موجوروزا .. حاضر ومستقبل التنس الإسباني
باتت جاربيني موجوروزا، اليوم السبت، أول إسبانية تتوج بلقب بطولة ويمبلدون المفتوحة للتنس، ثالث البطولات الأربع الكبرى (الجراند سلام)، منذ 23 عاما، لترسم بذلك حاضر ومستقبل اللعبة البيضاء، في البلد الأوروبي.
ومنذ 1994، عندما رفعت كونتشيتا مارتينيز، كأس البطولة البريطانية، لم تتمكن أي إسبانية من معادلة هذا الإنجاز حتى جاءت اللاعبة الشابة، 23 عاما، لتحول الحلم إلى حقيقة.
وتحديدا في الثاني من يوليو/تموز لذاك العام، لم تكن موجوروزا قد أتمت عامها الأول بعد، عندما تمكنت مدربتها، من هزيمة التشيكية مارتينا نافراتيلوفا، أكثر من توج بلقب هذه البطولة عبر تاريخها بـ 9 ألقاب.
وخلال العامين التاليين، كادت إسبانية أخرى أن تبقي البطولة بنكهة إسبانية، وهي أرانتشا سانشيز فيكاريو، ولكنها سقطت في كلتا المناسبتين في المشهد الأخير، أمام الأسطورة الألمانية شتيفي جراف.
وها هي السنوات تنقضي وتمر وتنتظر إسبانيا 19 عاما، حتى تحظى بممثلة أخرى في نهائي بطولة 2015، حيث كان الظهور هذه المرة من نصيب موجوروزا، التي اصطدمت بصخرة اسمها سيرينا ويليامز، الفائزة بلقب البطولة سبع مرات.
ولكن سرعان ما تمكنت موجوروزا، من الثأر لنفسها من تلك الخسارة بعد عامين، ولكن من عضو آخر في عائلة ويليامز وهي الشقيقة الكبرى فينوس، الفائزة باللقب 5 مرات من قبل، حيث احتاجت فقط لساعة و17 دقيقة، من أجل هزيمتها بمجموعتين دون رد 7-5 و6-0.
ويعد هذا هو اللقب الثاني في خزينة اللاعب المولودة في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، بعد لقب رولان جاروس العام الماضي.
وولدت موجوروزا في 8 أكتوبر/تشرين/ أول، بكاراكاس، لأب إسباني مهاجر إلى البلد اللاتيني وأم فنزويلية، وحسبما أشارت عائلتها، فهي منذ نعومة أظافرها لا تفارق المضرب.
وكانت موجوروزا، تترد على نادي مامبوتي للتنس، بولاية ميراندا رفقة شقيقيها إيجور وآسيير، 11 و10 سنوات على الترتيب.
وعندما بلغت 6 سنوات، انتقلت مع عائلتها للعيش في مدينة برشلونة الكتالونية، للانضمام لأكاديمية بورجيرا، حيث أصقلت موهبتها تحت قيادة مدربها آنذاك، أليخو مانسيسيدور.
وفي 2012، وجهت الدعوة للاعبة التي أتمت لتوها عامها الـ18، للمشاركة في بطولة ميامي المفتوحة، وكانت تحتل حينها المركز 208، في التصنيف العالمي.
إلا أن موجوروزا، سرعان ما لفتت أنظار الجميع لموهبتها، بعدما أقصت الروسية فيرا زفوناريفا، المصنفة التاسعة عالميا آنذاك، والإيطالية فلافيا بانيتا، بينما تواصل مسلسل ضحاياها من الأسماء الكبيرة في نسخة العام التالي، وكانتا هذه المرة الروسية أنستازيا بافليوتشينكوفا، والدنماركية كارولين فوزنياكي.
وكان عام 2014، بمثابة النقطة الفارقة في مسيرة موجوروزا، حيث كان عليها أن تقرر لأي بلد ستلعب إسبانيا أم فنزويلا، وكان الأمر صعبا عليها نظرا لتعلقها الشديد بالبلدين، ولكنها اختارت إسبانيا في النهاية.
وفي نفس العام، حصدت موجوروزا، اللقب الأول في مسيرتها، وكان في بطولة هوبارت الأسترالية.
إلا أن مسلسل تألقها في بطولات الجراند سلام، بدأ مع بطولة رولان جاروس (فرنسا المفتوحة)، عندما توجت باللقب العام الماضي على الأراضي الترابية، قبل أن تكرر الإنجاز هذا العام، ولكن هذه المرة في بطولة ويمبلدون على الأراضي العشبية، وتحت قيادة كونتشيتا مارتينيز، التي منحتها “الثقة” في قدرتها على الفوز بهذه البطولة.
وبلقب اليوم، يصبح رصيد إسبانيا في بطولات الجراند سلام، في منافسات فردي الرجال والسيدات 33 لقبا.
وكانت المرة الأولى التي شهدت تتويج إسبانيا، بأحد ألقاب البطولات الكبرى في 1961، بفضل مانولو سانتانا في بطولة رولان جاروس، قبل أن يتمكن من تكرار الإنجاز بعدها بـ 3 سنوات، على الملاعب الفرنسية أيضا.
كما كان سانتانا، أيضا هو أول إسباني يفوز بلقب ويبلدون في 1966، وأمريكا المفتوحة قبل ذلك بعام.
بينما ساهمت الأسطورتان كونتشيتا وأرانتشا، بخمسة ألقاب، بواقع لقب للأولى في ويمبلدون وأربعة للثانية، ثلاثة منها في باريس، ولقب في أمريكا المفتوحة.
إلا أن صاحب الرقم القياسي، في الفوز بألقاب الجراند سلام، بين الإسبان هو المصنف الثاني عالميا حاليا، رافائيل نادال، بعشرة ألقاب في فرنسا ( رقم قياسي)، ولقبين في ويمبلدون، ومثلهما في أمريكا المفتوحة، ولقب في أستراليا.
وكالة الأنباء الإسبانية EFE