حمدي حسن يكتب: القضية الفلسطينية الأبية (الفصل الاول)
إن لفلسطين قدسية ومكانة خاصة في قلوب المسلمين والمسيحيين العرب كافة وهذا ليس فقط لعروبيتها حيث كانت تسمى بأرض كنعان نسبة إلى القبائل العربية السامية الذين بسطوا سلطتهم على البلاد طوال 1500 سنة (2500 ق. م – 1000 ق. فهي الأرض المقدسة وهي مهجر ابو الانبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد خروجه من بلدة أور بالعراق وابن أخيه لوط وزوجته سارة.
بينما سماها القرآن الكريم بالأرض المباركة كما ورد في محكم التنزيل قول الله تعالى (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم).
وقد دخلت فلسطين سكان جدد من قلب الجزيرة العربية وهي قبائل العموريين والكنعانيين ولهذا سميت بأرض كنعان كأول شعب سكن هذه الأرض الذين قدموا من جزيرة العرب نحو 2500 ق.م. واسم فلسطين هو اسم مشتق من اسم أقوام بحرية، لعلها جاءت من غرب آسيا الصغرى ومناطق بحر إيجة حوالي القرن الثاني عشر ق.م، وورد اسمها في النقوش المصرية باسم “ب ل س ت”، وقد أضيفت النون لاحقا للجمع، وقد سكنوا المناطق الساحلية، و اندمجوا بالكنعانيين.
وقد أنشأ الكنعانيون أكثر من مدينة وقرية في فلسطين مثل مدن بيسان وعسقلان وعكا وحيفا ويافا والخليل وأسدود وبئر السبع وبيت لحم وطولكرم.
ولم تكن فلسطين هي الوطن المختار لليهود بسبب تعداد الكتلة السكانية العالية فيها لكن كانت واحدة من ضمن ثلاثة أماكن هي (فلسطين والأرجنتين وأوغندا) لكن فلسطين كانت الاكثر قبولا لدى المهاجرين والممولين حيث تم الربط بين الهدف الديني والمشروع لاعتقادهم أن ارض فلسطين هي مكان نبي الله يعقوب وهم أحق لفلسطين من غيرهم وان لهم آثار تاريخية ودينية والهيكل المزعوم .
وهناك عوامل كثيرة ساعدت الصهاينة على اتخاذ أرض فلسطين دولة لليهود وكان أولها الانتداب البريطاني الذي كان يسيطر على ارض فلسطين لان اليهود ساعدوا الدولة البريطانية في تحقيق الكثير من أهدافهم في سقوط الخلافة العثمانية ومنذ بدء الانتداب البريطاني على الأرض الفلسطينية بدأ اليهود يتنفسون الصعداء والسيطرة على فلسطين وبدأت الهجرة قبل إقامة الدولة وللحديث بقية عن سايكس بيكو ووعد جيمس بلفور وأعوام عديدة من المقاومة لتبقى أرض فلسطين الابية.
اقرأ للكاتب
حمدي حسن يكتب: الجمعيات والمؤسسات الاهلية ودورها في الحفاظ على التراث الثقافي
