ناصر اللحام يكتب : مفاجأت مروان البرغوثي في الايام القادمة
مع انطلاق اضراب الكرامة واعلان الاسرى الامتناع عن الطعام في سجون الاحتلال، سارعت حكومة الاحتلال الى رد فعل غير مسبوق وعنيف الى أقصى درجات العنصرية، حد وصل الى المطالبة باعدام الاسرى، وفي تصريحات اخرى ما هو اخطر من هذا بكثير.
الزخم الشعبي الذي حظي به الاضراب فاجأ الاحتلال، ورغم مكابرة اسرائيل وعنادها الا انها تدرك ان ردة فعل الارض المحتلة لن تكون سهلة عليها، وانها ستقلب الطاولة رأسا على عقب في غضون اسبوعين، ولعل اسرائيل تكابر الان وتدخل مرحلة الانكار في التعامل مع حتمية انتصار اضرب الاسرى، لكنها سرعان ما ستدرك ان الاضراب بحد ذاته هو أقل مخاوفها. وان السيناريوهات الاخرى قد تتحول الى مقدمات لمرحلة جديدة من مراحل التحرر الكامل وفشل المشروع الاسرائيلي، تماما كما حدث مع نلسون مانديلا في جنوب افريقيا.
المفاجأت التي ستربك الاحتلال في الايام القادمة، ان القائد مروان البرغوثي سيصدر بيانات وتوجيهات من داخل زنزانته الى الاسرى والى العالم، وان العزل والقمع والتباكي على مقالة نشرتها نيويورك تايمز لم تكن سوى البداية، وسيذهل وزراء اسرائيل ان مروان في زنزانة العزل سيتواصل مع العالم من خلال رسائل مستمرة ومتواصلة طوال فترة الاضراب.
الاحتلال المهووس بالقوة والبطش، لا يفهم الا بشكل ميكانيكي، وان السجن والاحتجاز هو الحل. وهو لا يدرك ان الحرية قيمة سامية لا يمكن احتجازها. وعطفا على الاديب الراحل اميل حبيبي الذي كتب قبل اربعين عاما: اذا ضحك السجناء كلهم بكى السجان.
في الايام القادمة سيبكي السجان. وستنتصر الارادة. ويتراجع الغباء العسكري وقمع السجون، لتنبثق شموس الحرية من الزنازين وتنقل اشعتها الى عواصم العالم العربي كله.
في الايام القادمة سيتظاهر عشرات الالاف في العواصم العربية مطالبين بطرد السفير الاسرائيلي، وستخرج التظاهرات في عواصم العالم لترفع سقف الحريات الى عنان السماء.
كلما طال الاضراب اكثر، كلما كان الثمن الذي سيدفعه الاحتلال أكثر وأكثر. لان الحركة الشعبية في تصاعد، والتعاطف الدولي أكبر.
وفي النهاية انا لا ارى ان الاحتلال سيكترث كثيرا بالغضب الشعبي، ومن خلال قراءة لردود الفعل الاسرائيلية في الايام الماضية، يبدو ان العمل الرسمي ومواقف الدول العربية الرسمية سيكون لها التأثير الاكبر في نصرة الاسرى. وعلى الجهات الرسمية البدء منذ الان بالعمل على ذلك.
نقطة اخيرة. ان الاضرابات الجماعية عن الطعام أخطر بكثير من الاضرابات الفردي، واحتمالية أن تتدهور حالة عدد كبير من الاسرى في الايام الاولى اوسع، لان هناك كبار في السن واطفال ومرضى وهذا سيضع الجميع امام مسؤوليات أخطر.
ولا يعتقد أن الاضرابات الجماعية ممكن ان تستمر لمئة يوم، او خمسين او حتى شهر، فبعد الاسبوعين الاولين يكون هناك خطر حقيقي على حياة عشرات الاسرى.
اقرأ للكاتب :
اضراب الاسرى .. ماذا يطلب مروان البرغوثي ؟