سجن الفراشة ” قصة واقعيّة ” ( 7 )

اقرأ : الجزء السادس

ثلاثة أشهر مرّت وأنا على هذه الحال. عقاقير وأدوية وأبر يوميّة. ثم … شعرت بشيء يتغيّر! يوماً بعد آخر، كنت ألمح انسحاب الازرقاق من أرضي، ولون الجلد يعود طبيعيًّا، وبعدها تفشّت الحرارة. يا إلهي، كم هي رائعة هذه الحرارة التي تعود إلى الجزء الأسفل من جسدي بعد غياب ظننته أبديًّا! حرارة دافئة، لطيفة، تتحرّك كقطعان النمل على امتداد ساقيّ. ابتلعت فرحي وتفاؤلي لفترة أيام لأتأكّد أن الأمر حقيقي. ورحت من ثم آمر جسدي بإطاعتي، ولدهشتي تحرّكت قدماي طبقاً لأوامري. صرخت يوماً في السيّد إبراهيم فور عودته:

– “قدماي تتحرّكان! تعال وانظر”.

هرع مسروراً ومرتاحاً، وعاين شفائي عن كثب. غمرني من كتفيّ من الخلف وأنهضني عن الأرض.

– “سنرى إلى أيّ مدى ستتمكنين من المشي الآن. ولكن لا تجزعي، سيكون الأمر صعباً بعد ثلاثة أشهر من الرقاد”.

مشيت بصعوبة أولاً بالاستعانة بالأشخاص والحيطان، ثم مشيت بطريقة أفضل، ثم استعدت القدم اليسرى التي عادت طبيعيّة تماماً، ولكنني لم أستعد القدم اليمنى! بعد شهر من المحاولات ومشورة الأطباء، أدركت أن قدمي اليمنى لن تعود إلى طبيعتها، وسأظلّ عرجاء طوال العمر.

لم يكن الأمر قاسياً في الفترة الأولى بالنسبة إليَّ. بالمقارنة مع اختباري الشلل لثلاثة أشهر، كنت أشبه بعصفور يحلّق في سماوات جديدة. وحتى إصابتي في ذلك الوقت لم تكن نافرة بشكل مزعج. العرج طفيف ومقبول، وأستطيع حتى الركض واللعب كما في السابق. لكن قدمي الضعيفة دخلت في تعقيدات لاحقة، واستوجبت ثلاث عمليات جراحيّة في فترة المراهقة خرجت منها في حالة أسوأ، وقد زادت حدّة عرجي، وانطوت قدمي اليمنى إلى الداخل.

أدخلت أمل إعاقة دائمة إلى حياتي. شوّهت تناسق حركاتي بقلبها الصخري الذي لم يتوان عن دفع طفلة إلى اختبار أعماق الظلمة والصقيع، وحيدة، عارية، وخائفة. وهكذا انطوى الفصل الأكثر إيلاماً في حياة عبوديتي، أو بالأحرى لم ينطوِ، بل كُتب بمعاناة خرجت منها مثلومة بندبة عميقة … ثم حلّ الفصل الثاني.

لم تعد بي رغبة بسرد ظروف الأحداث. أودّ الخروج مـن  هذا

الجحيم قبل أن تحترق أجنحتي بالكامل، وأهبط مفلوجة في أودية الماضي.

أرادت ذات صباح أن تعاقبني لأنها ضبطتني ألهو مع طفلتيها، من دون أن أهتمّ بإتمام واجباتي. بعد الصراخ واللطم على الرأس، أمسكت يدي اليمنى وفتلتها كأننا في حلبة مصارعة. كانت تريد التحكّم بحركاتي أكثر، حتى لا أنفذ من صفعاتها. لكنها لم تكد تفعل ذلك حتى سمعنا قرقعة عظام. تجمّدتْ عندها بارتباك من غير أن تفقه ما الذي جرى.

– “ما هذا؟” سألتني بحيرة.

