محسن عقيلان يكتب: جنون الرد الاسرائيلي والتسلل النووي الايراني
بعد ان قام نتنياهو باغتيال الشهيدين اسماعيل هنيه وفؤاد شكر خلال 24 ساعه في محاوله يائسة لاسترداد صوره الردع المهزوزة للجيش الاسرائيلي لكن تلك الجريمتين احدثتا صدمة في المنطقة اولا لجرأة الرد و ثانيا لرمزية الشخصيتين وثقلهما في كل من فلسطين ولبنان لكن المهم كيف تجرا نتنياهو على اغتيال ابو العبد هنية وهو ضيف في زيارة رسميه على إيران مما جعل المرشد الايراني بدون تردد يقول ان اسرائيل مست بسياده وامن وشرف ايران والرد ات وترجمة هذه التهديدات بتحركات غير مسبوقة.
انتشار للسفن الحربية و حاملات الطائرات في المنطقة نشر لأسلحة حرب إلكترونية جديدة حول طهران سرعة حضور وزير خارجية تركيا لمصر ورئيس القيادة المركزية الأمريكية كوريلا لإسرائيل و سيرجي شويغو أمين مجلس الأمن القومي الروسي لطهران طائرات شحن عسكرية عملاقة من روسيا تهبط في طهران واخرى أمريكية في تل أبيب رفض طهران الوساطة و استدعاء وزير خارجية الاردن لطهران و استدعاء وزارة خارجية إيران جميع سفرائها بالخارج و رفض اعلان توقيت الضربة كما سبق في ابريل كل تلك مؤشرات قوية على أن ايران سترد وامريكا في نفس الوقت اعلنت انها ستدافع عن اسرائيل من اي خطر خارجي ونتنياهو يقول ان اي هجوم على اسرائيل لن نتردد في الرد.
إذا المواجهة كما يبدو حتميه وكل ما سبق من تهور نتيجة إعطاء البيت الأبيض شيك مفتوح من القتل والتدمير والمجازر المروعة في غزه وتقمصت امريكا دور الوسيط الذي يحاول اقناع نتنياهو بالكف عن القتل والتدمير والجلوس لطاوله المفاوضات وقامت امريكا والبيت الابيض بمحاوله اداره هذه المسرحية لكنها كانت مكشوف وركيكة.
لكن فيما بعد تبين ان هذا الشيك مربوط بمدة ولم يكن مفتوحا لكي يستطيع ان يحقق نتنياهو اهداف الحرب على غزة من النصر المطلق إلى القضاء على حكم حماس في غزة وترتيب اليوم التالي للحرب وبعد ان استنفذت المدة واصبحت الامور تخرج عن السيطرة واصبح بايدن بعيدا خارج السباق الرئاسي فبدأت تتكشف بعض الامور حيث نشرت جريدة التلغراف البريطانية ان بايدن أهدى غزة لإسرائيل بارضها و شعبها تفعل ما تريد بشرط إنجاز ذلك في مدة محددة مما يثبت ان كل ما يجري ما هو إلا مسرحيات وتبادل ادوار لكن قبل الخوض في التفاصيل العنوان العريض الذي يجب ان نعرفه ان امريكا واسرائيل وايران لا يريدون الانزلاق الى حرب شاملة لان كل طرف له حساباته الداخلية والخارجية والمخاطر التي ستجلبها المواجه وابعاد كل طرف عن اهدافه الاستراتيجية المستقبلية.
وبسرد سريع امريكا عندها ازمه حرب روسيا واوكرانيا وملف تايوان والنفوذ الصيني المتمدد واسرائيل ليس من مصلحتها الدخول في حرب شامله على عده جبهات ممكن ان تغير خريطه الشرق الاوسط و تضع اسرائيل في أزمة وجودية طبعا هذه الرؤية لا تنطبق على نتنياهو الذي يعمل على توريط امريكا في حرب تقلب الادوار لتصبح فيها اسرائيل طرف مساند لأمريكا في حربها مع ايران لانقاذ نتنياهو من مشاكله الداخلية عكس الرؤية الأمريكية التي تريد ان تكون مايسترو الاحداث بالقيادة من الخلف اقصد هنا ان الاهداف تضيق لتصل الى الاهداف الشخصية لنتنياهو و ايران في حساباتها الخاصة التي تجعلها تصر على القيادة من الخلف وترك اطراف المحور في اداره جبهات القتال مع اسرائيل للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة وعلى استمراريه برنامجها النووي.
