محمد النقلى يكتب : إصطباحه ” ما الفرق .. ؟!!”

   إذا كنت من مرتادي الطريق الدائري .. مثلاً .. وفجأه خرج عليك من ” يُثبتك ” بالسلاح لسرقتك .. ” إكراهاً ” .. وإذا كنت مرتاداً نفس الطريق ووجدت ” كميناً أمنياً ” للتفتيش على الهويه , ورخص القياده والسياره ، وخلافه .. وكلنا يعلم ما يتم في ” بعض ” الأكمنه الأمنيه .. من إهدار للكرامه .. ” إكراهاً ” أيضاً ، المشترك في الحالتين .. إنك فقدت شيئاً عزيزاً عليك .. في الأولى .. بالتأكيد هي سيارتك ونقودك .. وإحتمال أوراقك و .. “هويتك الرسميه” .. أما الثانيه .. فقد إحتفظت بنقودك وسيارتك .. ولكنك بالتأكيد فقدت كرامتك .. ” هويتك الأدبيه والمعنويه ” .. ما الفرق ؟!! .. بالرغم أنه من المفروض أن الحاله الأولى هي ” ضد أمن المواطن ” .. أما الثانيه فهى .. ” لأمن المواطن ” .. ما الفرق ؟!!

 ففي الأولى .. ممكن أن تستعوض الله فيما فقدت من أشياء ماديه .. نعم هى غاليه .. ولكن كيف تستعوض الله فيما هو أغلى .. ” كرامتك ” التي أُهدرت .. وممن ؟ من المسؤول الأول عن حمايتك وأمنك !! لمن تشكو ؟ إذا كان من أهدرها هو الخصم والحكم .. إن لم يكن هذا هو القهر بعينه .. فماذا إذن يكون القهر ؟ وكل هذا .. بالقانون .. الذي يجيدون إستخدامه وتطبيقه .. فقط .. عندما يريدون , والحجه جاهزه .. ” الضروره والحاله الأمنيه ” و” الضرورات تبيح المحظورات ” .. وإذا فكرت .. مجرد ” تهويش ” بالتفكير .. في أن تدافع عن ماتم إهداره .. تكون التهمه جاهزه .. والشهود موجودين ” منهم فيهم ” .. من إهانه بالقول .. إلى مقاومة سلطات .. إلخ ، ومن الممكن أن تجد نفسك ” عضو في خليه إرهابيه ” وعضو مؤسس في جماعة الإخوان .. تلك الجماعه التي أصبحت فزَّاعه .. و شماعه .. لكل ماهو موبوء !!

       إذن ماالفرق ؟! .. لايوجد فرق .. فأنت مابين ” مطرقة ” قاطع الطريق .. و” سندال ” الكمين الأمني .. مطحون .. مغبون ..  وأتساءل .. هل نحن بحاجه إلى ” أمن ” لحمايتنا من ” الأمن ” ؟ .. هذا مجرد مثال فيما يتعلق بالناحيه الأمنيه .. أما فيما يتعلق بالمسأله السياسيه فيجوز أيضاً .. أن نسأل نفس السؤال .. مالفرق ؟!

       ما الفرق بين “ثورة” 25 يناير و ” ثورة ” 30 يونيو .. الأولى جاءت بجماعه .. ولايهمني هنا إن كانت تلك الجماعه هى من صنعت تلك الثوره .. كما إدعت .. أو خطفتها .. كما إدعى آخرون .. الذي يهم هنا أن تلك الثوره .. قد جاءت بجماعه كادت أن تبيع ” الوطن ” وتلغي حدوده .. ويصبح ” المواطن ” فيه .. منقسماً على نفسه .. مواطن بلا وطن .. بلا هويه , أما الثانيه .. وأيضاً .. لايهمني إن كانت ثوره .. كما أصبغ عليها الشعب .. أو إنقلاباً .. كما إدعى أعداؤها ..

       المهم إنها جاءت بمن باع ” المواطن ” لمزيد من الفقر , والجهل , والمرض .. جاءت بمن أعطى الأولويه ” للخرسانه ” قبل ” التعليم ” .. التعليم .. الذي يعلم القاصي والداني .. إنه كلمة السر لحل جميع مشاكلنا الآنيه .. والآتيه

       جاءت بمن أنفق المليارات على مشروعات ( لست ضدها ) ولكن .. لم يكن هذا وقتها .. طبقاً لفقه الأولويات الذى وضح تماماً .. وبلا أدنى شك .. بأننا نفتقده في رسم سياستنا ..  ولا سيما وأن القائم على الأمر يعلم بأننا ” فقرا أوي ” .. ليصبح ” الوطن ” .. بلا ” مواطن ” قادر .. سواء صحياً .. أو إقتصادياً  ..هذا هو حالنا الآن ..

       إذن كل ذلك يدعونا للتساؤل .. ما الفرق ؟! .. لايوجد فرق .. فالناتج من الثورتين واحد .. وهو المزيد من بؤس ومعاناة  ” المواطن المصري ” ..

       وحتى لايزايد عليّ أحد .. فأنا من كان قلباً وقالباً مع 30/6 لتصحيح المسار .. وقمت بالتفويض فى 3/7 .. وإنتخبت الرئيس الحالي .. أقول هذا .. حتى أقطع الطريق على كل من يحاول التشويه والمزايده .. ولكن الأن .. انا لست ” ضد “، ولكني أعلنها صراحةً .. لم أصبح ” مع ” .. ككثير من الناس .

       ستجد من يصلصل .. ويطبل .. ويُكبِّر .. ويهلل ..ويصمُّ أذاننا كالمعتاد .. ويردد الجمله التي سئمنا ترديدها على مسامعنا لعهود طويله .. ليس في الإمكان ” أبدع ” مما كان !! لماذا كُتِب علينا .. وقُدِر لنا .. أنه  دائماً .. يجب علينا الإختيار بين  السئ ، وما هو أسوأ ؟

     وأخيراً ..  هناك كلمه أود أن أهمس بها في أُذن القائم على الأمر .. نقلاً عن عازف البيانو العالمي ” رمزي يسى ” .. إذا حاول قائد الأوركسترا أن يعزف بنفسه  .. فشلت المقطوعه .. هذا .. إذا كانت هناك  ” أوركسترا ” .. أو حتى .. ” مقطوعه ” .

” فستذكرون ما أقولُ لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد “

” إستقيموا يرحمكم الله “

 بقلم : محمدعلي النقلي

Elnokaly61@gmail.com

اقرأ للكاتب :

إصطباحه ” كاوتش تراب .. “

شكرا للتعليق على الموضوع