نانسى فتوح تكتب :العلاقة بين الرجل والمرأة

عندما نتكلم عن علاقة الحب بين الرجل والمرأة، تتلاحق الكلمات التي تحمل كل المعاني الجميلة .. المودة والرحمة، التكامل، الحب، الحماية، الثقة، الأمان، والإستقرار .

وتتوج تلك الكلمات الراقية المعنى لتكمل سنّة الحياة ببناء المملكة التي تتوج بناء أسرة وأولاد.

فالعلاقة بين الرجل والمرأة في الشرع علاقة تكاملية، حيث يسد كل منهما نقص الآخر في بناء مجتمع متكامل وأسرة سعيدة ..

و يُروى أن قضية المرأة والرجل اثيرت في مطلع عصر النهضة في مصر، وثار نقاش عميق وخلافات وكل إنسان أدلى برأيه وبقيت المعركة طاحنة سنوات عديدة ..

ولكن للأسف في مجتمعنا الشرقي مازال وجود الموروثات القديمة المتشبعة بالأفكار العقيمة التي ينشأ عليها الرجل والمرأة، فتبدأ فكرة الصراع بينهما الذي يبدأ دائماً بتسلط الرجل الذي دائماً ينشأ معه في عقيدته منذ نعومة أظافره على إنه “رجل” أي النرجسية والغطرسة.

فالرجل الشرقي في مجتمعنا هذا له مواصفات مليئة بالسلبيات التي تعمل على هروب المودّة والرحمة أولاً، والحب والعاطفة والرمانسية ثانياً .

فيعتبر نفسه الآمر الناهي المنفرد بالقرار في كل صغيرة وكبيرة والذي يقتصر دوره على توفير لقمة العيش لأسرته، متناسياً اقتداء رسول الله في حياته بالمشاركة مع زوجاته بالرحمة والحب والمودة في كل أمور الحياة.

 ويلجأ إلى الكافيهات مفضلاً التسامر مع أصدقائه، تاركين مسؤولياتهم اتجاه أسرتهم وأولادهم إلى إلقاء المسؤولية كاملة على زوجاتهم.

فكم من زوجات تشتكي عدم احتواء الرجل الشرقي لبيته وأولاده وتحملها الكثير من المشاق والأعباء الثقيلة على كاهلها ..

 وهنا ليس دفاعآ عن المرأة حيث لا أتنصل من وجود أيضاً سلبيات بالمرأة، فالمرأة خرجت من طبيعتها وسجيتها التي خلقت من أجلها وأصبحت أكثر عنفاً عن الرجل .

لا أدري متى أصبحت تلك الصفة ملتصقة حديثاً بالنساء في زماننا هذا؟

فهي أيضاً تدخل الحياة الزوجية بموروثات المجتمع الجاهلي البعيدة كل البعد عن الأنوثة والعفوية بحجّة أنها يجب أن تدخل حياتها الزوجية الجديدة تطبيقاً لمَثَل عقيم جاهلي “إبنك على ما تربيه، وجوزك على ماتعوديه” !

وهنا الزوج أيضاً يدخل تطبيقاً لمَثَل “اذبحلها القطة” !

(يعني من الآخر كدة داخلين على حرب ..!)

ورويداً رويداً يبدأ التنافس في الحياة الزوجية على أعراض الدنيا ومحاولة النّيل من بعضهما وسلب كل منهما الآخر مميزاته وتتبّع نقائص بعضهما حتى تكون حجّة لها أدلة لكل منهما الآخر .

وهنا نتسائل، لماذا الزواج بالغرب أسعد من الشرق رغم وجود الإسلام وشريعته في منهجنا الإسلامي؟

أليس المنهج الإسلامي يحُث على المودة والرحمة وإعطاء كل الواجبات والحقوق كاملة لبعضهما البعض؟

هل الرجل يدخل الحياة الزوجية كدخوله لحلبة صراع بغطرسته وتسلطه تحت بند القوامة؟

(الرجال قوّامون على النساء) تلك العبارة تعني أنهم خادمون لهنّ أي قائمون على خدمتهنّ ورعايتهنّ بما فضّل الله، وليس ذلك المعنى الشائع الذي يظنّه الرجال بأن القوامة هي السلطة “

فها هو صلى الله عليه وسلم يحن على أزواجه ويعطف عليهن فعن أنس قال: (خرجنا إلى المدينة قادمين من خيبر، فرأيت النبي  يُحَوِّي لها – أي: لصفية – وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب) .

وقد كانت لخطبة الوداع توصية خاصة للنساء حيث قال صلوات الله وسلامه عليه ” واستوصوا بالنساء خيراً”

فمن الخطأ الفادح أن نظن أن المرأة كالرجل، هذا ينطلق من قوله تعالى:

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾

 فبُنية المرأة الفكرية والجسمية والنفسية والاجتماعية تختلف كلياً عن بُنية الرجل، وما ميل كل منهما للآخر إلا لأن كل واحد يكمل نقصه في الآخر، فالنقص الانفعالي والعاطفي عند الرجل يكمله بزوجته ، المرأة دائماً متأججة العاطفة محبتها اهتمامها غيرتها عطفها، بل إن الرجل يعد زواجه أحد فصول حياته ، أما المرأة يعد زواجها كل فصول حياتها، فلذلك حينما قال الله عز وجل: ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) .

 علة السكن أن المرأة تكمل نقصها بالرجل، فتسكن إليه وأن الرجل يكمل نقصه بالمرأة فيسكن إليها وحينما نفهم أن النساء والرجال متشابهون وقعنا في خطأ كبير.

هذا هو محمد- صلى الله عليه وسلم- زوجاً، وهذه هي بعض معاملاته وأخلاقه مع أزواجه فقد كان أفضل الأزواج على الإطلاق.

 فهل للأزواج اليوم أن يحسنوا معاملة ومعاشرة أزواجهم كما كان نبيهم- صلى الله عليه وسلم.؟

 هل للأزواج أن يغيروا من أسلوب القهر والظلم على الزوجات؟

وللزوجات أقول تذكري أنكِ في النهاية أنثى بطبيعتها وفطرتها وسجيتها الجذابة التي منحها الله لكِ دون غيرك فحافظي عليها.

 آمل أن تكون حياة النبي – صلى الله عليه وسلم- قدوة لنا نجعلها نصب أعيينا في التعامل مع أزواجنا.

بقلم : نانسي فتوح

شكرا للتعليق على الموضوع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *