روسيا: التحذير الأمريكي لسوريا بشأن الأسلحة الكيماوية “غير مقبول”

نددت روسيا بتحذير أمريكي للقيادة السورية من أنها ستدفع “ثمنا باهظا” إذا نفذت أي هجوم بأسلحة كيماوية ورفضت تأكيدات البيت الأبيض بأنه يجري التحضير لهجوم باعتبارها “غير مقبولة”، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء.

وقال البيت الأبيض في وقت متأخر يوم الاثنين إن الاستعدادات الجارية في سوريا تشبه ما حدث قبل هجوم كيماوي يوم الرابع من أبريل/نيسان أسفر عن مقتل عشرات السوريين ودفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإصدار أمر بشن هجوم صاروخي على قاعدة جوية سورية.

لكن روسيا، الداعمة الرئيسية للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية الدائرة منذ ست سنوات والتي استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عدة مرات لحماية الحكومة السورية، رفضت معلومات المخابرات الأمريكية.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف “ليس لدي علم بأي معلومات عن تهديد باحتمال استخدام أسلحة كيماوية”.

وأضاف “بالتأكيد نعتبر مثل هذه التهديدات للقيادة الشرعية في الجمهورية العربية السورية غير مقبولة”.

ووصف مسؤولون روس في أحاديثهم الخاصة الحرب الدائرة في سوريا بأنها أكبر مصدر للتوتر بين موسكو وواشنطن وزاد الهجوم الصاروخي الذي أمر به ترامب في ابريل/نيسان من مخاطر المواجهة بينهما.

ولم يعلق الجيش أو وزارة الخارجية السورية على تصريحات البيت الأبيض وإن كانت قناة الإخبارية الحكومية السورية قالت إن مزاعم البيت الأبيض ملفقة.

ولم يرد مسؤولون من البيت الأبيض على طلب التعليق على معلومات المخابرات التي أدت إلى تصريحات يوم الاثنين بشأن سوريا أو على خطط أمريكية محتملة إذا نفذ الجيش السوري هجوما بأسلحة كيماوية.

وقال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض “إذا… نفذ السيد الأسد عملية قتل جماعي أخرى باستخدام أسلحة كيماوية فإنه وجيشه سيدفعون ثمنا باهظا”.

بريطانيا تدعم واشنطن

وجاء الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا في ابريل نيسان في أعقاب مقتل 87 شخصا فيما قالت واشنطن إنه هجوم بغاز سام في أراض يسيطر عليها المعارضون وهي اتهامات أثارت خلافا بينها وبين موسكو مباشرة.

ونفت سوريا تنفيذ هجوم أبريل/نيسان وقال الأسد في حديث مع وكالة الأنباء الفرنسية هذا العام إن هجوم ابريل المزعوم كان “ملفقا بنسبة مئة بالمئة” واستغل لتبرير الغارة الجوية الأمريكية.

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن لندن ستدعم عملا أمريكيا لمنع هجوم بالأسلحة الكيماوية لكنها لم تطلع على المعلومات التي بنت واشنطن تصريحاتها يوم الاثنين على أساسها.

وقال فالون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “كما هو الحال دائما في الحرب، العمل العسكري الذي تقوم به يجب أن يكون مبررا ويجب أن يكون قانونيا ويجب أن يكون متناسبا ويجب أن يكون ضروريا. في المرة الأخيرة (في أبريل) كان كذلك”.

قال مسؤول أمريكي مطلع على المعلومات إن ضباط المخابرات من الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها كانوا قد حددوا منذ فترة عدة مواقع اشتبهوا أن الحكومة السورية ربما تخفي فيها أسلحة كيماوية مصنعة حديثا عن المفتشين.

واستند التقييم في جزء منه إلى المواقع وإجراءات الأمن المحيطة بهذه المواقع المشتبه فيها ومعلومات أخرى رفض المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه الإفصاح عنها.

وقال المسؤول إن تحذير البيت الأبيض استند إلى تقارير جديدة عما وصف بأنشطة غير طبيعية قد تكون مرتبطة باستعدادات لهجوم كيماوي.

تحذير علني

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن معلومات المخابرات لم تعتبر قاطعة، لكن واشنطن قررت توجيه تحذير علني للقيادة السورية في محاولة لردع هجوم من هذا النوع.

ويمثل عدد من قتلوا فيما يشتبه أنها هجمات بأسلحة كيماوية نسبة صغيرة من مجمل من لاقوا مصرعهم في الحرب السورية ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد من قتلوا في تلك الهجمات يقترب من نصف مليون شخص.

لكن لقطات تلفزيونية لضحايا هجوم أبريل/نيسان وبينهم أطفال وهم يتألمون ويجري رشهم بالمياه لإزالة المواد الكيماوية من على أجسادهم على ما يبدو سببت اشمئزازا على مستوى العالم.

وبعد هجوم أبريل اتهم ترامب حكومة الأسد بأنها تجاوزت “خطا أحمر” ووافق على ما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه هجوم “لمرة واحدة” لردع أي هجمات كيماوية مستقبلا.

واتخذت الولايات المتحدة سلسلة من الإجراءات خلال الأشهر الثلاثة الماضية تظهر استعدادها لتنفيذ ضربات، أغلبها في إطار الدفاع عن النفس، ضد القوات السورية الحكومية ومسانديها ومنهم إيران.

وكتبت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي على تويتر تقول “أي هجوم آخر على الشعب السوري ستلقى المسؤولية فيه على عاتق الأسد وكذلك على روسيا وإيران اللتين تساعدانه على قتل شعبه”.

وكثيرا ما وجهت واشنطن ضربات لمقاتلين تدعمهم إيران حتى أنها أسقطت طائرة بدون طيار هددت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منذ ضربة ابريل/نيسان. وأسقط الجيش الأمريكي مقاتلة سورية هذا الشهر.

وأمر ترامب كذلك بتكثيف العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش ووسع نطاق سلطات قادة الجيش.

شكرا للتعليق على الموضوع