محمد النقلى يكتب : إصطباحه “التزوير”

الإغفال والتسفيه .. بل الإساءه والتشويه .. لتاريخ من سبقونا .. هل هي عاده “مصريه” خالصه .. إنفردنا بها .. نشأنا وتربينا عليها ، ومن ثم إعتدناها .. فلا نجد أى ضير من ممارستها على مر تاريخنا ؟! هل لن يستقيم الأمر لإي نظام حاكم إلا بهدم وتشويه ماقام به من سبقوه ؟!

 فعلى سبيل المثال وليس الحصر .. وجدنا ما فعله ” أحرار 1952 ” بتاريخ أسرة ” محمد على ” .. ووجدنا ” الزعيم الخالد ” يمحي إسم ” محمد نجيب ” من كل كتب التاريخ على أنه ” أول رئيس للجمهوريه ” .. والأن .. نرى ونسمع ما يحدث من محاولات لتجريف ومسح كل مايتعلق بالرئيس الأسبق ” مبارك ” ( إختلفنا او إتفقنا حوله ) ..

تخبرنا الأيام وتعلمنا بأنه من ليس له تاريخ .. لا مستقبل له .. فما بالك بتاريخ مزيف .. مزور .. تاريخ تم تفصيله على هوى ومقاس فئه محدده ؟

جاءت “حركة يوليو 1952″ .. وتم تفصيل ” تاريخ ” ليخدم أهواء من قاموا بها .. وترسخ في أذهان كل الأجيال التي جاءت بعدها بأنها قامت على الظلم والطغيان والإقطاع .. أى أنها قامت من أجل رفعة شأن المواطن .. وتحريره .. وتقدمه ..!! وفي سبيلها لذلك تم وصف أسرة محمد على بأبشع مايكون .. وأغفلت ” عن عمد ” ما قامت به تلك الأسره من تأسيس مصر الحديثه ..

فها هو ” محمد علي باشا “ الذي إستطاع أن ينهض بمصر عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا، مما جعل من مصر دولة ذات ثقل في تلك الفترة .. خاض محمد علي في بداية فترة حكمه حربًا داخلية ضد المماليك والإنجليز .. كما وسع دولته جنوبًا بضمه للسودان وبعد ذلك تحول لمهاجمة الدولة العثمانية حيث حارب جيوشها في الشام والأناضول ، وكاد يسقط الدوله العثمانيه .. لولا تعارض ذلك مع مصالح الدول الغربية التي أوقفت محمد علي وأرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمها.

وها هو ” إبراهيم باشا “ الأبن الأكبر لمحمد علي باشا .. وأول قائد للجيش المصري .. خاض جميع حروب محمدعلي ولم يُهزم في أي معركه حربيه .

وها هو ” محمد سعيد باشا “.. الذي قام بتأسيس أول بنك في مصر 1854 وأطلق عليه ” البنك المصري ” .. وبدأ في عهده حفر قناة السويس .. قام بتخفيض الضرائب على الأراضي الزراعية، وأسقط المتأخرات عن الفلاحين ومنحهم حق تملك الأرض .. إتمام خط سكه حديد القاهره – إسكندريه والذي بدأ العمل به في فترة حكم عباس حلمي الأول .. إهتم بالملاحه النيليه والبحريه .. أصدر قوانين منع نقل الآثار المصريه وأمر بجمعها .. وأنشأ لها مخزن ببولاق .. ألغى دفع الجزيه على المسيحيين .

أما أخر ما سنتكلم عنه في هذا الموضع فهو ” الخديوي إسماعيل .. فالكلام عن هذا الرجل يحتاج إلى مجلد وليس سطور قليله يحتويها مقال .. فهو أول من أتاح للشعب حرية إختيار ممثليه في “مجلس شورى النواب ” الذي عقد أولى جلساته في 25/11/1866 .. وهو الذي وضع تنظيم إداري للبلاد .. وأنشأ المجالس المحليه المنتخبه للمعاونه في إدارة الدوله .. وقام بتحويل الدواوين إلى نظارات ” وزارات ” .. وإنشاء دار الأوبرا المصريه .. وإستخدام البرق والبريد وتطوير السكك الحديديه .. حفر ترعة الإبراهيميه في صعيد مصر .. والإسماعيليه في شرق الدلتا .. زيادة مساحة الأراضي الزراعيه .. وخصوصاً تلك المنزرعه قطناً .. التوسع في إنشاء المصانع .. منها 19 مصنع للسكر فقط .. أول من طبق نظام مجانية التعليم وتكليف الحكومه بتحمل تكاليف تعليم التلاميذ .. أنشأ أول مدرسه للفتيات .. دار العلوم .. دار الكتب ..الجمعيه الجغرافيه .. دار الأثار .. ظهور الصحف كصحيفة الأهرام ، والوطن ، والروضه ….

تلك كانت بعض الأمثله القليله جداً لما قامت به أسرة ” محمد علي ” .. ولكن قامت ” الحركه المباركه ” وألغت من كتب التاريخ كل ما أسسته تلك الأسره .. ليبدأ تاريخ ” مصر ” من لحظة قيام ” الإنقلاب ” في 1952 .

يا ساده .. نحن ندُس السُم لإولادنا في كتب التاريخ .. نعلمهم ” إنكار الجميل” .. نربيهم على التزييف والتزوير والتدليس .. ثم ننتظر أجيالاً صالحه تحمل الخير لأوطانها !!! كيف .. ؟!

مجرد سؤال .. ” أين ذهبت مجوهرات أسرة محمد علي ” ؟؟

” فستذكرون ما أقولُ لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد “

” إستقيموا يرحمكم الله “

بقلم : محمدعلي النقلي

اقرأ للكاتب :

إصطباحه ( لماذا ” السودان ” ؟!)

شكرا للتعليق على الموضوع