نانسى فتوح تكتب : أحلام البنات ما بين الواقع .. والخيال

مابين الواقع والخيال .. بين الحاضر والمستقبل .. بين السكون وقلق البحث .. يبقى الحلم
يسكننا ونسكنه .. ويمنينا ويعطي ألف معنى ومعنى للحياة .
يلونها ويزهرها ..

منا من حلم وتمنى على الله الأماني ..
ومنا من فتح كل الأبواب ليسعى وراء حلمه ..
فمشوار النجاح يبدأ بحلم ، القمة تبدأ بحلم ،الحياة تبدأ بحلم ..
وللأنثى حكايات مع الحلم ..
أحلامها بلّوره سحريه عالم لا يدخله إلا هي ..
بداية من فستانها الجميل، إلى فارس الأحلام، إلى الطموح والعمل، إلى الأسرة، قد تكون أحلامها غارقة في بساطتها ولكنها محاصره بأسوار عاليه
قد تتحقق وقد تبقى مجرد أحلام عاشت بالقلب والخيال ..

فمنذ أن تولد الفتاة تبدأ حياتها تتشكل بداية من أن يصبح أكبر طموحاتها تسريح شعر دميتها والاهتمام بألعابها الخاصة بها، إلى أن تدور عجلة الزمن بها، فتبدأ الفتاة بالبلوغ وتتغير الحالة النفسية للفتاة وتتغير نظرتها للحياة.

فتبدأ مشاعر الحب بطرق أبواب قلبها لأول مرة، حيث يبدو لها أن هناك أشياء جديدة جميلة وممتعة في الحياة تستحق السعي من أجل بلوغها، وقد تعتبر حاضرها شيء تافه وتطلع بفارغ الصبر إلى المستقبل، وتطلع إلى الحب والأمان وإلى التعبير عن حالتها.

فتبدو حياتها حالمة وخيالية وسطحية في الوهلة الأولى ولكنها عميقة حقيقية وجديرة بالبحث والمناقشة في واقع الحال.

وتبدأ معها رحلة البحث عن فارس الأحلام .. ولكني أتساءل :

هل فارس الأحلام هو نفسه زوج المستقبل، أم أن أرض الواقع أقسى من الخيال؟

فمعظم الفتيات يتخيلن فارس الأحلام هو ذلك الشاب الوسيم الذي يخترق السحاب بحصانه الأبيض، أو بسيارته الفارهه، ويطير بها إلى عالم الأحلام.

 إنه صاحب تلك الصورة الشاعرية الجميلة، التي ترنو إليها كل فتاة، تداعب مخيلتها فتجعلها تطرز أحلاماً وردية لمستقبلها، مما يولد لديها التفاؤل والإقبال على الحياة بسعادة وبهجة.

 ويقومن بتفصيله بشخصية أفلاطونية مثالية ، كما يرسمن بمشاعرهن لوحة لهذا الفارس بجميع الألوان ويقمن بإقصاء اللون الأسود منها.

ولكن .. قد تكون مواصفات وأمنيات الوالدين مختلفة أوأكثر تعقيدا، أو بها متطلبات أكبر.

تتمنى الفتيات أن يكون فارس أحلامها رومانسياً، حالماً، كريماً، “جنتل”، مهتماً بنفسه، ظريفاً، ذكياً، غيوراً، غنياً، خلوقاً، والعديد من الصفات التي نادراً ماتجتمع نصفها في رجل واحد، ونحن كفتيات نعلم هذه الصفات ونتداولها في يقظتنا وفي أحلامنا.

وأحيانا تكون أحلام الفتيات متصلة بالمظاهر المادية التي طغت بشكل مرضي، ولم تعد الفتاة تهتم بجوهر فتى الأحلام بقدر اهتمامها بمظهره أو ما سيحققه لها من مكاسب مادية.

ولكن لابد لنا من أن نميز بين الواقع الذي نعيش فيه وبين الخيال الذي تعرضه لنا المسلسلات والأفلام الرومانسية.

فالواقع أحلى بكثير لأنك من الممكن تحقيقه بينما الأفلام والمسلسلات تعرض لك الحب والرومانسية بصورة مغلفة بالمشاعر الزائدة، فهي مجرد حبكة درامية لغرض التسلية.

ولأن كل امرأة تختلف عن الأخرى، من المؤكد أن الإنسان مهما طور من نفسه ومظهره وقدراته لن يلاقي الإعجاب والرضى من كل الناس، ولكن باكتساب بعض الصفات والأفعال البسيطة تكون الرجل الذي تتمناه كل فتاه وتتمنى أن يشاركها حياتها، لذا تجد أن المظهر الحسن للرجل هو أول مايجذب نظر الفتاة، ولكن لطافته معها، وذكاءه، وخفة دمه، واحترامه واحتواؤه لها وتحمله للمسؤولية أساس انجذاب المرأة للرجل.

ولكني أرى فارس الأحلام له جزءين:

قسم يلبي مطالب المرأة الحياتية، وقسم يلبي مطالب المرأة الروحية.

فإن اجتمع القسمان في جوف رجل واحد فهي امرأة سعيدة، وإن وجدت نصف قسم من كل قسم. فالبعض تستطيع أن تكمل النواقص في مسيرة حياتهما، والبعض يرضى بما قسم الله، والبعض تمل وتفارق.

لذا تختلف المقاييس من كل امرأة لأخرى .. وتختلف المقاييس بدرجة اختلاف الوعي، فعندما يزداد وعي الفتاة ويتقدم بها العمر تبدأ بتغيير نظرتها للزواج بعدما كانت تعتم بالأمور الشكلية والمادية فقط، فإنها تصبح تهتم برجل صاحب شخصية أيضاً، يعي معنى الحياة الزوجية ويقدر المرأة وتدرك أهمية التفاهم بين الزوجين.

ولكن ما أؤمن به أن فارس الأحلام عموماً لا يأتي أيامنا هذه راكباً صهوة جواد أبيض يخترق أحلام العذارى، ولكنه يأتي عبر تمحيص وتدقيق عميقين في سلوكه وتصرفاته وأفكاره مع ارتياح الفطرة إلى فطرة أخرى تأنس بها وتكتمل بوجودها .. ومع اختلاف الظروف يبقى فارس الأحلام هو صاحب المشاعر الدافئة والجميلة بكل معانيها من حب واحتواء يملأ كل كيان حبيبته،من حنان ورقة المشاعر ، والتضحية، والتفاهم، والكرم،والاخلاص .. هو ذلك الرجل الذي يمتلك قلب حواء سواء كان على حصان أبيض أم خلف مقود السيارة البيضاء ..

ستظل الفتاة تحلم وتحلم بالمستقبل وسواء  تحققت احلامها أم لم تتحقق المهم الا تفقد القدرة على الحلم ..
فالأصعب من عدم تحقيقه هو ألا يكون هناك حلم.

فأقول لكي احلمي أيتها الفتاة، فأحلامنا معنى حياتنا بل هي كل حياتنا .

فنداء خاصة إلى الرجل الشرقي اقتبس قليلاً من رومانسية الرجل الغربي، وتنازل عن المجتمع الذكوري ستكسب بالسياسة قلب وعقل المرأة التي تتمناها، وتذكر دائماً أنك بالمشاعر الدافئة والجميلة بكل معانيها واحتواء المرأة ستمتلك ليس قلبها فقط بل ستمتلك عقلها وكيانها وقلبها وحياتها أيضاً.

شكرا للتعليق على الموضوع