دارين المساعد تكتب : رمضان وسموم الروح

مازالت تِلك عادةُ اللهِ عندي   والمرءُ آلفُ لما يســــتعيدُ .  .  .

  رمضان عادة روحية شرّعها الله عز وجل متواترة كل عام مثل ( زنزانة )  ليغلق على النفس البشرية فيها . في طريقة روحانية لعلاج أرواحنا من سموم الدنيا ومن أوجاع الركض خلف زينتها .

مصحّة ربّانية أمرنا بالإمتثال لها فهو على العلم بنا أعلم وعلى حاجاتنا أكرم ونحنُ له مُسلِمون ومُسلّمون .

ندخُل زنزانة العادة الرمضانية وقد غيّرتنا السنين ، كبرنا ، فقدنا ، توجعنا .

توسعت فجوة البُعد فينا خلال الشهور .يتعلّق بنا درن الذنوب وتصم أذاننا الغفلة. يسابقنا الزمن السريع .

نحمدُ الله أن بلّغنا لنتعبّد . وبدعاء الصيام والقيام نرمم ونحشو المتهاوي من أركان الراحلين في داخلنا . نذكرهم مع كُل عادة صغيرة في أكبر عاداتنا الدينية “رمضان”   رمضان حكمة إلهية تُبرهن ان العادة هي استمرارية نحتاجها لفترة من الزمن تقطع عنّا فطرتنا الملولة . وتجدد رغبتنا بتصفية العادات من سيئها ومُضرّها .

الفِعل يحتاج إلى عشرون يوماً وأكثر ليُصبِح عادة وشهر رمضان نقطة توقف تعوّدنا على التعبّد ، الصوم ، العطاء ، العمل ، الجدِ ، الإجتهاد ، الإحتساب إن تصفية الاذهان بدأت اليوم ! من كل وسواس لشيطان ودرء لمفسدة النفس الجامحة الأمّارة .  العادات زنازين بها نُكرر ونتكرر نتوالى ونتتالى نُنسَخ من الماضي ونُلصَق بالحاضر فمن منّا يتدبر أن الأعوام تعود كما هي والأرضُ تتغير حتى أحوالها وطقسها ! بل أن الدول إتخذت عادات سياسية جديدة ! تتغير الدنيا ويعود رمضان في درسٍ إلهي يستفاد منه بأن الفناء حقُ على كُل شيء مادام الدهر . الموجِع أننا ننسى في كُل الشهور ويُهزم جمعُ النسيان حين يعود رمضان .

دارين المساعد – كاتبة سعودية

اقرأ للكاتبة

دارين المساعد تكتب : فواصل بشرية

شكرا للتعليق على الموضوع