عائشة سلطان تكتب : عام مضى وآخر يأتي !

وها هي سنة 2015 رحلت بكل ما فيها، بحلوها ومرها، كانت سنة حافلة مليئة بالإنجازات وفائضة بالأحزان وبكل شيء، عشنا فيها إنسانيتنا من أول تكوناتها إلى آخر حدودها، بقدر ما استطعنا، فَرِحنا جداً وحَزِنا، سافرنا كثيراً وضحكنا، نجحنا بقدر، وفشلنا كذلك، فقدنا أحبة غادرونا بالموت والرحيل، وكسبنا أصدقاء وأصحاب أيضاً، أسعدنا غيرنا وأسعدونا، مددنا لهم أيدينا في أوقات مختلفة، كما أنهم في بعض المحطات ساعدونا، وسامحنا قدر استطاعتنا، كما غضبنا بحجم ضعفنا، واعتذرنا حين قدرنا، لمن أسأنا في حقه، سهواً أو قصداً أيضاً، قرأنا العديد من الكتب، واشترينا الكثير من دواوين الشعر والروايات الرومانسية، ومشينا في أسواق دبي وأسواق مدن كثيرة، حملنا أكياساً وعلباً مليئة بالثياب والهدايا والحلوى واللعب، فكرنا في أنفسنا وفي أصدقائنا وبقلوب أمهاتنا، ركبنا طائرات، وعبرنا سماوات، ووضعنا أقدامنا في مياه أنهار وبحيرات، عرفنا الله أكثر، واقتربنا من إنسانيتنا أكثر، وفعلنا ما نستطيع أن نكتبه ونجاهر به وما لا نستطيع..

المهم أننا عشنا 365 يوماً بكل ما فينا من طاقة وقدرة على الحياة بمنطق المشاركة والمحبة..

لهذا فإن 2015 رحلت كعنوان على الأجندات وكتقويم حسابي، لكنها تغلغلت فينا عميقا، مضيفة لتجاربنا الكثير.

كان 2015 عام داعش بامتياز، وعام التفجيرات والخبل الأيدلوجي للجماعات الإسلامية المنحرفة فكرياً، كان عام اللجوء والموت العلني للاجئين في عرض البحر، كان عام سقوط العديد من الأقنعة، لكنه أيضاً كان عام الشهداء الإماراتيين، وعام الإنجازات على كل المستويات، في مجال الانتخابات نجحنا، وفي الرياضة حققنا مراكز متقدمة، سياسياً سجلنا اسمنا كأول دولة في المنطقة العربية ترأس برلمانها امرأة، وتفوقنا بجدارة في تثبيت دعائم الأمن داخلياً، وفي ترسيخ اللحمة والوحدة الوطنية، زادت مساعداتنا للخارج، وزاد اقترابنا من أشقائنا في مصر والسعودية وغيرها، صرنا لاعباً أساسياً في المنطقة،، ونلنا مراكز متقدمة على مؤشرات التنمية والأداء الاقتصادي والحكومي على مستوى العالم !

سنودع عام 2015 بفخر ورضا – برغم بعض جراحاته القاسية التي أبكتنا – وسننظر للعام المقبل بتفاؤل وإيمان، فالذين يؤمنون بأحلامهم يحققونها، لأن من يتفاءل بالخير يجده دائماً، إذا عمل لتحقيقه طبعاً.

كل عام والجميع بألف خير وسلام وأمان.

أبجديات
عائشة سلطان
الاتحاد الاماراتية

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *