حرب نجوم حقيقية.. روسيا تطور أسلحة فضائية خوفًا من مفاجآت
تأمل روسيا بأن تبني نظام تحذير دفاعياً صاروخياً في الفضاء كي تكتمل به منظومة دفاعاتها الصاروخية والجوية على الأرض.
وكان الجيش الروسي قد طوّر منظومته الدفاعية الجوية وقاعدتها الأرضية بعدما ضعفت إبان انهيار الاتحاد السوفييتي، لكن روسيا الآن تطمح إلى توسعة نطاق قوتها لتتحكم بالفضاء أيضاً، وفق تقرير نشرته مجلة ذا ناشيونال انترست الأمريكي.
وكالة أنباء “تاس” الروسية نقلت أخيراً عن ديميتري روغوزين، نائب رئيس الوزراء الروسي، قوله: “إننا ماضون على قدم وساق صوب صنع جيل جديد كلياً من الأسلحة والعتاد الحربي للدفاعات الجوية والفضائية، ما سيمكننا من تأمين منشآتنا من أي هجوم صاروخي يباغتنا به عدو محتمل”.
وفق ما نقلته الوكالة الروسية، قال روغوزين إن العالم مقبل على دخول عصر التسليح الفضائي، وإن على روسيا أن تكون لها اليد العليا الرائدة في ذلك المجال.
وتابع المسؤول الروسي أن الخطوة الأولى في سبيل تحقيق ذلك التفوق ستكون ببناء نظام تحذيري دفاعي صاروخي من الفضاء، فإن تكلل النظام بالنجاح، فسيسهم في تعقب وتتبع وتدمير أي هجوم صاروخي باليستي عابر للقارات يستهدف البلاد.
تجارب أمريكية
وكانت الولايات المتحدة في الأعوام الماضية أخذت فرصها في تطوير منظومة رادارات وأجهزة استشعار فضائية لأغراض جمع معلومات استخباراتية.
وفي عام 2001، بدأ برنامج Space Based Radar (رادار الفضاء) الذي تقوم فكرته على مراقبة الكرة الأرضية بالرادار مزوداً بنظم استشعارية هي (SMTI)، وتعني المؤشر السطحي للأهداف المتحركة، و(SAR) أي تصوير الرادار بالفتحة الاصطناعية، فضلاً عن ميزة (HRTI) التي تظهر البيانات الجغرافية بدقة عالية.
كما أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” درست إمكانية تطوير النظام ليشمل قدرات دفاعية صاروخية كذلك.
ثم في عام 2005 تغير اسم البرنامج إلى Space Radar (الرادار الفضائي)، لكي يجمع بين متطلبات وزارة الدفاع ومعايير جهاز الاستخبارات الأميركية أملاً بإدارة تكلفته بشكل أفضل، لكن هذا الجمع لإرضاء جهتين رسميتين بغية الحصول على تمويل من طرفيهما لم يعُد على مشروع رادار الفضاء بالنفع.
ماشينكا براغانكا، الخبيرة في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية (CSIS)، قالت إن هذا الجمع كان “أحد المعوقات الأساسية لأن الجهتين العسكرية والاستخباراتية لم تتفقا على متطلبات النظام والتحكم فيه، وقد دار الخلاف بين البنتاغون والاستخبارات بشكل كبير حول قوة التصوير بالفتحة الصناعية ومعدلات معاودة الاطلاع العالية”.
وبذلك كان الانقسام بشأن التكلفة والتحديات التقنية العديدة الضربة القاضية التي حكمت على البرنامج بالتوقف، حيث كانت تكلفة النظام المتوقعة ما يقرب من 38 مليار دولار. وبذلك أُسدل الستار على البرنامج عام 2008.
هافينغتون بوست عربي