أكاذيب لا تصدقها عن حليم
39 عاما ولا زال العندليب يشغل عقول وقلوب محبي الرومانسية.
تمر الذكرى 39 لرحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ومثل كل عام تتجدد الذكريات عن الراحل الكبير، وتتجدّد الروايات الكاذبة عن بعض تفاصيل حياته، والمثير أن بعض الوقائع الكاذبة تم تسريبها سابقاً بمعرفة حليم نفسه، الذي يعد أول نجم عربي استخدم سلاح الشائعات للترويج لفنّه، والبقاء طوال الوقت متصدراً أغلفة وصفحات الفن في الاعلام العربي.
ابن الملجأ
شائعة وضع عبد الحليم حافظ داخل الملجأ بعد وفاة والدته قبل أن يتم أسبوعه الأول، ووفاة والده قبل أن يتم عيد ميلاده الأول أيضاً، وعجز أسرته عن رعايته بسبب الفقر، من أشهر الشائعات رواجاً عن حليم، ولكنها للحقيقة “نصف شائعة” فالمؤكد أن عبد الحليم شبانة ارتاد الملجأ العمومي لقريته الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، وكان يقيم فيه طوال النهار، لسبب بسيط وهو أن الملجأ كان المقر الوحيد للآلات الموسيقية فى القرية كلها، وهناك تعلّم حليم عزف الموسيقى ومهارات الغناء، وهناك أيضا قابل الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم الذي يعد السبب الأول وراء انتشار الشائعة، والمؤكد أيضاً أن حليم واشقاءه أقاموا في منزل خالهم الحاج متولي عماشة.
زبيدة ثروت الحبيبة المجهولة
بعد النجاح الساحق لفيلم “يوم من عمري” من بطولة حليم والنجمة الجميلة زبيدة ثروت، ترددت شائعات حول قصة غرام بين النجمين، وخفتت الشائعة بعدما عرف المقربون أنها كانت مجرد حيلة من حليم للترويج للفيلم أثناء عرضه، ولكن المفاجأة أن النجمة الكبيرة أعلنت صراحة أن العندليب الأسمر تقدم للزواج منها ولكن والدها رفضه لأنه يعمل بالفن، وهو ما استدعى رداً صارماً من نجل شقيق حليم الفنان محمد شبانة، الذي اعتبر الأمر كله مجرد أكاذيب، ونفى كل قصص الغرام المنسوبة لعمه الراحل عدا قصة غرامه للسندريلا سعاد حسنى.
النجاح المبكر لحليم أكذوبة
يتردد دوماً أنّ النجم الأسمر عبد الحليم حافظ عرف طريق الشهرة أثناء دراسته في معهد الموسيقى العربية في القاهرة، وأنّ موهبته أجبرت زميله الموسيقار الراحل كمال الطويل على التوقّف عن الغناء والتفرغ للتلحين، وهذا غير صحيح تقريباً، فحليم حتى تخرجه من المعهد كان معروفاً في الوسط الغنائي بمهارته في العزف على آلة الأبواه النادرة فى الشرق، حتى أنه تلقى منحة لنيل دراسات عليا متخصصة في مجال العزف ولكنه فشل في السفر، وبعدها عمل بالتدريس لأربع سنوات في مدن طنطا والزقازيق والقاهرة، وقدم استقالته بعد قبوله في الإذاعة كعازف لآلة الأبوا، ولم يقدّم نفسه كمطرب الا عام 1951 عبر رائعته “صافيني مرة” ولكن الجمهور رفضه وقتها وقذفه بالبيض الفاسد، ونجحت محاولته الثانية فى عيد الثورة في الإسكندرية.
علاقة العندليب والسينما .. بدأت سراً
يتردد دوماً أنّ نجاح حليم الحقيقي وتحوّله إلى نجم الشباب، كان عبر البطولة المطلقة لأفلام السينما، ولكن الحقيقة أنّ علاقة العندليب بالشاشة الكبيرة بدأت بمرحلة “الصوت وبس” فقد ظهر بصوته أغنية “ليه تحسب الأيام” كلمات فتحي قورة وألحان علي فراج في فيلم “بعد الوداع” سنة 1953 ، وبعدها شارك عبد الحليم للمرة الثانية بصوته فقط في فيلم “بائعة الخبز″، حيث غنى شكري سرحان بصوت حليم أغنية “أنا أهواك”، أمام ماجدة التي غنت بدورها في الفيلم بصوت المطربة برلنتي حسن، وللمرة الثالثة شارك بصوته فقط في إحدى أغنيات فيلم أدهم الشرقاوي بطولة عبد الله غيث، وكانت بطولته الأولى في فيلم “لحن الوفاء” أمام القديرة شادية.
جسد حليم لم يتحلّل في القبر
أخطر شائعة ظهرت عن حليم كانت متعلقة بجسده، حيث تداولت أخبار تؤكد أن جثمانه في مقابر الأسرة في منطقة الإمام الشافعي ظل كما هو لم يتحلل، وقيل إنّ القبر يخرج منه الماء بصورة مستمرة، ولكن الحقيقة أن مقابر المنطقة كلها تعرضت لانهيار في التربة بسبب تسرّب مياه الصرف الصحي، وحدث خلط بين الجثامين استدعى إعادة بناء المقابر من جديد.