أيقنت أن العظام التي فرقعت هي عظامي، ولكنني لم أشعر بدءاً بأيّ وجع. نظرت إلى يدي فوجدتها مفتولة بشكل غريب.

– “إنها يدي، أجبتها بخوف. لا أعرف ما بها!”.

ورحت أبكي من فزعي وليس من وجعي.

أمرتني أن أمسكها باليد الأخرى، وأسرعت للاتصال بطبيب.

الدائرة ذاتها، والأحاسيس عينها تتكرّر. تبيّن أن كتفي كان مخلوعاً أو مكسوراً، لا أعرف بالتحديد. وضعوه في الجصّ لفترة طويلة، وأمضيت الوقت في المنزل أعمل باليد اليسرى. حتى في تلك الحالة كانت تتدبّر أموراً يمكنني القيام بها!

أوصى الطبيب بالعلاج الفيزيائي ليدي بعد نزع الجصّ، “وإلا لن تعود إلى حالتها الطبيعيّة”، سمعته يحذّر أمل.

أخذتني إلى جلستين للعلاج الفيزيائي، ثم توقّفت.

– “لست بحاجة إلى أيّ علاج بعد اليوم. أنت كالقردة لا تشكين من شيء”.

ولكن “القردة” التي كنتها، والتي فقدت قبلاً قدرتها الطبيعيّة على المشي بسبب إعاقة قدمها اليمنى، كانت فعلاً بحاجة إلى هذا النوع من العلاج. فمع الوقت، لم تعد يدي اليمنى إلى حالتها الطبيعية. خـَرَجَت من الجصّ ضعيفة ويابسة، تشبه تماماً حالة مريض أصيب بفالج نصفي. صعوبة وبطء في الحركة، وعجز عن تأدية الكثير من الحركات التي تتطلّب مرونة وأوضاعاً معيّنة. وهكذا أهدتني أمل إعاقتي الثانية!

لم أفهم حتى اليوم لماذا اختارني الكثير من الرجال لتلبية شهواتهم الجنسيّة. برغم الحالة التي أمسيت إليها، وبرغم شكلي الرث وجسدي الهزيل والإعاقات التي لحقت به، ظلّت عيونهم مفتوحة بشهوة عليَّ ونواياهم تتحيّن الفرص المناسبة.

لم تكن حادثة العسكري الذي أوهمني بأنه سيعيدني إلى أمي، يتيمة. كان هناك الكثيرون الذين يتردّدون على منزل السيّد إبراهيم، من طينة هذا الرجل. يتلاعبون بمشاعر طفلة وسذاجتها. وكلّ مرّة أكشف أقنعتهم سريعاً، يبتكرون شيئاً جديداً، ويحاولون إخضاعي، تارة باللين والاغراءات، وتارة أخرى بالتهديدات.

أحدهم ويدعى “أبو يوسف” كان في الخمسينات من عمره. رجل ضخم الجثة، تعابيره يابسة ومقنّعة. كثيراً ما كان يوجّه إليّ عبارات لم أرتح إليها، بدون أن أفهم تماماً ما ترمي إليه. جاء مرّة فوجدني منكبّة على واجباتي المنزليّة. لم يكن هناك أحد غيري في المنزل. أقنعني بأنه يشفق عليَّ، ويريد اصطحابي إلى الدكان لشراء بعض الحلويات وقطع الشوكولا. لم نكد نصل إلى

 منتصف الطريق بين المنزل والدكان حتى انتحى بي جانباً وأدخلني إلى زريبة مهجورة.

– “إلى أين ندخل؟” سألته ببراءة.

– “هناك أغراض لك خبّأتها هنا. تعالي سأعطيك إياها”.

وما أن أصبحنا في الداخل، حتى خلع سرواله وحاول أن يقرّبني إليه. أفلـَتَ كلاماً بذيئاً وأنا أحاول التهرّب منه وإقناعه بإرجاعي إلى البيت. وفي النهاية تمكّنت من الإفلات منه والهرب.

