيسان ان الاحتلال سوف يجتاح الضفة الغربية لمدة أسابيع، وها قد مضى 21 عاما والاحتلال كل يوم يجتاح رام الله وباقي المدن في الضفة الغربية. استراتيجيا فشل الاحتلال في إعادة غزو الضفة الغربية فقد خلق جيلا لا يعرف الخوف وكل يوم هناك عمليات وانتفاضة الضفة لا تهدأ ابدا. وهذا ما سيحدث في قطاع غزة ولكن بصورة اعنف واشد ايلاما على إسرائيل، فصواريخ المقاومة لم تقتل إسرائيليين كما كانت العمليات تقتل جنودا ومستوطنين قبل انسحاب شارون من القطاع عام 2005، وفي كل يوم كنا نشاهد انفجار حافلة مصفحة هناك لدرجة ان شارون قرر الانسحاب احادي الجانب من هناك .

وبعد عام فقط سوف تتوسل إسرائيل لأمريكا وللغرب ولزعماء العرب ولكل العالم ان يضمنوا لهم انسحابا آمنا من غزة ولن يجدوا من يقدر على الحديث مع أطفال الشهداء وأصحاب المنازل المدمرة الذين فقدوا كل شيء في الحياة ولا يبحثون سوى عن الانتقام. والمشكلة الأخطر على مستقبل المنطقة هي ان هذا الجيل الذي تدفنه الطائرات في غزة سوف يتحوّل الى جيوش من اليتامى الغاضبين الذين يحملون حلما واحدا وهو زوال إسرائيل وتكرار تجربة طوفان الأقصى بشكل اكبر الف مرة مما حدث.

حزب الله مشكلة عسكرية جدية لإسرائيل، وحتى لو ارادت تل ابيب خوض حرب تدميرية ضد لبنان فان أمريكا لغاية الان تمنعها لان ذلك يعني دخول الحرب المباشرة مع ايران. مع العلم ان الأمور ميدانيا قد تتدهور الى حرب مباشرة مع حزب الله ومع ايران .

نتانياهو منذ 15 عاما يطلب من أمريكا ان يبدأ الحرب مع ايران، ولسان حال البيت الأبيض يقول له : ان لم تتمكن من هزيمة الجهاد الإسلامي وتريد ان تحارب ايران ، دافع عن تل ابيب أولا ثم تحدث .

الأسوأ لم يأت بعد. فالضفة الغربية والقدس في عين العاصفة، وترى المؤسسة العسكرية في إسرائيل ان بإمكانها تصفية الحساب مع خلايا الضفة الغربية والمقاتلين على بوابات المدن خلال حربها مع غزة. ولهذا شاهدنا قصفا بالطائرات النفاثة على مسجدا في جنين واستخدم الاحتلال مسيرة انتحارية ضد مخيم نور شمس في طولكم ويستمر تقطيع اوصال المدن وعزل كل مدينة عن الأخرى وكل ريف عن مدينته وقد يستمر الامر حتى نهاية الحرب ، بعد اشهر او بعد عام كامل .

لأجل منع نصرة غزة ولردع المقاومة في العراق واليمن وسوريا ومناطق عربية أخرى لا يستبعد ان تقوم طائرات الاحتلال بتنفيذ اغتيالات او غارات على اهداف عسكرية او مدنية.

مرّ اسبوعان على الحرب. وما يلفت انتباهي انه لا يوجد اية جهة فلسطينية تخاطب الجبهة الداخلية الفلسطينية وتقول لها أي شيء حول المعركة في غزة او الضفة الغربية. لا يوجد اية جهة مسؤولة تعرف أية معلومة وتحاول توجيه الناس أو اطلاق إرشادات لحماية او مخاطبة التلاميذ والمعلمين والجنود والضباط وارباب الاسر. وكأننا نعيش في فراغ وبلا حكومات ولا قيادات ولا دوائر مختصة في منظمة التحرير، وكأن الوزارات منشغلة في متابعة الاخبار عبر شاشات التلفزيون مثلنا.

لم يصدر أي توجيه لترشيد الاستهلاك، او لحماية المدارس، او للتعامل مع البنوك !!!

يسألني الأصدقاء سؤالا مكررا ودائما: متى تنتهي الحرب؟

وارد بنفس الاجابة كل مرة: حين تطرد العواصم العربية سفراء إسرائيل تنتهي الحرب.

 د. ناصر اللحام – فلسطين

اقرأ للكاتب

ناصر اللحام يكتب: 300 الف قاتل وضحية واحدة .. بايدن يكرر تجربة أوكرانيا ويدمّر اسرائيل

شكرا للتعليق على الموضوع