يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
تابعت مثلى مثل الكثير من المصريين ، احداث الاعتداء الفاجر على العامل المصرى من قبل مواطن كويتى وشاهدت مثلى مثلهم الفيديو الذى جعلنى أتألم وبشدة ، ليس فقط لآلامه الجسمانية بل لكرامته و التى هى من كرامتنا جميعاً كمصريين ….
قاومت لايام عدة فكرة كتابة خواطرى رداً على تلك الحادثة لانه وببساطة” رحم الله أمرء عرف قدر نفسه” وانا اعرف جيداً قدر نفسى وطباعى خاصة حين يتعلق الامر بالكرامة …. كرامة المصرى …
ربما يخوننى التعبير وتدفعنى عواطفى لقول أشياء لا تحمد عقباها …
وسمعت على مدار الايام الماضية الكثير من التعليقات حول تلك الحادثة وقرأت الكثير من المقالات بل وشاهدت العديد من الفيديوهات …
كانت كلها تحفزنى وتدفع قلمى دفعاً للتوكل على الله و المضى قدماً فى سرد ما يجول بخاطرى و يحتبس داخلى من كلمات تغلى حد الفوران …..
وأول ما سمعت من عبارات حول هذا الموضوع ، هو تعليق ساذج فى غير موضعه للبعض قالوا فيه ” وهو ايه اللى غربه وشغله فى الكويت ، وخلاه يرضى بالذل … كانت بلده أولى بيه” !!!!! …
والحقيقة الرد بسيط” منذ متى والعمل بالخارج مذلة واذلال …. شىء طبيعى ان يعمل مصريون بالخارج وان يعمل غير مصريون على ارضنا !!! ما الاذلال فى ذلك …
هل خرج المصرى ليمد يده او يتسول !!!
هل خرج ليعيش عالة على مجتمع اخر !!!
لا ،،، بل خرج طلباً للرزق الشريف و”الرزق بينادى على صاحبه” …
خرج ليعمل بجد واجتهاد وشرف ليتقاضى عن ذلك أجراً مستحق له ، كما يحدث فى كل أنحاء العالم …
فإذا كان الله قد فتح الله أبواب الرزق فى الكويت او غيرها ،،، هل يغلق باباً فتحه الله له !؟ …. ما من عاقل يفعل ذلك …
اما عن ردود افعال الشعب الكويتى فقد تفاوتت واختلفت من شخص لآخر و لان الحياة علمتنى ان التعميم من الأخطاء الجسيمة فلن أعمم ردة فعلى على الجميع …
بل سأعطى لكل ذى حق حقه …. والله المستعان …
الرجل المصرى العظيم “لحظة من فضلك”
احد المقالات التى نشرت و لفتت نظرى لفجاجة عنوانها ، كانت لصحفي كويتى لا يشرفنى ان اذكر اسمه قال فيها انه ” يتمنى ان يرى الكويت بدون مصريين”
ونحن سيدى الفاضل نتمنى ان نرى الكويت بدون مصريين لنرى ماذا أنتم فاعلون بدوننا !!!
يا سيدى الفاضل، مهنة الصحافة تتطلب مواصفات خاصة ومهارات فريدة من بينها حسن تقدير الأمور وتحليلها بشكل عاقل ومتزن مما يترتب عليه ابداء رأى سديد يوجه القرّاء نحو اتجاه صحيح …
وعليه … فان أمنيتك تلك ، أمنية طائشة غير مدروسة بعناية … لانه وببساطة شديدة ، لو انكم تملكون من الكفاءات العلمية والمهارات الفكرية والطاقات البشرية ما يكفيكم ويفيض ، لما دفعتكم الحاجة الملحة لتوظيف المصريين وغيرهم من الجنسيات الاخرى للعمل لديكم والنهوض بدولتكم الموقرة …
فنصيحتي لك خالصة لوجه الله سأستعير كلماتها من مثل اجنبى يقول ” احذر ماذا تتمنى !؟”
فقد يأتى يوم تتمنى فيه المصرى فلا تجده …
ودعنى اذكرك بماض ليس ببعيد ، حين اعتدت عليكم دولة العراق ، فلم يأويكم سوى المصرى ولَم يدافع عنكم سوى المصرى ولَم يساعدكم على استرداد ارضكم سوى المصرى …
يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
وهنا أوجه شكر وتقدير واجب للصحفي الكويتى المحترم ناصر طلال الذى انصف مصر واهلها وأقر بدور مصر والمصريين فى النهوض بدولة الكويت وكيف اننا صدرنا اليهم الأطباء والمهندسين والمحاسبين والمعلمين بلا مقابل ودفعت اجورهم كاملة من ميزانية مصر وكتب دفاعاً عن المصريين مقالاً هاجم فيه السيدة صفاء هاشم النائبة (او النايبة فلتقرأوها كما يحلو لكم ، فلم أكن يوماً ضليعة فى اللغة العربية) فى مجلس الأمة والتى وقفت تدلى برأيها حول الحادثة فى مؤتمر صحفى !!!!
استنكرت فيه حضور وزيرة دولتنا للهجرة وشئون العاملين بالخارج “نبيلة مكرم” الى الكويت للاطمئنان على المصرى المعتدى عليه … والحقيقة انى لا ارى تفسيراً منطقياً للاستنكار … فلم تدفع الوزيرة ثمن تذكرة الطائرة من جيب جنابك الخاص او من ميزانية دولة الكويت ولَم تتوجه للإقامة كضيفة ثقيلة فى بيتك الفخم …. بل مصر كدولة هى من قامت بكل ذلك …
ولو ان كويتياً وقع عليه ضرر كهذا خارج وطنه، اتصور انكم ستقومون بنفس الشىء …
هذه نقطة اما النقطة الاخرى فتختص بزعمك ان التحقيق لا زال سارياً ولَم يسفر بعد عمن هو الجانى ومن هو المجنى عليه ومن المعتدى ومن المعتدى عليه !؟!؟
صدق الصحفي الكويتى الشريف حين لقبك بال”الصغيرة” فأنت صغيرة العقل والقيمة …
الم تشاهدى الفيديو الخاص بالاعتداء … الم يكن واضحاً لك من تلقى الضربات … الم يكن واضحاً لك من استلقى على الارض غارقاً فى دمائه …. الم يكن واضحاً لك من يرقد فى المستشفى يخضع للرعاية الصحية والعلاج …
ألم تشاهدى فيديو المواطن الكويتى الذى تدافعين عنه دفاعاً أعمى و هو يتباهى بالاعتداء على المصرى ويسب ويشتم المئة مليون مصرى !!!!!!
عندنا مثل دارج فى مصر نردده كثيراً لأمثالك من المغيبين ” اللى ميشفش مالغربال يبقى أعمى” …
انا شاهدت الفيديو ولَم تدهشنى عجرفته و لم تدهشنى لغته وألفاظه البذيئة ولَم تدهشنى تفاهته بقدر ما ادهشنى البنطلون ” الستريتش المشجر” الذى كان يرتديه !!!!
لو انى مكانك لما تجرأت و خرجت على الملأ لأدافع عّن ” أشباه رجال” …
لو انى مكانك لأستحيت و “كفيت على الخبر مجور ” …….
” مش كده ولا ايه”( بصوت الفنان القدير فؤاد المهندس )
اقرأ للكاتبة :
اعتذر كونى أمك التى تحبك وتخاف عليك وتريد لك الأفضل دائماً