الطيب الشكري يكتب : الى متى يستمر عداء الجزائر للمغرب و وحدته الترابية ؟
تعود الجزائر الى عادتها القديمة التي تجترها منذ نصف قرن من الزمن و التي لم تتخلص منها حتى الان رغم المتغيرات التي عاشها و يعيشها العالم ، تغير كل شيء تقريبا و سقطت أنظمة عتيدة وحطمت جدران عنصرية ، تصالحت شعوب فيما بينها ، توحدت أوروبا رغم خلافات دولها ، لكن الجزائر هي هي لم تتغير رغم أنها تعيش أسوء أيامها على الأقل في مواقفها العدائية اتجاه المغرب و وحدته الترابية ، تصر القيادة الجزائرية مرة أخرى على أن تسير على نفس النهج الذي رسمه الراحل هواري بومدين و أن تردد في كل مناسبة و في كل مكان حلت به نفس العبارات و نفس الأسطوانة التي لم يعد يسمعها أحد سوى بعض من سياسي الجزائر ، أسطوانة أصبحت اليوم جزء من التراث العدائي للمغرب و لوحدته الترابية ، فكانت أن خرجت نفس الأبواق بنفس الأسلوب و نفس الكلمات و هي ترى العالم كله يتقاطر على أرض المغرب ليشهد أكبر تظاهرة على الاطلاق قمة المناخ أو كوب 22 و التي اتخذتها جزائر قصر المرادية سلاحا لقصف المغرب و هي تعرف جيدا أنها لن تصيب الهدف و لن تصل الى مبتغاها ، حقيقة أشفق على أشقائنا الجزائريين الذين سمحوا لأبناء فرنسا ممن يمسكون زمام الأمور في الجزائر بأن يوظفوا خيرات البلاد و عائداتها من النفط و الغاز في أمور لا علاقة للمواطن الجزائري بها لا من قريب و لا من بعيد، مواطن لا حول و لا قوة له يعاني مشاكل عديدة أخرجته للشارع للاحتجاج على تردي أوضاعه الاجتماعية و الاقتصادية و للمطالبة بحقه في خيرات بلاده التي استنزفها لصوص قصر المرادية الذين يحاولون في كل مرة القفز على هذا الواقع الاجتماعي المشحون بافتعال قضية جديدة عنوانها استهداف وحدة المغرب الترابية ، و بدلا من أن تتحمل الحكومة الجزائرية مسؤوليتها كاملة في التجاوب مع مطالب الشعب الجزائري في العيش الكريم و الشغل و التعليم و الصحة و عندما تفقد الرئاسة الجزائرية بوصلتها في ايجاد حلول للمعضلات التي تعاني منها الدولة الجزائرية مع محيطها العربي و الاقليمي و الدولي تلجأ و ككل مرة للعب لعبتها القديمة و تجند أبواقها ليقولوا على المغرب ما لم يقله مالك في الخمر ، اقلام مأجورة جاهزة لاستهداف المغرب وسيلتها في هذا الكذب و الافتراء و اختلاق أحداث لا وجود لها الا في العقول المتحجرة لجنيرالات الجزائر و أزلامه من بعض النخب السياسية التي لفظها الشارع الجزائري بعدما كشف حقيقتها ,
ما لم تستوعبه الجزائر خلال مسيرتها العدائية الطويلة هانته هو أن المغرب أكمل مسيرته الخضراء التي أطلقها المرحوم الحسن الثاني بمسيرات سياسية و اقتصادية و تنموية شهد العالم كله بقيمتها و جديتها و أهلته اليوم لأن يحتضن تظاهرة عالمية كبيرة بكل المقاييس و بكل القوة و الثقة و التلاحم الذي خاض به مسيراته منذ 1975 الى الأن و أن معركة استكمال وحدته الترابية حسمت في جزئه الجنوبي باسترجاع و استعادت أقاليمه الصحراوية و أن مبادرة الحكم الذاتي الذي أطلقها جلالة الملك محمد السادس هي اليوم واقعا معاشا على أرض الواقع من خلال الطفرة الاقتصادية و التنموية التي تعيشها .
الجزائر و من خلال اصرارها على تدويل هذا النزاع المفتعل الذي تهدف من وراءه زعزعة استقرار المغرب و ضرب أمنه و تلاحم أبناء شعبه ، تستغل كل مرة حدثا ما لتعود الى نهجها العدائي و هذه المرة من خلال استغلالها لأحداث الحسيمة و كذا لاحتضان المغرب عن جدارة و استحقاق لقمة المناخ COP22 بمراكش ، فلأصحاب القرار السياسي في الجزائر نقول أننا في المغرب لن نقف مكتوفي الأيدي و نحن نتابع شطحاتكم الكاذبة و ادعاءاتكم الزائفة سنقف في وجهكم و نحاربكم في كل محفل أممي أو مؤتمر دولي أو افريقي و أن عودتنا الى الأسرة الافريقية بهذه القوة و هذا الزخم ستكون بداية النهاية لمخططاتكم العدائية .
المغرب – ziripress
اقرأ للكاتب :