يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
من القصص التى تتكرر بشكل مستمر فى حياتنا، قصة الزواج الثانى …..
و تلك القصه بالتحديد تستحوذ دائماً على قدر كبير من تفكيرى لان أطراف القصه كثيرون و بالتالي التضارب فى مشاعرهم و أحاسيسهم يكون أشد من اى موقف حياتى اخر …..
الحقيقه ان مشاعرى و حكمى انا شخصياً على الفكره فى حد ذاتها يكون متضارب و يتأرجح من جهة لأخرى فى حيره غريبه ،،،،
و قبل ان ادخل فى تحليلى ،على ان أوضح انى لست بصدد مناقشة ما قد حلله الله سبحانه و تعالى فهو له فى حكمه شؤون و لذلك حاش ان أناقش أمر من أمور الدين !!!!
انا فقط هنا لأناقش النفس البشرية و التبعات لحدوث الزواج الثانى ..
لو نظرنا الى كل الاطراف ، الزوج الحيران ، الزوجه الاولى و الزوجه الثانية و فكرنا فى موقفهم و القرارات التى يتخذوها ، تجد نفسك حائراً بينهم ، من الجانى و من المجنى عليه ، من الظالم و من المظلوم !!!!!!..
هل هو الزوجً ، الذى أعطاه الشرع و الدين الحق فى اربع نساء و بالتالي يعطى لنفسه الحق كل الحق فى ان تتحرك مشاعره تجاه امراه اخرى وان يعشق غير زوجته دون الاحساس بالذنب تجاهها او فى اغلب الأحيان ، بدون اى محاوله لمقاومة هذا الإحساس أو الابتعاد عنه أو التصدى له !!!!؟
و بالتالي النتيجه النهائيه انه يتوكل على الله و يتزوج من دق لها قلبه …..
الطريف فى الامر ،انه يتوقع التفهم التام من الزوجتين و تقبل الوضع بروح رياضيه و صدر رحب و ينتظر منهما الحب و الاهتمام ، بل و يأمل فى ان تمر الحياه بسلام بدون مشاكل ، على أساس أسره واحده، كبيره، سعيده !!!!!
بالرغم من انه لو أغمض عينه و عاش لحظة افتراضيه والتى تنعكس فيها الآيه ويحلل فيها الشرع للمرأه تعدد الازواج ، لاحترق قلبه من مجرد الخاطر !!!!!! فكيف له ان يأخذ من الواقع ما لا يستطيع خياله ان يعطى …..
الامر التانى ، انا شخصياً لا اتخيل بأى منطق ، كيف يسع قلب رجل ، امرأتان فى آن واحد تحت راية و مُسمى الحب ؟!!
الحُب .. الحُب ، بمفهومه و تعريفه الصحيح لا يُوهب الا لشخص واحد ….
هذا ما اشعر به للوهلة الاولى ولكن اعود و اتذكر انه شرع الله فكيف ألومه لمجرد الأقدام على شىء من حقه !!!!
نأتى للزوجه الثانية ، التى لا أحب ان اتجنى عليها كتيراً ، فالظروف التى تدفع المرأه لترتضى ان تكون زوجه ثانيه كثيره و لكن ……
بالله عليكى لا تدّعى انك بقبولك هذا الزواج لم تهدمى بيتاً و لم تجرحى امرأة اخرى و تطعنيها فى كرامتها ….
ربما اتفهم أسبابك ، لكن رجاء لا تتغافلى عن تداعيات قرارك !!!!
و من حيرتى اللا نهائيه ، أراها احياناً ظالمه و احياناً اخرى أراها مظلومه بسبب نظرة من حولها لها !!!!
نأتى للزوجه الاولى ، التى من وجهة نظرى المتواضعة ، هى أكثرهم تضررا و احتراقا و ألما ……
لانها منذ البدايه ، لم تكن طرفاً فى اتخاذ القرار، و انما أُملى عليها ذلك القرار و عليها ان تتحمله و تتقبل تبعاته و تقرر بعدها أى الأمرين تختار و ترى ماذا تفعل !!!!!
الاختيار الاول ، ان ترفض ان تشاركها امرأة اخرى فى رجل أحبته وأمضت سنين العمر معه فتقرر الانسحاب و الخروج من تلك الدائره المفرغة …
و هنا سيتهمُها البعض بالانانية لانها لم تحافظ على بيتها و تصبر و تصطبر من اجل الحفاظ على اولادها و بيتها !!!!!
و الاختيار الثانى ،انها ستحافظ على ذلك البيت (وتعمدت ان اقول ذلك البيت لانها تفقد الشعور انه بيتها ) و لها فى ذلك منى كل الاحترام و التقدير لان التضحية فى تصورى ليست بسيطه إطلاقاً….
انها امراه تضحى بكرامتها و كبريائها و سعادتها و راحة بالها و عزة نفسها !!!
وعليك عزيزى الزوج ان تعلم حقيقه مؤكده ، انه من يوم ان اتخذت قرار الزواج بأخرى ، فقدت حبها للأبد بلا رجعه ، فإنها طعنه لا تغفرها المرأه لك ، حتى و ان صارحتك بغير ذلك ؟!!!!
و لتكن متأكدا تمام التأكد ، ان المرأه التى تحب لا تحتمل ان تشارك اخرى فيمن تحب ……
هكذا ارى أبعاد و قواعد تلك القصه و لكن ما يجعلها محيره و مثيره، ان لكل قاعدة شواذ …
اقرأ للكاتبة :
نرجع نزعل منها و نتهمها انها ماتت … وصلت !!