ناصر اللحام يكتب : بطارية العمر- القرآن قال سبع كرات أرضية وناسا اكتشفتها امس

على بعد 39 سنة ضوئية من الارض، اكتشف علماء وكالة الفضاء الامريكية ناسا وجود مجموعة شمسية تشبه المجموعة الشمسية التي نعيش فيها ، ولربما يمكن العيش عليها لان مناخها معتدل وحرارتها اقل من 100 درجة مئوية . والمجموعة تحتوي على سبع كواكب تشبه الارض . وجاء في الخبر ( مجموعة شمسية تتألف من سبعة كواكب تشبه كوكب الأرض في حجمها، تدور حول نجم صغير الحجم أطلق عليه اسم “ترابيست 1″، وهذه المجموعة الجديدة تبعد عن الأرض 39 سنة ضوئية ) .

اما في القراّن الكريم فقد احتار علماء الفقه طوال السنوات الماضية  في تفسير الاّية التي تقول : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ) الطلاق/ 12.

وكان الجميع يتساءل ( هل خلق الله سبع كرات أرضية ؟ وهل صحيح ان لكل انسان على وجه الارض سبعة أمثال يشبهونه ويعيشون في حيوات اخرى ؟ ) . وبكل حال من الاحوال سأترك الامر للعلماء وعلماء الفقه يبحثون الامر . لانه ريما يكتشف العلماء لاحقا سبع مجموعات شمسية وليس سبعة كواكب فقط .ولكنني أردت ان اقول ان تفسير الحياة لا يخضع للعلوم فقط وانما للروحانيات ايضا . وان الروحانيات مكون اساسي لا يقل اهمية عن مكوناته المادية . ولولا التوازن الروحاني مع المادية لكانت حياتنا تشبه الغابة المتوحشة ” وهي احيانا كذلك ” .

وفي هذا المجال أراني أقول ان حياة الانسان تشبه بطارية الهاتف المحمول، ولكنها لا تشحن الا مرة واحدة . ولو اتفقنا ان متوسط عمر الادمي هو 70 عاما ، فان الذي وصل في عمره 35 عاما قد استهلك نصف البطارية، وهكذا .

والغريب في الامر ان هناك أمثلة مضحكة وساخرة تدل على جهل الانسان، ومن تبقى له في بطارية العمر 10% وتراه يتشاجر مع جيرانه على شجرة، او من تبقى له 10% ويدخل نزاعات وصراعات مع اخوته واصدقاء العمر من اجل ان يثبت انه الاقوى وانه الاقدر وهو يعرف ان بطارية العمر قد نفذت !!!

مجرد ان نتخيل ان بطارية العمر لا تشحن الا لمرة واحدة ، وان علينا ان ننظر اليها من هذا المنظار امر لا يجب ان يزعجنا او يقلقنا . بل الافضل أن يسعدنا ويريحنا ويوضح لنا قيمة الحياة واهميتها ، بعيدا عن قروض البنوك وشجارات الطمع ونزاعات السخافة على موقف للسيارة او حب الظهور .

مؤخرا زارني وفد من نقابة الصحفيين وعلى رأسهم الصديق النقيب الاخ ناصر ابو بكر . وصرنا نتخيل ان لكل انسان ولكل قائد بطاريته تماما مثل الموبايل ، وكم نفذ منها وكم بقي . وكيف يمكن ان يقضي ما تبقى منها في عمل أفضل واكثر جمالا وحكمة . وقد ضحك الزميل النقابي موسى الشاعر من كل قلبه . ونحن نتصوّر انه بقي لفلان 10% ولفلان 3% ولفلان 12% ولا يوجد شحن مرة اخرى . حتى أن بعض الزملاء قالوا أن عليهم تخفيض الاضاءة ووقف اليوتيوب وهدر الطاقة .

أتمنى طول العمر للجميع ، والاعمار بيد الله . لكن العبرة في الروحانيات . وانا أتفق مع من يقول ان عمر الانسان بعمل الخير وما قدمه للبشرية ولوطنه ، وليس بطول الايام والسنين .

يقول الله في منزل كتابه الحكيم (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا).

اقرأ للكاتب :

هكذا ارتمى نتانياهو بحضن ترامب

شكرا للتعليق على الموضوع