يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
كتير مننا مقتنع تماماً انه على مر السنين و بمرور الوقت اتغير جداً و ان شخصيته اختلفت كلياً…..
و كتير بنتهم نفسنا اننا اتبدلنا لنصبح أشخاص أسوأ بكثير مما كنّا…..
بنقول لنفسنا ان صفاتنا كانت أجمل بكتير واحنا صغيرين…..
قد ايه كنا أطيب ، أحن ، أرق ،
كان عندنا مشاعر و أحاسيس تملى الكون ، كنا بنعرف ننسى الاساءه و نسامح كمان ……
كنا بنعرف نحب بجد و ندى بلا حدود ، كانت الابتسامه صافيه حقيقيه من جوه القلب….
كنا فاتحين صدرنا ، مش خايفين من حاجه و لا بنعرف نشك فى حد ….
كنا بنقدم على معرفة الناس بسرعه ، ندخلهم حياتنا بسرعه ، بنثق فيهم بسرعه ، بنرتبط بيهم بسرعه ، و نتعلق بسرعه …
بس لما كانوا بيبعدوا و يخرجوا من حياتنا كنّا بنستغرب قوى ، بنتكسر قوى ، نتوجع قوى ، و نقع بعدهم قوى ….
و يمكن ده اللى مع الوقت و مع تكرار التجربه غير فينا كل حاجه أو بالأصح خلانا حاسيين اننا اتغيرنا……
و ساعات الإحساس ده بيخلينا نخاف من نفسنا ، و نسال روحنا هو الأنا القديمة بتاعة زمان راحت فين ، جرالها ايه !؟!؟
يا ترى ماتت و ادفنت من غير ما نحس !؟!؟
الاجابه .. لا ….
متغيرناش و لا حاجه ،،، احنا من جوه لسه زى ما احنا بكل حاجه حلوه فينا …..
كل اللى حصل اننا من باب الاحتياط و لمنع حدوث إصابات تعلم فينا العمر كله ، اخترنا نغلف روحنا بعازل سميك مضاد للاختراق من أى شخص ، مضاد للتجربة من أى نوع ، مضاد للتفاعل مع العالم الخارجى ، اللهم الا فى أضيق الحدود مع الالتزام بالحرص الشديد ،،،
عازل للمشاعر و الأحاسيس الزائفه ، عازل للكلام الناعم ، عازل للتصرفات الخداعه ، عازل للابتسامه الكدابه ……
اخترنا نحتفظ بنفسنا القديمة بتاعة زمان ، جوه علبه قطيفه حمرا جميله
زى ما بنحتفظ بالظبط بأغلى قطعة مجوهرات او الماظه عندنا ….
مش بنلبسها ، الا فى مناسبات قليله جداً ، فى أضيق الحدود ، نتباهى بيها و نفرجها للناس ،و نرجع نعينها تانى بسرعه
و كل ما توحشنا و نحب نطمن روحنا انها لِسَّه موجوده و على قيد الحياه ، نفتح العلبه ، نبص عليها ، نلمسها بحنان ، و تنزل من عنينا دمعه ..
نقفل العلبه ، وناخدها فى حضننا من شوقنا ليها …
اقرأ للكاتبة :