أسامة آل تركي يكتب: الديمقراطية اليتيمة
عندما نستعرض الوضع العربي المؤلم من الناحية الديمقراطية نشعر بأننا من كوكب آخر غير كوكب الأرض، أو من عالم ليس له علاقة بالعالم الحالي وكأننا من زمن القرون الوسطى، نعم العالم كله ذهب إلى الديمقراطية وإلى الانتخابات الحرة التي تفرز النخب المطلوبة، حتى الدول الإفريقية التى تفتقر إلى كل أنواع الحضارة ونقص في الكهرباء والطرق والمدارس وما إلى ذلك، تجد لديهم ديمقراطية وانتخابات حرة بإشراف من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية من كل دول العالم تراقب وتشرف على الانتخابات لتكون سليمة وصحيحة، أما بعض الدول العربية ليس من حقها أن تنطق أو تقول رأيها فى اختيار رئيسها ومن يعترض قد يكون مصيره السجن والمعتقلات .
لماذا هذه الدول محرومة من حقوقها التي شرعتها الشريعة الإسلامية وكل القوانين الوضعية والمواثيق الدولية؟، لماذا هؤلاء الرؤساء يحرمون شعوبهم من أدنى حقوقهم؟، لماذا هذا الرئيس إذا جلس على كرسي الحكم يغير القوانين حتى يبقى إلى آخر رمق من عمره؟، لماذا ننتظر رئيسا أجنبيا كيفما كان سواء أمريكيا أو فرنسيا أو غيره أن ينذر مسيري العالم العربي بأن عليهم التوجه إلى الديمقراطية وكأن قلبه علينا؟! لماذا تشترى هذه الدول ود الغرب حتى لا يفتحوا عليها ملفات حقوق الإنسان؟، لماذا يدفعون لهم؟ لماذا ولماذا؟
حسب الاحصائيات العالمية للديمقراطية فالعالم العربي وصل إلى أدنى مستوى فى العالم وهو اللون الأحمر كما يقال عنهم أنهم نظام استبدادي بالإنجليزية Authoritarian regime، وهي دول اختفت فيها التعددية السياسية، أو كانت محدودة للغاية، غالبا ما تكون هذه الدول ديكتاتوريات مطلقة، وقد يكون لها بعض المؤسسات التقليدية للديمقراطية، ولكن مع أهمية ضئيلة، تعد انتهاكات الحريات المدنية انتهاكها شائعة، والانتخابات إذا حدثت ليست نزيهة، وحرة، فغالبا ما تكون وسائل الإعلام مملوكة للدولة، أو تسيطر عليها مجموعات مرتبطة بالنظام القائم، والقضاء غير مستقل، وهناك رقابة منتشرة في كل مكان، وقمع للنقد الحكومي.
الوطن العربي فيه نموذجين من أحسن النماذج في الحكم.
لماذا لا تتبع باقي الدول العربية تلك النماذج وقد أثبتت فعاليتها واستقرار الأمن والأمان فيها.
هناك نظام ملكي وهناك نظام جمهوري، النظام الملكي المغربي نظام مبني على أن الملك هو السلطة الأولى للبلاد، يملك ولا يدير أعمال الدولة، هناك انتخابات حرة يتم من خلالها اختيار الحزب الذي يفوز بالأغلبية في البرلمان ويتم التحالف مع باقي الأحزاب من أجل تشكيل الحكومة التي هي تسير كل الوزارات وتكون محاسبة من قبل البرلمان وأيضا أمام الملك، وهذا النظام جعل الجميع يدين للملك بالحب والتقدير، ولا يختلف الشعب المغربي في الولاء للملك والعائلة المالكة.
النظام الجمهوري، مثل دولة تونس مثلا، حيث يتم انتخاب الرئيس من قبل الشعب وهنا لا وجود للأحزاب إنما يترشح من يجد فى نفسه القدرة على قيادة الدولة، بعد فوز الرئيس بالحكم يتم اختيار رئيس الحكومة من قبل الرئيس طبعا ورئيس الحكومة يشكل مجلس الوزراء، كما تكون هناك انتخابات برلمانية من قبل الشعب، وهنا يكون للأحزاب دور في تشكيل مجلس النواب الذي يعتمد ويوافق على رئيس الحكومة وباقي الوزراء كما يكون هو المشرع لجميع القوانين ويقوم بمحاسبة الحكومة عن أدائها.
أتمنى أن نرى أنظمة جديدة تسير العالم العربي وتعطي للمواطن العربي الحق في المشاركة لاختيار من يحكمه ومن يسير البلاد وتكون هناك مراقبة على المال العام الذى هو حق للشعب وليس للرئيس يفعل به ما يريد وتكون لدينا الاستقلالية مثل باقي شعوب العالم رغم أننا نحن من علم العالم ماهي الحرية وماهي الديمقراطية التي كان يحكم بها سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان يقول (الحكم بينكم بالشورى) .. اللهم أرزق عالمنا العربي بالحكام الصالحين الذين يطمحون إلى تنمية العباد والبلاد وارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الصلاح.
اقرأ للكاتب
أسامة آل تركي يكتب: في الإتحاد قوة