لم يستسلم أبو يوسف لفشل المحاولة الأولى، بل حاول مجدّدا بعزيمة ثابتة. لكنني واجهته بحذر مرهف وصدّ حازم بعدما كشف عن انحطاطه بأبشع الأشكال.

يأتي ويبدأ بالقيام ببعض الحركات ذات الإيحاء الجنسي. رجل في الخمسين يحاول إغراء طفلة في الثامنة أو في التاسعة من عمرها!  “يجب أن تتعلّمي هذه الأمور، يقول لي. ألا تريدين أن تتزوّجي؟”. لكنني أكره الرجال، أقول في نفسي. من أبي، إلى وائل شقيق أمل، إلى المخادع، وإلى هذا العجوز الذي فقد هيبته واتزانه من أجل طفلأأجل طفلة عرجاء. غيرهم أيضاً لم يتوانوا عن التحرّش بي. أفكّر اليوم أنه لو أتيح للرجال الكثير من الأطفال المتروكين مثلي، لازدادت بصورة فظيعة حوادث الاعتداء على الأطفال. ما يردعهم هو عدم وجود الظروف الملائمة باستمرار.

فؤاد هو نذل آخر نبت في طريقي كمسمار مقلوب. دعسة صغيرة كانت تكفي لتحطيمي. يستكشف عن غياب أصحاب المنزل من خلال الهاتف، ثم يأتي للإيقاع بي.

– “ما بك تراقبني؟” سألته مرّة بعدما جلس قبالتي وأنا أمسح الأرضيّة. “هيّا إذهب من هنا، لا أريد أن تترك دعساتك فوق البلاط الرطب”.

كنت بدأت أكتسب وقتها طبعاً وقحاً وعدائيـًّا تجاه المأمورين مثلي. وفؤاد كان مأموراً لدى السيّد إبراهيم. أسمعني كلاماً سمجاً ونابياً ردًّا على وقاحتي. لم يبتلع فكرة أن تخاطبه خادمة حقيرة مثلي، بمثل هذه الطريقة.

– “سأبقى هنا أيتها العاهرة الصغيرة، وسأفعل ما يحلو لي”.

هزّيت كتفيّ باستخفاف وتجاهلته. فجأة أحسست به خلفي وأنا أمسح الممر المؤدي إلى غرف النوم.

– “ماذا تريد؟ ما بك تطاردني إلى هنا؟” صرخت في وجهه غاضبة بعدما تبيّنت أنه يفسد عملي.

– “أريد شيئاً منك، وسأعطيك خمساً وعشرين ليرة مقابل ذلك”.

– “لا أريد مالاً ولا حلويات. أنا أعرف ماذا تريدون مني جميعكم”.

– “لا!  لا! لا تسيئي فهمي. أريد فقط أن ألقي نظرة على بعض الأشياء”.

– “أيّ أشياء؟” سألته باستغراب.

– “اخلعي هذا الشورت الذي ترتدينه، لأرى ماذا يوجد تحته”.

صرخت بعنف في وجهه بعدما انكشفت شهوته:

– “لا أريد أن أريك شيئاً. إرحل من هنا، هيّـا. سأخبـر السيّد

إبراهيم عما تريد أن تفعله بي”.

اقترب عندها مني وشدّني من شعري مهدّداً:

– “إذا فعلت ذلك، سآتي في الليل وأحرقك في السرير الذي تنامين عليه”.

خفت من تهديده، وخاف هو من لساني. ابتعد عني بعدما أفسدت محاولته وهو يتابع تهديداته بقتلي إذا بحت بأيّ شيء.

السنوات التي مرّت أثقلت روحي بأورام غريبة عن حياة الأطفال الطبيعيّة. كيفما تلفّت صادفت جزّاراً وسكيناً جاهزاً للاختراق. لمحت الفئران تموت في المصيدة، والقطط تقضي تحت دواليب السيّارات، والصراصير تختنق من روائح المبيدات. هل حياتي أهمّ من حياة هذه الحيوانات؟ اقتنعت أخيراً في ذاتي أنه من الخبل الإصرار في عيش ملعون إلى هذا الحدّ. ثم جاء الحل! سمعت أمل تحذّر أولادها من العبث بحبوب كرويّة صغيرة كانت تضعها بين أغراض الخيل في الغرفة الصغيرة التي أنام فيها. لم تكلّف نفسها مشقّة تحذيري أنا أيضاً.

