مدحت محى الدين يكتب : برلمان مصر … مدرسة المشاغبين

أعلم عزيزى القارىء الجملة التى تبادرت فى ذهنك عندما قرأت عنوان المقال ألا وهى ” من الحكومة للبرلمان يا قلبى لا تحزن ” ، وبالفعل الشعب غاضب من نوابه اللذين أثبتوا بجدارة أن البرلمان ليس الحل لمشاكل هذا البلد بل هو عبء وعبء ثقيل على البلد ودعنا نحلل قليلا بعض من أسباب غضب الشعب على هذا البرلمان .

إذا نظرت عزيزى القارىء إلى مطالب النواب فى البرلمان فستجد أن مطالبهم مطالب شخصية وأنهم يعملون لمصالحهم وليس لمصالح أبناء دوائرهم وليتهم يطلبون مطالب معقولة بل مطالب فاقت الحدود التى يمكن أن تستوعبها ، فمثلا المادة رقم 430 المستحدثة بلائحة البرلمان تنص على ما يلى ” يتقاضى عضو مجلس النواب مكافأة شهرية تقدر بخمسة عشر ألفا من الجنيهات تستحق من تاريخ حلف اليمين وتزداد بنسبة 7% سنويا ولا يجوز التنازل عنها وتكون معفاه من جميع أنواع الضرائب والرسوم ”  ومع ذلك طالب النواب بأن يحاسبوا بالساعة على حضور الجلسات !!…نعم عزيزى القارىء المتفاجىء طالب 221نائب رئيس المجلس بحساب بدل الجلسات بالساعة وتقدموا بمقترح للجنة الإعداد بذلك كما طالبوا بزيادة بدل الجلسات الأساسية والنوعية بالإضافة إلى أنهم طالبوا بتوفير بدل إنتقال وتغذية ومظهر وإتصال ومبيت !!!  يعنى فى الوقت الذى يطالب فيه الرئيس السيسى المصريين بالتبرع لمصر بجنيه يطالب نواب البرلمان بزيادة رواتبهم !.

وذلك عزيزى القارىء يثبت لك أنهم منشغلون بمطالبهم الخاصة وليس مطالب الشعب حتى جريدة اليوم السابع نشرت فى صحيفتها كاريكاتيرا ساخرا لنواب البرلمان وصورهم الكاريكاتير على أنهم مرضى نفسيين وذكرت الصحيفة بأنهم منشغلون بمصالحهم الشخصية ولا يهتمون بقضايا الوطن مما يجعلهم فى حاجة لعلاج نفسى ، وللأسف إذا نظرت إلى مواقف أحدثها بعضهم ستجد أنهم بالفعل لا يصلحون كنواب ، على سبيل المثال النائب ” أحمد طنطاوى ” النائب عن دائرة قلين وبسيون بكفر الشيخ دخل البرلمان بملابس كاجوال ورئيس البرلمان على عبدالعال قال له ” إحنا مش فى ملعب كورة ”  ولم يفهم الناس كيف لا يعرف هذا النائب أن لكل مقام مقال ولكل مكان البروتوكول الخاص به ، وهناك أيضا النائب ” محسن أبو سمنة ” النائب عن دائرة طامية بالفيوم والذى أحالته جامعة الفيوم لمجلس تأديب للتحقيق معه بعد ضبطه وهو ” يغش ” فى أحد الإمتحانات التى يؤديها بجامعة الفيوم بإعتباره طالبا فى التعليم المفتوح ، “غش ” عزيزى القارىء ” يا فضيحتنا وسط البرلمانات ” !!! .

 وهناك النائب ” سعيد حساسين ” النائب عن دائرة ناهيا بمحافظة الجيزة المتهم فى العديد من القضايا والتى وصلت ل14 قضية ومحكوم عليه بأحكام نهائية فى حوالى 5قضايا منهم والذى لا يعرفه البعض هو أن النائب سعيد حساسين هو صاحب قناة ” الخليجية ” التى كانت تدعم الإخوان وتم غلق القناة بعد خطاب 3يوليو الشهير ليعود حساسين بعد ذلك نائبا وصاحب قناة ” العاصمة ” فى ثوب جديد مواكبة للعصر  ، …ولدينا النائب ” الفرشوطى ” النائب عن دائرة أرمنت بمحافظة الأقصر والذى يبحث عنه أهل دائرته فلا يجدونه وتحجج أمامهم بأنه غير أرقام هواتفه كما انتشرت شائعة تفيد بأن الحكومة وعدت النواب بفرصتى عمل لكل نائب ليختار شخصيتين للتعيين بوزارتى البترول والكهرباء فعندما سأل أهل الدائرة النائب الفرشوطى عن هذه الشائعة أجاب ” لو صحت يبقى إخواتى أولى ” !!! .

وأخيرا وليس آخرا النائبة المعينة ” لميس جابر ” والتى انتقدت وسبت ثورة 25يناير وأصرت على أن ثورة 25يناير ليست ثورة ووصفتها بالمؤامرة بالرغم من أن الدستور الذى أقسمت اليمين على إحترامه ينص على أن 25يناير ثورة ، فتصريحها بأنها ليست مقتنعة بما نص عليه الدستور بأن 25يناير ثورة ومع ذلك قسمت على إحترام الدستور ما هو إلا تناقض شديد وإهانة للدستور .

عزيزى القارىء أعلم أنك مستاء مثلى وأعلم أنك تدرك الآن أكثر من ذى قبل أن هذا البرلمان ما هو إلا عبء على الشعب ، الدولار سعره يرتفع بجنون والأسعار تزداد فى الغلاء وهؤلاء النواب لا يحلون ولا يربطون  بل هم عبء على الشعب ومرتباتهم عبء على الدولة  ، كنا ننتظر البرلمان لتستقر البلاد وهم بالفترة الأخيرة تسببوا ببلبلة البلد فى غنى عنها ، وأظهروا أنانية لا مثيل لها ، ولذلك لابد لكل أهالى الدوائر التى يمثلها نائب لا يؤدى دوره المطلوب منه أن يسحبوا الثقة من هذا النائب ، الشعب ليس فى حاجة إلى فواصل ترفيهية ولم يكلفوا نفسهم لينتخبوا شخص ليحقق مطالبه الشخصية بل انتخبوا نائبا عنهم ليكون صوتهم المسموع ، وإذا أصبح النائب نائم وفى غفلة فلابد من إيقاظه أو إقتلاعه ، ولذلك عزيزى القارىء أدعوك إلى البحث عن نائب دائرتك فإذا وجدته خارج نطاق الخدمة اسحب الثقة منه .

شكرا للتعليق على الموضوع