حكايات فى الفن : بورسيبا صرح اثاري ايل للسقوط
بشار الاعرجي – العراق : بورسيبا ( بالسومرية تسمى باد – سي – أ – تا – با ، وبالاكدية تسمى برسيب او تل برسيب ) وتسمى حاليا ببرس نمرود ( اثار برس ) هي مدينة سومرية قديمة ومهمة ، تم بنائها على جانبي بحيرة تبعد حوالي 17 كلم جنوب مدينة بابل في محافظة بابل في العراق ، وكانت مدينة يورسيبا تحتوي على زقورة موجودة اطلالها حد اليوم وحسب التلمود يعتقد بأن هذه الزقورة كان وجودها من اجل عبادة الاله نبو اله الكتابة والحكمة عند البابليين وهو ابن الاله مردوخ .
وقد كشفت الحفريات في عام 1854 بقيادة عالم الاثار هينري كريسويك راولنسون عن معبد لعبادة الاله نبو يعود بناءه الى عصر الملك الكلداني نبوخذ نصر الثاني وللموقع قيمة اثارية وتاريخية مهمة ، فهو احد الدلائل عن وجود حضارة كانت قائمة في بلاد الرافدين ، فعند زيارتك للموقع خاصة بعد هطول الامطار تجد بين الاحجار المترامية العديد من الالواح الطينية نقشت عليها رموز وكتابات مسمارية وهذا طبيعي لان التنقيبات السابقة كانت من اجل البحث عن الكنوز فقط فلم تنقب بشكل معمق او لغاية علمية ، اذ تكشف لنا السيول عن احجار وجرات وحلي تعود لتلك الحقبة وما كان يتمتع به اهلها من حضارة متطورة ، وللأسف وفي عصرنا هذا تجد ان الموقع الآثاري اصبح مضطجعا للكلاب السائبة ليلا ، ووسيلة للهو الاطفال الذين يترامون بالأحجار الاثارية غير مدركين قيمتها صباحا ، ناهيك عن السكارى وبعض متخلفي العقول الذين يحاولون طمس هويته التاريخية بالكتابة على جدرانه واحيانا التبول عليه ، ترى من المسؤول عن دثر هذه الحضارة ومحاولة تهميشها وتهشيمها ،هل هي مؤامرة خارجية لأسقاط البنى الثقافية والمعالم الاثارية للبلد ، ام هي غباوة اهلها ومن بمثلهم في السلطة الذين التفتوا فقط لمصالحهم الشخصية وسياراتهم المظللة متناسين مدينتهم التي اهلكها الموت ، او كما يسميها المخرج العراقي المغترب كريم رشيد ب ( المقدسات الخربة ) .
وفي النهاية ندعوا الله ان تنضم بابل الى التراث العالمي عله تجد من يقدر قيمتها ويعتني بها .