جديد علم الإيزوتيريك “الإيزوتيريك يثقف ملكًا”
“الإيزوتيريك يثقف ملكاً”، كتاب يبصر النور في طبعته الرابعة بعدما انتظره قرّاء علم الإيزوتيريك لسنوات بفارغ الصبر. هو الكتاب السابع عشر ضمن سلسلة منشورات علم الإيزوتيريك، بقلم د. جوزيف ب. مجدلاني (ج ب م)، يضمّ 112 صفحة من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت – لبنان.
يتحدث الكتاب عن ’مملكة السعادة‘، مملكة نموذجية من الماضي الإنساني السحيق، حيث كان ملوك الحضارات الغابرة يختارون مستشاريهم من الحكماء المتضلّعين بالعلوم والمعرفة لمساعدتهم في إدارة شؤون المملكة. وكان “الإيزوتيريك علمًا ملكيًا مميزًا، محتكرًا من قبل الملوك والأعيان وأشراف القوم في الأزمان القديمة، لما يتضمنه من أفكار مبدعة شاملة وأبعاد رؤيوية توضح منطق الوجود، ومعارف عميقة متنوعة تطال مختلف الشؤون الحياتية والوسائل العملية التطبيقية، التي تستعصي على العامة من الناس”.
يروي كتاب “الإيزوتيريك يثقف ملكًا” سيرة أحد الملوك الشرقيّين الذي شاء أن يثقّف ابنه وارث عرشه وخليفته في إدارة شؤون البلاد، وفق علوم الباطن – الإيزوتيريك، ومبادئها، فيكمل ما بدأه أجداده وأسلافه من قبله… حتى تستمر تلك السلالة الملكيّة بالحكم الصالح النزيه، المنتهج مسار الإنسانيّة الحق، الذي يرتقي بالمرء إلى مداه الإنساني.
وكان لهذا الملك ابن شاب، وسيم الطلعة، لكنه سيّئ الخُلق والتصرّف. كان طائشًا نزقًا، لا يكفّ عن اللهو والعبث والمجون، لا يدري معنى المسؤولية، أو حتى المشاركة والتعاون.
وعملًا بنصيحة أحد المستشارين الحكماء، أرسل الملك ابنه إلى معهد ملكي في أقاصي البلاد، ليتلقّى دروسًا وتعاليم خاصة من أساتذة اختصاصيّين في تنشئة الملوك والأمراء وأشراف القوم، تحضيرًا له لتسلّم زمام الحكم.
وهكذا أتى المعلّم القدير الحكيم إلى ذلك المعهد الملكي، وكرّس وقته وجهده لتثقيف الأمير الماجن وتهذيبه، ليجعل منه ملكًا مستقبليًا جديرًا بأن يخلف والده، فيتابع الحكم العادل النزيه، والسهر على راحة رعيّته، لاستمرار التطوّر والرفاهية والرخاء والديمقراطية في مملكته، ’مملكة السعادة‘.
وتخرّج الأمير الشاب من المعهد الملكي إنسانًا جديرًا بالحكم، فجمع خلاصة التعاليم والإرشادات التي تلقاها من المعلّم الحكيم في كتاب أسماه ’عندما يتكلّم المعلّم‘، حيث يستعرض كتاب “الإيزوتيريك يثقف ملكًا” مقتطفات منه.
“الإيزوتيريك يثقف ملكًا” للدكتور مجدلاني، يأسرك بأسلوبه الروائي المنساب، فتشعر أنك تجلس مع الأمير في حضرة المعلّم، وقد تشعر أحيانًا كأنّك أنت الأمير تصيخ السمع إلى أحاديث المعلّم وإرشاداته بكامل جوارحك لا بل بقلبك وعقلك. “فكلام المعلّم الحكيم هو صدى الحقيقة في أعماق كلّ إنسان، هو صوت الضمير، صوت المعلّم الذاتي يهجر صمته ويتكلّم!”.
هو كتاب قيّم – ككتب الإيزوتيريك كافة – يصحّ القول فيه إنّه تربوي بامتياز، كلّ صفحة منه تزخر بالمعارف والحِكَم التي تفيد الإنسان في حياته العائلية والعملية والاجتماعية. يجمع بين دفتيه طروحات حول الإنسان والحياة، الآباء والأبناء، الطاعة والحكمة والمحبة الواعية، الفهم السامي والسعادة، الاستقلال والمشاركة، العطاء والقيادة، الحكم والعدل والمسؤولية، وصولًا إلى الزمن، فالتطور والتكامل الإنساني. ولو أتقن المرء تطبيقها لتوّج نفسه ملكًا على مملكته الصغيرة، جاعلًا منها ’مملكة سعادته‘. ففي نهاية المطاف، كلّ إنسان ملك في حيّز ما من حياته، قدره أن يصل إلى التاج الهاجع في هامة رأسه، رمز الحكمة الروحية في الكيان الإنساني. يحقق ذلك عندما يعتلي عرش السيادة على النفس ليصل إلى مراقي الحكمة، بدءًا بالحكمة العملية طريقه إلى سعادة العيش…
إقرأ أيضاً
“رحلة في آفاق عصر الدلو”… جديد جوزيف مجدلاني