نانسى فتوح تكتب: أنثى .. لم تنتزع طفولتها ..

تتبسم شفتاى كلما لاح طيف طفولتي أمام ناظري
لإستعيد حينها تلك الأيام البريئة التي طالما ستبقى في ذاكرتي للأبد ، كنت صغيرة أرى كل شيء بمنظاري المحدود.

أحببت كل من حولي ، فكنت أعيش حياة الطفولة بكل معانيها الجميلة التي تدعم بالحنان والعطف والتدليل وعدم المسؤولية ..

 بالبراءة والارتجال ..

بالعفوية والتلقائية المفرطة ..

لا أعرف معنى الخوف ..

لا يوجد تفكير بشيء سوى ألعابي ومتطلباتي والفسح والترفيه .

فكنت عندما أرى أمي تبدأ عيناي بالفيضان فرحاً وأملاً عندما تختار لي فساتيني بعناية شديدة.
وتجلب لي كل مالذ وطاب من الحلوي التي أعشقها حتى تهدأ نفسي وكنت أفرح كثيراً بترحالي وسفري مع أبي الطبيب الجراح إلى البلدان المختلفة، حتى إني كنت ألهم من كل بلد وردة وعطر يميز بها رائحة تلك البلد.

كانت الحياة لا تحمل أي نوع من المسؤولية، ولكن مع مضي الوقت وتسابق الأيام بدأت تكبر تلك الطفلة قليلاً، لتعرف أن الطفولة بدأت تودعها ليبدأ عهد جديد مختلف.

 وها أنا أول يوم أخرج من صدفتي لأرى العالم عن كثب ..

 أحسست حينها بمغامرة تسودها آمال ومخاوف .. ولكن !! بداخلي رعب لا ينطفئ لا أدري .. لماذا ؟؟

 هل لأن الحياة بدأت تأخذ من طفولتي ومن ملامحي، وتغير فيها مع تعريات الحياة ليبدأ التحول الجديد ؟..

التحول الذي يأخذك مع رياحه دون أن تشعر فيبدأ ينقلك من مرحلة اللاوعي واللا إدراك إلى كل الفكر والمسؤولية، ليبدأ يدق لك ناقوص الحياة ليخبرك أن الزمن قد تغير، وأن الحياة قد بدأت بكل مسؤولياتها، وأن الأيام تتبدل من يوم لآخر لتبدأ تدرك أن لا شي يستمر كما هو عليه.

وتبدأ مرحلة جديدة بكل معانيها تختلف اختلافا جذرياً عما كانت عليه بالأمس، ويبدأ مشوار الحياة والتطلع إلى المستقبل بكل مافيه من غموض وصعوبات تتطلب منك أن تقف وحدك مواجهاً لتحديات وابتلاءات الحياة المختلفة، وهنا كبرياءك يهامسك :”لا تعتمد ولا تنتظر من يقف مسانداً لك، وانزع طفولتك وكن قوياً مسؤولاً”،  ولكن طفولتي تحادثني وتخبرني” لاتنزعي براءة طفولتك”، نعم فأنا أريدها ..

 ولكني أأمل عندما تتغير حياتنا ويتغير مكاننا وظروف الحياة بكل صعوباتها ألا تتغير مبادئنا وطبيعتنا البريئة وفطرتنا السليمة وسط رماديات الحياة.

قوية تلك المرأة التي تملك من الشجاعة لمواجهة ظروف الحياة، ولكن لا تتخلى في الوقت نفسه عن أنوثتها وطفولتها الرقيقة البريئة التي دائماً هي النسيم الرقيق الذي تستمد منه القوة.

فلا تنزعوا طفولتكم فنحن بحاجة إليها لتُهون علينا أوجاع الحياة.

اقرأ للكاتبة :

اتغيرنا .. ولا الدنيا اتغيرت ..

شكرا للتعليق على الموضوع