ناصر اللحام يكتب: 300 الف قاتل وضحية واحدة .. بايدن يكرر تجربة أوكرانيا ويدمّر اسرائيل
اتابع ما تفعله إسرائيل بعد الهزيمة العسكرية الهائلة التي مني بها جيشها في “#طوفان_الأقصى”. فلا اجد سوى فشلا يتلوه فشل، ولا أرى عبر شاشات البث الإسرائيلي سوى تصريحات كراهية وعنصرية ودعوات للانتقام وقطع الكهرباء والماء عن سكان قطاع غزة، ودعوات هستيرية لهدم المساجد والمباني والبنى التحتية. ثم تأتي الشخصيات التي كانت تدّعي الحضارة وتقول ان إسرائيل واحة الديمقراطية في المنطقة لتعلن على شاشة البث: لا نريد ان يقول عنا العالم اننا جيش أخلاقي وحضاري ولا نريد أي انسانية ولا رحمة (امسحوا غزة عن وجه الأرض). وكأنهم صدّقوا ان أحدا يقول عنهم كلاما طيبا!!
– ما حدث ليس فشلا استخباريا بل هزيمة عسكرية وسياسية وامنية وسايبر وسلاح جو وجبهة داخلية. وادعاء جنرالات الاحتلال ان ما حدث فشلا استخباريا كلام سخيف لا يستحق الرد.
– الحرب البرية بدأت حين دخلت كتائب عز الدين القسام مسافة 80 كم وراء خط العدو ونجحت في قتل واسر الضباط والجنود. وحين يقول الاحتلال ان الحرب البرية لم تبدأ يقصد ان حربه هو لم تبدأ بعد. وهو يعلم ماذا ينتظره في غزة.
– الرئيس الأمريكي بايدن يكرر خطأه في أوكرانيا على إسرائيل، ولربما هو ينظر الى زيلانسكي على انه يهودي وبالتالي نتانياهو أيضا يهودي ويدفع إسرائيل نحو الدمار كما فعل بأوكرانيا. لان دعمها في هذا الوقت عسكريا ودفعها نحو الاجتياح البري لقطاع غزة انما هو تدمير لإسرائيل واعادتها 70 عاما للوراء.
– الإسرائيليون لا يعرفون معنى القصف وويلاته الا بعد ان ركعت تل ابيب للقصف، وهم لا يعرفون ما معنى اسير واسرى الا بعد ان وقع المئات منهم اسرى، ولا يعرفون معنى الحياة للآخرين الا بعد ان اصابهم الموت.
– قبل اشهر كان نتانياهو يقول للإدارة الامريكية ان إسرائيل دولة عظمى ولا تحتاج وصاية من أمريكا، وذهب بن غفير بعيدا حين قال ” ان إسرائيل ليست الولاية 52 في أمريكا وعلى الأمريكيين ان يتأدبوا حين يتحدثون مع الإسرائيليين”.
طيب ماذا جرى لتتوسل كل إسرائيل الان للبيت الأبيض ان يحميها من خطر الاندثار من الوجود؟
– الهجمة المرتدة التي قام بها جيش الاحتلال اولا يوم في المعركة فشلت فشلا ذريعا. والهجمة الثانية كذلك. واليوم يقول جيش الاحتلال انه قام بتجنيد 300 الف جندي لمهاجمة غزة كما يهاجم الضفة الغربية بنحو 30 كتيبة عسكرية. إسرائيل تستطيع ان تبدأ الحرب ولكنها لن تقرر النهاية ولن تتخيلها.
– اتهام حماس انها تابعة لإيران والطلب من بعض الدول العربية تصديق ذلك هو محاولة للبحث عن غطاء سياسي عربي مجاني (الامارات سارعت لمساندة إسرائيل وشجب عملية طوفان الأقصى بينما لم تر قبلها بيوم واحد كيف كان جيش الاحتلال يضرب النساء داخل المسجد الأقصى) .
– لم نسمع أي مقاتل في عملية طوفان الأقصى يتحدث اللغة الفارسية! ولم نسمع ان الإيرانيين دخلوا الى سديروت ! وهنا تكرر بعض الأنظمة العربية نفس الخطأ الذي وقعت فيه مع الرئيس بشار الأسد حين دفعوه للتحالف علنا مع ايران بأي شكل بينما كانوا هم يجتمعون مع ضباط الموساد سرا ودعم المجموعات المسلحة لإحراق سوريا .
– الحرب بدأت ويعتقد الرئيس الأمريكي فاقد الوعي ان الخطر الأكبر هو دخول حزب الله الى المعركة. لقد اثبت حزب الله انه لا يتردد في الوقوف واسناد حلفائه واصدقائه ولا يخجل من اعلان ذلك كما فعل مع سوريا. ولكن الاستخبارات الأمريكية والصهيونية لا تعلم ان محور المقاومة كله سوف ينخرط في حرب إقليمية وقد تكون نصف عالمية اذا واصلت الطائرات الامريكية قصف غزة .
– هل هناك محور مقاومة أصلا ؟
– انا أقول ان هناك محور مقاومة وغرفة عمليات مشتركة وان هذا المحور اقوى من محور التطبيع والذل للولايات المتحدة. وهي مسألة وقت حتى نرى الصواريخ تخرج من اليمن وتنزل على تل ابيب ونشاهد الطائرات المسيرة تحلق من العراق وتضرب تل ابيب وصواريخ الكاتيوشا تخرج من سيناء باتجاه عسقلان وعمليات وصواريخ من البحر الأحمر ومن البحر الأبيض ومن الأردن ومن سوريا ولبنان والجزائر وحتى من السودان التي لم يطبع أهلها .
– وان هذه المعركة لا تطرح سؤال وجود إسرائيل او عدم وجودها فقط، بل تفرض سؤالا عن بقاء الهيمنة الامريكية على المنطقة ام لا وانه اآن الأوان للحديث العلني عن ذلك .
د. ناصر اللحام – فلسطين
اقرأ للكاتب
ناصر اللحام يكتب: وماذا لو طبعت السعودية مع إسرائيل من دون القضية الفلسطينية