استغلّيت يوماً فرصة فراغ المنزل من أصحابه، وفتحت الخزانة التي تحوي هذه الحبوب. سمعت وداعة بياضها تناديني. “إذا أخذني الموت إليه فلن أتعذّب ثانيةً”، قلت في نفسي. “الجميع يبكون على الموتى. الموت يجعلني أقوى منهم”. أقنعت ذاتي ورحت أبتلع الحبوب حبة بعد أخرى، بالرغم من رائحتها النفّاذة التي أزعجتني. “الآن، حان وقت الموت”.

تمدّدت في زاويتي المعهودة منتظرة خلاصي الأبيض …

ثم غفوت. لفني الهدوء والسكينة وأنا أشعر للمرّة الأولى بلذّة الانعتاق. وفجأة أيقظني شيء ما. زال هدوئي سريعاً وحلّ محلّه إنهاك فاتر في جسدي، وألم يتلوّى بين أضلعي. لم أكد أستفيق على وعكتي، حتى أحسست بمعدتي تنعصر وتفرغ ما في جوفها. فخرجت من فمي الحبوب التي ابتلعتها كسكين انسحب للتوّ من الجرح الذي اخترقه. وأدركت لحظتها أن الحياة أسقطتني ثانية وأشعلت خيبة أملي.

وصلت أمل فوجدتني على هذه الحال، فظنّت أنني ابتلعت حبوب النفتالين لإسكات جوعي، صفعتني على وجهي برغم إعيائي وهي تلعنني لأنني كنت سأسبّب لها بلاءً جديداً. عندما عاينني طبيب المستشفى، سألها عن السبب الذي دعاني إلى ابتلاع النفتالين، فردّت عليه:

– “هذه الطفلة مجنونة! تقوم بأمور غير طبيعيّة لا يمكن لأطفال في عمرها أن يقوموا بها. لديها موهبة شاسعة في إيذاء نفسها. هل تظنّ أن عليّ اصطحابها إلى قسم الأمراض العقليّة؟”.

– “إذا استمرّت في إيذاء نفسها،  يجب أن تفعلي ذلك. استشيري أهلها أولاً،  وابدأوا بعلاج اضطراباتها النفسيّة”.

كانت تفجّر غيظي المكبوت بتحويرها الأمور، ولصق السيئات والشرور بي. تريد أن تقنعني وتقنع الآخرين بأن شذوذي هو السبب في تعاستي. عدت إلى البيت وانخرطت في بكاء دام النهار بطوله. لـم أفهم لماذا فشلت في تخليص نفسي من هذا المستنقع.

لم أدرِ في ذلك الوقت أن موعد خلاصي قد حان. بعدما تداعت صحتي بشكل مريب بالنسبة إلى طفلة في عمري، تحوّلت إلى عبء بالنسبة إلى مستخدميّ. أفقد وعيي مرّات بلا مبرّر. يدي وساقي لم تعودا إلى حالتهما الطبيعيّة. هزال وإعياء.  ثم جاءت القشّة التي قصمت ظهر البعير. انتفخ وجهي من جرّاء ورم بدأ بسيطاً أولاً، يشبه لدغة الحشرة، وسرعان ما امتدّ واكتسب حجماً مخيفاً. لا أدري ماذا أخبرهم الطبيب، لكنني شعرت بعد ذلك أن أمل تريد التخلص مني. سمعتها تحادث والدتها على الهاتف لإبلاغ أهلي بضرورة استرجاعي.

– “ستعودين إلى أهلك قريباً”. أنبأتني يوماً. “أيتها التعيسة، سيرسلونك مجدّداً للعمل في البيوت. سنرى إذا كان هناك أحد يمكن أن يعاملك كما عاملناك!”.

