رواية “1984” تتصدر المبيعات الامريكية … والسبب
طبعت دار نشر penguin، المالكة لحقوق طبع رواية “جورج أورويل 1948” الكلاسيكية، التي تنتمي لنمط الديستوبيا (تعني باليونانية المكان الخبيث، وظهرت قصص مثل هذه المجتمعات في الأعمال الخيالية)، -العديدَ من النسخ استجابةً لارتفاع مفاجئ في الطلب على الرواية.
وأصبح الكتاب رقم واحد على قائمة موقع Amazon لأعلى الكتب مبيعاً، التي تعكس آلياً مبيعات الكتب على مدار الساعة.
وظهرت الرواية ذات الستة وثمانين عاماً على القائمة مساء يوم الاثنين 23 يناير/كانون الثاني الجاري.
وأخذت تتأرجح حول المركز السادس أغلب اليوم، ثم قفزت إلى المركز الثاني بعد ظهيرة يوم الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني 2017، ثم تصدَّرت لتصبح الأولى.
وتلي رواية أورويل فى القائمة روايتان من الكلاسيكيات، تدوران أيضاً حول نفس الموضوع، وهما: It Can’t Happen Here “لا يمكن أن يحدث هنا” للكاتب سينكلير لويس، و Brave New World “عالم جديد شجاع” للروائي ألدوس هيكسلي.
من الصعب الجزم بارتباط هذا الاهتمام بحفل تنصيب ترامب رئيساً، يوم السبت 21 يناير/ كانون الثاني 2017، وظهور مصطلح “الحقائق البديلة” الذي أطلقه كبير مستشاريه كيليان كونواي. إلا أن بعض المحللين وصفوا تعليق كونواي بالأورويلي (نسبة للرواية) وأثاروا المقارنة بينه وبين الرواية.
إذ تحكي 1984 قصة مروعة عن دولة تحكمها المراقبة الحكومية والدعاية لها، واللغة الجديدة (لغة اخترعتها الدولة في الرواية لمنع اختلاف التفسيرات وتوحيد الكلام ومعانيه)، وفي الرواية وزارة الحقيقة هي التي تروج للأكاذيب.
فيما لاحظت دار النشر الارتفاع المفاجئ في نسب المبيعات. وكان المتحدث باسم Penguin قد أخبر CNN مساء الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني 2017، أنهم طبعوا 75 ألف نسخة هذا الأسبوع، وأضاف إن: “هذا كم مهول في نسب إعادة الطباعة بالنسبة لما اعتدناه”.
وأكد أن زيادة مبيعات الكتاب دائماً ما تأتي في بداية فصل الربيع، لأن الكتاب مقرر دراسي ثابت، بينما هذه الزيادة غير معتادة.
ووفقاً لمقياس نيلسون لمبيعات الكتب، الذي يقيس أغلب مبيعات الكتب في أميركا، فقد باعت الرواية 47 ألف نسخة منذ يوم الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني. وذلك يزيد عن مبيعات نفس الفترة من العام الماضى التي بلغت 36 ألف نسخة.
فيما لم تعرض نسب مقياس نيلسون زيادة المبيعات منذ يوم التنصيب، بينما رفض المتحدث باسم Penguin إعطاء مزيد من المعلومات عن عدد النسخ المُباعة.
ووفقاً لشبكة CNN، شهدت الرواية ارتفاعاً مماثلاً في مبيعاتها عام 2013، حين ظهرت تسريبات الموظف السابق بوكالة المخابرات المركزية إدوارد سنودن. وقد جعلت من قضية تجسس وكالة الأمن القومي على المواطنين مثار اهتمام دولي.
كما احتلت 1984 موقع كتاب آخر حديث الصدور كان على رأس القائمة، وهو “مرثية هيلي بيلي” مذكرات ج.د. فانس.
وكانت جريدة The New York Times قد نصحت قراءها بقراءة “مرثية هيلي بيلي” كي يفهموا أسباب فوز ترامب. وتصدرت نسب المبيعات لشهور وظلت قريبة منها لشهور أخرى.
ونشر مستخدمو الشبكات الاجتماعية بعض المقتطفات من الكتاب، حسب جريدة The Telegraph مثل: “إذا قبل الناس الأكذوبة التي ألزمهم بها الحزب، وإذا كانت كل السجلات تحكي القصة نفسها، فإن الأكذوبة تدخل التاريخ وتصبح حقيقة”.
وكذا شعارات مثل: “من يسيطر على الماضي، يسيطر على المستقبل، ومن يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي”، بينما قال أحد مستخدمي تويتر: “على أحدهم أن يخبر كيليان كونواي وسين سبايسر أن رواية أورويل -1984- كُتبت للتحذير، وليست كتيبَ إرشادات”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها رواية أورويل ارتفاعاً في المبيعات بسبب السياسة الأميركية. ففي عام 2013 سُحبت كل النسخ عقب أنباء فضيحة المراقبة -بريزم- التي لحقت بإدارة الأمن الوطني بأميركا.
هذا الموضوع مترجم عن موقع CNN. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.