وليد صلاح يكتب : فاصل و نواصل

تُصنع الآن مكيدة مُحترفة بل محنكة لشباب و رجال ليس لهم اى خلفية سياسية معارضة و لا من اى فصيل سياسى و لا اى ميول جنسية منحرفة و ليس لهم اى تصنيف ديني حتى ملفت سواء كان سابقاً ام لاحقاً  و جميعاً بين قسمى عابدين و قصر النيل .. فهم شباب لا يعلموا بعضهم البعض و أغلبهم لم يجتمعوا سوياً قبل ذلك و لا يعلموا أسماء بعض .. بل مجرد مرٌوا فى ميدان التحرير بالصدفة و جميعهم فوجأوا بألقاء القبض عليهم بدون اى تهمة واضحة بل بأدعاء التحرى عن هويتهم فقط حتى أُستِقتبوا الى مجمع التحرير الدور الـ 12 (أدارة الأداب) و فقط فى هذا المكان وجهت لهم تهم التحريض على الفجور و الأعلان عن الأفعال المنافية للآداب .. نعم هذا التهم التى وجهت لهم ..

مع العلم ان العديد من هؤلاء الشباب أُميين فى أستخدام الأنترنت ليعلنوا عن أفعال منافية للآداب و آخرين منهم موظفين و نقابيين عائدين الى منازلهم بعد اعمالهم كمعتاد كل يوم.

المُدهش فى الأمر ان الضبط حدث يوم الأربعاء الماضى 22 فبرابر و تم عرضهم على النيابة أمس الخميس 23 فبراير و حددت لهم جلسات يقفوا أمام القاضى و ينطق الحكم الأحد القادم 26 فبراير. (ولا أسرع محاكمة عسكرية فى ميدان معركة)

و المدهش اكثر فى الأمر ان عدد الذين تم ألقاء القبض عليهم نحو الـ 80 فرد من مختلف الأعمال و منهم الموظفين الحكوميين و النقابيين و الموظفين بالقطاع الخاص و مدرسين و غيرهم من المهن المشرفة و قدوة للمجتمع و منهم أشخاص أعرفهم جيداً و متأكد تمام التأكد انهم لا غبار على أفعالهم و لا سلوكياتهم.

السؤال هنا !!!! ما هذة السلطة التى فى مقدرتها عمل كل هذا الكم من القضايا الشائكة و الحساسة و المخلة بالشرف و أسراع تحقيقاتهم بهذا الرتم السريع جداً وصولاً للمحاكمة فى أكل من 3 أيام عمل !!!!!

هل الشخص المسؤل عن كل هذا الكم من الضبط محترف لهذا القدر من التحرى و التتبع و التدخل لعمل اكثر من 80 ضبطية فى الطريق العام لأشخاص متهمة فى أعمال كما وصف فى المحاضر ترويج و أعلان عن اعمال منافية للآداب و تحريض على الفجور!!!! هل هؤلاء الأشخاص بالصدفة تجمعوا فى التحرير و ضبطوا بنفس الطريقة على أيام متفاوتة بنفس الطريقة و من نفس الظابط و بنفس الحيثيات!!!

أستشعر عصر جديد من عصور قضايا الأمن القومى المُصنعة لأهداف أقتصادية معيشية مضللة .. لا أتهم أحد و لكن ما يحث هو مثلما حدث سايقاً أيام العصر الثلجى لمبارك و تبعيات نظامه.

بقلم :وليد صلاح منصور

اقرأ للكاتب :

العبور الأعرج

شكرا للتعليق على الموضوع