ناصر اللحام يكتب: أخطر رجلين على وجه الأرض .. الأول احرق وطنه والثاني أحرق مستقبل قومه
صدق علماء الاجتماع وكذب السياسيون. دائما علماء الاجتماع هم الاقدر على رؤية امراض المجتمعات وتقديم النصيحة لعلاجها قبل فوات الأوان. ودائما يتسبب السياسيون في تضليل الرأي العام وتدمير مجتمعاتهم.
علماء الاجتماع يصنعون حلا لكل مشكلة، والسياسيون يصنعون مشكلة لكل حل.
فقد حذّر علماء الاجتماع في بداية جائحة كورونا (التي لا يعلم سوى أصحاب شركات الادوية من اين جاءت فجأة وكيف ذهبت فجأة)، حذروا من صراعات اثنية وقومية سوف تضرب مجتمعات العالم، وأن تدخل البشرية في صراع دموي قد يتسبب في فناء شعوب واندثار حضارات اذا لم يصار الى لجم القلق وعقدة الفناء التي انتشر مع ضياع اليقين !
كانت الصرخة الأولى من إيطاليا التي انهارت فورا حين اكتشفت ان حضارة أوروبا مجرد خدعة وان التوحش هو سمة العصر.
في منتصف العام 2020 بدأت الدول والمجتمعات والجماعات والافراد بالتسلح، وبدأت شركات السلاح تبيع بمئات مليارات الدولارات أسلحة الفناء وتتفنن في كيفية صنع اقوى أسلحة لأسرع قتل جماعي في التاريخ.
ظن السياسيون ان الصراع سوف يبقى في المناطق الفقيرة ووسط البؤساء. لكن علماء الاجتماع حذروا من ان الصراع سيكون أولا في داخل المجتمع الأمريكي وفي قلب حضارة أوروبا، بينما البؤساء في افريقيا وامريكا اللاتينية والعالم العربي لهم مجتمعات قوية تحميهم من جنون الكارتيلات وشركات النهب في العالم.
المشهد قاسٍ حين ننظر الى فلسطين وتحديدا الى غزة. تدمير إبادة في غزة وحصار وقهر على الضفة وترهيب في القدس. مشهد لا يمكن للعائلات ان تحتمله، ولا للأطفال ان يشاهدوه.
ولكن حين نعيد الاصغاء الى علماء الاجتماع نعرف ان ما نشاهده في غزة انما هو بروفة عما سيحدث في أمريكا وأوروبا وكندا والغرب، انها مسألة وقت فقط.
الحرب على غزة هي بروفة لما ستفعله أمريكا بنفسها وباوروبا، وان المشهد العام يحتاج الى قليل من الوقت. فالرأسمالية حفارة قبرها .
رجلان ظهرا مع جائحة كورونا وكأنهما الابن البيولوجي للفيروس. مخلوقان لا يمكن وصفهما بصفات طبيعية:
فولوديمير زيلانسكي – الرئيس الانقلابي على أوكرانيا والذي تسبب في احراق بلده بالكامل على مذبح الصراع الأمريكي – الروسي، ولسوف يحرق أوروبا معه .
بنيامين نتانياهو – الرئيس الانقلابي في إسرائيل والذي لم يفز في الانتخابات ولكنه تحالف مع الارهابيين اليهود وتسبب في احراق غزة والشرق الأوسط، ولا يعلم انه احرق اية فرصة لتعايش سلمي لليهود مع سكان المنطقة لمائة عام قادمة. ولو وقف معه بن غفير وبن فلان وبن فلان.
د.ناصر اللحام – فلسطين
اقرأ للكاتب
ناصر اللحام يكتب: هذه الحرب لن ينتصر فيها أحد