مدحت محى الدين يكتب : كل الشكر والدعم لعميد طب أسوان

دعنى أخبرك سريعاً عزيزى القارىء بالأسباب التى جعلتنى أصر على تقديم تحياتى وشكرى لشخص الأستاذ الدكتور / حسين الشريف عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفى أسوان الجامعى الكريم ، الأسباب بدأت بمكالمة من والدى يخبرنى فيها بأن أحد أبناء العمومة أصيب فى حريق هائل بإحدى القرى بالأقصر، وأن قريبنا نُقل إلى إحدى مستشفيات وزارة الصحة ولكنه تم إهماله ولم يتم إسعافه فور وصوله وترك ليواجه آلامه لعدد من الساعات ، عندها هاتفت مدير المستشفى الذى على الفور استدعى الأطباء من منازلهم وعلقوا المحاليل للمصاب ، ولكن بعد خمسة أيام أخبر الأطباء المرافقين للمصاب بأنه لابد من نقله لمستشفى متخصص للحروق بسبب نقص إمكانياتهم .

حدثنى والدى مرة أخرى وأخبرنى بأنهم لا يعلمون أين يمكن أن يكون هذا المكان المختص عندها بحثت وقمت بعدد من الإتصالات حتى وصلت للأستاذ الدكتور / حسين الشريف عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفى أسوان الجامعى الذى فاجأنى بوجود ” وحدة حروق متخصصة ” لدى المستشفى وأنه سيقوم بعمل الإستقبال اللازم للوحدة لإستقبال الحالة على الفور ، وبالفعل تم نقل المصاب بالإسعاف المجهز لوحدة الحروق وفور وصوله تم التعامل معه بسرعة من خلال الطاقم الطبى الذى بذل كل جهده لعلاج المصاب دون تقصير أو تباطؤ .

حمدت الله ومازلت أحمده على وجود هذا النموذج الإيجابى لكيف يجب أن يكون المسئول ولا أتحدث فقط عن سرعة إستجابة د / حسين الشريف وسرعة اتخاذه للازم بل أيضاً لقيامه بمتابعة الحالات بنفسه وتأكيده على تقديم الخدمة الصحية الجيدة للمرضى وحرصه على حسن أداء الطاقم الطبى .

 هذه التجربة علمت منها الكثير :

أولاً : أن الإعلام مقصر تماماً فى تسليط الضوء على هذا النموذج الإيجابى وعلى وحدة مطورة ومجهزة على أعلى مستوى مثل وحدة الحروق بأسوان لدرجة أن أهل الصعيد نفسهم لم يكونوا يعلموا شيئاً عن وجود هذه الوحدة لدرجة أن مصابين كثر بالحروق تم نقلهم للقاهرة بسبب الظلم الإعلامى .

ثانياً : أن الصعيد مهمش لدرجة كبيرة بالرغم من أهمية صعيد مصر إلا أن الصعيد كله ليس به وحدة حروق مجهزة ومطورة سوى وحدة الحروق بأسوان ، وثالثاً : أن وزارة الصحة ومستشفياتها مازالت على تقصيرها وإهمالها فى حق المرضى ووزير الصحة لا يبذل أى جهد فى محاولة للنهوض بمستوى طبيب وزارة الصحة ليكون فى مستوى طبيب التعليم العالى ولا لتطوير المستشفيات لتصل لمستوى مستشفيات التعليم العالى ولا لتدريب الطاقم الطبى ولذلك أقترح أنه إذا لن يستطيع وزير الصحة النهوض بالطبيب وبالخدمة الصحية المقدمة بالمستشفيات فليته يستقيل وتخضع وزارة الصحة لوزارة التعليم العالى ليتم هذا لاالتطوير الذى أصبح ميئوس منه !!!.

دعنى أعود معك عزيزى القارىء لوحدة الحروق بمستشفى أسوان الجامعى وهى بالمناسبة بالمجان ، وهى حديثة تم تجهيزها وتطويرها من حوالى سنتين ويقال أن إحدى السيدات الفاضلات التى رفضت الإفصاح عن إسمها قامت بالتبرع بمبلغ كبير للمساعدة فى التطوير ولكن كما قلت لك عزيزى القارىء أن المكان غير مسلط الضوء عليه إعلامياً نهائياً ولذلك وإحقاقاً للحق فلا بد من تسليط الضوء على مثل هذا المكان ولابد من تدعيمه ، مصر ليست القاهرة فقط مصر بها صعيد وأهل الصعيد لابد من النظر إليهم ولابد من دعمهم ودعم النماذج الإيجابية فيه ولذلك قررت أن أبدأ بنفسى أولاً من حيث تسليط الضوء على هذا المكان ، وثانياً : من حيث الدعم من خلال بروتوكول سأسعى فى تحقيقه إن شاء الله بين مؤسسة كبرى بالقاهرة لعلاج الحروق وبين وحدة الحروق بمستشفى أسوان الجامعى الهدف منه زيادة عدد الأسرة وزيادة التجهيزات وعمليات التجميل ، وأتمنى أن ينظر الجميع لهذه الوحدة لدعمها معى ولا أستطيع أن أختم مقالى دون توجيه الشكر والتقدير مرة أخرى بل ومرات للأستاذ الدكتور / حسين الشريف الذى ندعوا له جميعاً بأن يحفظه الله ويبارك فيه وأن يكثر من أمثاله .

اقرأ للكاتب :

التدين = الإنسانية

شكرا للتعليق على الموضوع