المرأة بين القدرات والمعوقات
حينما أمُر بجوار جامعة القاهرة وأرى عظمتها وشموخها ، وأرى حديقة الأورمان وحديقة الحيوان أرفع رأسي عالية في السماء ، حيث أتذكر أن صاحبة هذه الأرض كلها هي الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل _ رحمها الله رحمة واسعة _ ، وقد تبرعت بها لبناء جامعة القاهرة ، وباعت ذهبها ومصاغها وريع أرضها لتبني هذه الجامعة على نفقتها الخاصة ، ليتعلم فيها أبناء مصر ، وجامعة القاهرة هي الجامعة الثانية في مصر بعد جامعة الأزهر ، وهي الثالثة في الوطن العربي بعد جامعتي الأزهر والقرويين .
وقف اللورد كرومر بنفسه ضد رغبة الأميرة فاطمة ، بل أرسل لها تهديدات بالقتل لو قامت بوضع حجر الأساس لجامعة القاهرة ، ولكن الأميرة فاطمة بنت إسماعيل المصرية العظيمة ، قامت ببيع جميع ذهبها وماسها بمبلغ يصل إلى 70 ألف جنيه مصري ، وفي عام 1914م حضر السلطان عباس حلمي وأعيان وأمراء المملكة المصرية ووقفوا خلف سيدة نساء عصرها ، وهي تضع حجر الأساس لجامعة القاهرة ، والتي سميت بجامعة فؤاد الأول ثم بعدها جامعة القاهرة .
لم تخش فاطمة من تهديدات كرومر الذي كان يمثل بريطانيا العظمى ، ولم تبخل على أبناء بلدها بكل ما تملك من ذهب وأرض ، وهكذا المرأة المصرية حينما تتاح لها الفرصة ، فإنها تقدم المثال التاريخي العظيم ، وكل فضل تقدمه جامعة القاهرة للمجتمع المصري والعربي ، فلاشك أن اسم الأميرة فاطمة سيكون مكتوبا عليه .
تابعونا ….. الجزء الثاني