والثلاثة يلعبون على حافة الهاوية لا يريدون الانزلاق لحرب اقليميه شامله لكن ممكن ان تفلت زمام الامور بدعم غير مرئي من روسيا والصين لكن ما يكبح جماح امريكا في الرد العنيف على ايران ما نشرته صحيفة Washington times إن صحت معلوماتها بقلم Richard w rahn يوم الاثنين السابق في تقرير لموقع العربية أن إيران الان حسب المعلومات الاستخبارية تمتلك من ٥ إلى ١٢ قنبلة نووية و بذلك تكون ايران تسللت سرا للنادي النووي و اصبحت تعامل بحسابات اخرى لكن السؤال المهم هل التهديدات الاسرائيلية ومغامراتها تتناسب مع قوة اسرائيل الحالية ام هي استعراض قوة وهروب إلى الامام وتوريط مباشر للولايات المتحدة.
هذا ممكن أن يجيب عنه احتفاظ إسرائيل بصورة الردع ام هناك قضم و تأكل في استراتيجية الردع الاسرائيلي قبل أن نذكر التراجع الاسرائيلي بسرد سريع نذكر تراجع صورة الردع الأمريكي بداية هروبها من أفغانستان إلى خروجها بشكل شبه كامل من العراق و الضرب المتكرر لقواعدها في العراق و سوريا واخيرا تلقيها الضربات المتكررة من الحوثيين في البحرين الأحمر والعربي وإفشال مهمتها في حماية طرق الملاحة الدولية وعجزها عن دعم اوكرانيا بشكل مباشر خوفا و تحسبا من مواجهة روسيا وصلت لعدم قدرة بايدن رئيس أقوى دولة في العالم زيارة عاصمة اوكرانيا كييف الا بالقطار.
ويكفي أن الحوثيين أسقطوا ست طائرات بدون طيار من نوع mQ9 من أحدث الدرونات الأمريكية كلها مؤشرات على تراجع الردع الاستراتيجي أما من الجانب الاسرائيلي مؤشرات تراجع الردع والهيبة الإسرائيلية:
– عملية طوفان الاقصى والصدمة التي احدثتها سواء على المستوى السياسي او العسكري او الاجتماعي
– فرض حزب الله قواعد اشتباك جديدة رضيت بها اسرائيل مدني مقابل مدني ومطار مقابل مطار وعمق مقابل عمق مما ادى الى شبه تفريغ لمستوطنات شمال الكيان
– تصوير درون حزب الله الهدهد لاماكن حساسة في اسرائيل فقدت اسرائيل تفوقها التكنولوجي ولو لبعض الوقت
– محاصره الحوثيين لميناء ايلات وفرض معادله جديده في البحر الاحمر والعربي وضرب السفن الإسرائيلية والمتعاونة معها
– ضربه الوعد الصادق وان كانت استعراضية من إيران ب 300 صاروخ ومسيره في العمق الاسرائيلي
– ارسال اسرائيل رسائل من خلال وسطاء أن تكون الضربة الإيرانية في مواقع عسكرية فقط كل ما سبق مؤشرات واضحة لتأكل الردع الاستراتيجي وما قالته صحيفة معاريف بدل أن نكون على بعد خطوة من النصر الان نحن على بعد خطوه من الحرب الأهلية دليل على تفكك المجتمع الاسرائيلي ٦
– اعتراف جريدة يديعوت احرونوت بوجود عشرة آلاف اسرائيلي بين قتيل و جريح في معارك غزة بالعودة للمعركة المرتقبة فنحن امام معركه ترسيم حدود بالنار أن حدثت فهو تصديق لتصريح ترامب نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة وتصريح نائب وزير خارجية روسيا الحرب النووية تقترب و ساعة القيامة ليست بعيدة ولكن في رأيي ليست حتمية وممكن تأجيل المواجهة الشاملة بتوافق الاطراف على رد ايراني مشروط ومحدود لا يؤدي لحرب شاملة ورد اسرائيلي اقل حده ومن ثم لملمه اوراق الشرق الاوسط المبعثرة لترتيبها بشكل يؤدي الى وقف اطلاق نار دائم بغزه ومناقشه القضايا الصعبة مثل الانسحاب الكامل للجيش الاسرائيلي واعاده الاعمار وتشكيل حكومة التكنوقراط لأداره غزه تحت اشراف الامم المتحدة.
الكاتب: باحث في العلاقات الدولية
اقرأ للكاتب
محسن عقيلان يكتب: ميناء غزة بين الادعاءات الانسانية والترتيبات الاستراتيجية