وضّبت بعض الأسمال التي تشكّل ممتلكاتي في هذا البيت، وأنا في حالة ذهول. هل صحيح أنني لن أعود إلى هنا ثانية؟ هل حقاً انتهى كلّ شيء: العذاب، الجوع، الضرب، الخوف واليأس؟ في الحقيقة لا يمكنني أن أصف مشاعري وقتها بالفرح. كنت حائرة ومبعثرة. يلزمني الكثير من الوقت لأستوعب حقيقة ما يحصل لي. ثلاث سنوات ونصف مضت منذ اليوم الأول لدخولي منزل أمل الجندي وزوجها إبراهيم. ردّات فعلي بطيئة، ومقاومتي خفّت مع الوقت. لم أحزن على الحالة التي وصلت إليها، كأن ما حصل كان يجب أن يحصل، أو كأن أحداث حياتي كانت طبيعيّة بالنسبة إلى طفلة في مثل عمري. لم أدرِ وقتها أنني اكتسبت شخصيّة مضطربة، وكوابيس ستكشف عن أنيابها بعنف وقهر، وتتسلّط على روحي المريضة.

ككيس قمامة بلا قيمة ولا حياة، أودعوني في إحدى سيّارات الأجرة وأعطوا السائق التعليمات لإيصالي إلى منزل أهل أمل في طرابلس. لا كلمة وداعية، لا عاطفة ساخنة لحظة الفراق، ولا أيّ اهتمام خاص.

 لو كنت قطة شاردة استقرّت في منزلهم كلّ هذه السنوات، لكان الوداع أصعب. لكنني لست قطة ولا داعي تالياً لأيّ تعقيدات.

وحدها الطفلة الصغيرة رلى نزفت بعض دموعها، وقالت وهي تودّعني: “سأراك قريباً”.

نظرت نظرة أخيرة من زجاج السيّارة الخلفي إلى المكان الذي أرعبني وامتصّ بريق طفولتي، وشعرت فجأة بتحرّر لا يوصف. اليوم ستسلك الأحداث دروباً جديدة، وسأعود إلى أمي لأرضع من حضنها غذاء الطمأنينة. اليوم سأعود إلى طفولتي السابقة برغم انحرافها، فلم يعد أبي موجوداً لزجّي في متاهات قذرة.

مكثت أسبوعاً في بيت الجدّة في طرابلس، قبل أن ألتقي بشاب غريب يجالس السيّدة سلمى. لمحتها تعطيه كميّة من المال من غير أن أعرف عن أيّ شيء يتحدّثان. بعدها سمعتها تناديني:

– “اقتربي حنان، تعالي وألقي التحيّة على أخيك”.

استغربت قولها هذا. تفرّست في الرجل فلم أذكر أنني لمحت وجهه في السابق.

– “هذا ليس أخي”. قلت بتأكيد. “أنا أذكر شقيقي موسى ولا يمكن أن أنساه”.

– “أنا أخوك بكري من زوجة أبيك الثانية. أوكلت إليّ أمك أن أصطحبك إلى المنزل”.

ارتحت للموضوع، وفي غضون دقائق كنت جاهزة للانطلاق.

في الطريق، نظر إليَّ بكري بعاطفة دافئة وسألني:

– “هل تعرفين أن أبيك قد مات؟”.

– “أجل، أعرف ذلك”، أجبته بحزن حقيقي قبل أن أشعر بحرارة ترتفع من صدري إلى عينيّ وتتحوّل إلى نوبة بكاء.

لم أعرف على أيّ شيء بكيت في تلك اللحظات، على الأرجح كنت أبكي على نفسي. دفنت وجهي في حضن أخي، وبدأت أستعيد أنفاسي شيئاً فشيئاً كلما اقترب بنا المسير من وجه أمي.

تابعونا : الجزء الثامن 

الكاتب والاديب سمير فرحات
الكاتب والاديب سمير فرحات

شكرا للتعليق على الموضوع