بالوثائق.. أكثر من 40 جنسية جند داعش مواطنين منها
كشفت استمارات أملاها مقاتلون في تنظيم داعش الإرهابي، عن نجاح التنظيم في استقطاب وتجنيد عناصر من مختلف أنحاء العالم، ومن عشرات الجنسيات والقوميات والأعراق.
وأظهر تحليل بياني لصحيفة “زمان الوصل” السورية، للمعلومات المدونة في أكثر من 1700 استمارة، نظمتها “الإدارة العامة للحدود” الخاضعة للتنظيم، ضمن نموذج موحد يحمل عنوان “بيانات مجاهد”.
وأظهرت الوثائق الصادرة عن تنظيم “داعش” والبالغ عددها 1736 وثيقة تحت مسمى “بيانات مجاهد”، أن الملتحقين بالتنظيم ينتمون إلى ما يناهز 40 جنسية، أتى حاملوها من مناطق مختلفة حول العالم، بعضها بعيد جدًا عن منطقة نشاط التنظيم الرئيسة في العراق والشام، ما يوضح فعالية الآلة التواصلية للتنظيم، التي استطاعت إقناع الآلاف بترك بلادهم وأعمالهم والالتحاق به، رغم ما قد يشوب رحلة الالتحاق من مصاعب، ومخاطر أحيانا.
كما يحتوي النموذج حقولا خاصة بالحالة الاجتماعية للعنصر الملتحق بالتنظيم (أعزب، متزوج)، وتحصيله العلمي والشرعي، والمهنة أو المهن التي عمل بها خلال حياته، فضلا عن “الاختصاص” الذي يرغب به (مقاتل، شرعي، استشهادي).
ويكشف تنوع الجنسيات عن تنظيم عالمي الصبغة، استطاع إلى حد ما أن يؤسس كيانا عابرا للحدود، ويعكس وجها آخر للعولمة، بخلاف الوجه المتعارف عليه.
ويشكل حملة الجنسيات العربية الأغلبية بين منتسبي التنظيم، وفق لبيانات الوثائق، حيث يهيمن العرب على أكثر من 72%، ويأتي في مقدمتهم السعوديون بنسبة تقارب 27%، ثم التونسيون بنسبة 21% تقريبًا.
ويستحوذ حملة الجنسية المغربية على المرتبة الثالثة، يلهيم المصريون، ثم الأتراك الذي يشكلون أكبر جنسية غير عربية في التنظيم، بناء على معطيات الوثائق المحللة.
ولا يمثل السوريون إلا نسبة 1.7% من المدونين في وثائق “بيانات مجاهد”، لكن هذه النسبة لا يمكن الركون إليها ولا الاعتداد بتعميمها على التنظيم؛ لأن الوثائق تم تنظيمها من قبل “الإدارة العامة للحدود”، التي توازي “إدارة الهجرة والجوازات” وتشرف غالبا على الداخلين إلى البلد، ولا تهتم ببيانات من هم موجودون في البلد أصلا، وبناء عليه فإن أعداد السوريين في التنظيم تبقى غير واضحة المعالم، باعتبار أن سوريا تشكل في عرف التنظيم “معقل أرض الخلافة”، بل إن التنظيم اختار “الرقة السورية” لتكون عاصمة “دولته”.
*أجانب
وما ينسحب على حملة الجنسية السورية، يمكن أن يقال في حق أصحاب الجنسية العراقية، الذين لا تتخطى نسبتهم 1.2%، علما أن الوثائق تغطي المعابر الشمالية مع تركيا، وليس فيها ذكر لأي معبر في المنطقة الشرقية المحاذية للعراق.
أما الجنسيات غير العربية، فتتنوع لتشمل بمروحتها: الفرنسيين، الألمان، البريطانيين، الإندونيسيين، الأذربيين، الأوزبك، الإيرانيين، الكنديين، الشيشانيين، الروس.. وبين هؤلاء من يحمل الجنسية الأجنبية لكن له أصولا عربية، وبينهم من هو بالفعل أجنبي (غير عربي) الجنسية والأصل.