المرأة بين القدرات والمعوقات ( 2 )

إيمان الحملي – التلغراف : استطاعت الأميرة فاطمة بنت إسماعيل _ رحمها الله _ أن تترك أثراً خالداً إلى يوم القيامة وهى جامعة القاهرة ، وليست الأميرة فاطمة هى فريدة عصرها ، فهناك سيدة مصرية عظيمة استطاعت أن تكتب اسمها فى سجل الخالدين من خلال علمها وعملها بهذا العلم هي السيدة / قوت القلوب الدمرداشية _ رحمها الله _ التى ولدت فى القاهرة عام 1892 وتوفيت فى روما 1968 وهى ابنة الشيخ عبد الرحيم الدمرداش الذى أسس الطريقة الدمرداشية ،وكانت الابنة الوحيدة له أى إنها كانت مدللة للغاية ، خاصة أن عائلة الدمرداش تنحدر من سلالة الأمراء العثمانيين ، وكان والدها يحضر لها المعلمين لتعليمها فى القصر ( بين أسوار الحرملك ) .

فقد عاشت فى أسرة ثرية جداً ، تمتلك الكثير من المال والأراضى .

وسارت قوت القلوب الدمرداشية كما سارت الأميرة فاطمة بنت إسماعيل ، فتبرعت بقصرها الخاص ليكون مستشفى للفقراء ، وتبرعت بأرضها لتبنى عليها جامعة عين شمس .

هذا يعنى أن أكبر جامعات مصر ( جامعة القاهرة ) تبرعت بأرضها فاطمة بنت إسماعيل ، وجامعة (عين شمس ) تبرعت بأرضها قوت القلوب الدمرداشية ، وساهمت بأموال كثيرة فى بنائها ، وكانت كريمة جداً فى العطاء ، حتى أطلقوا عليها لقب ( أغنى إمرأة فى مصر ) ، حيث ساهمت بمبلغ50 ألف جنيه ذهبياً لبناء مستشفى الدمرداش ،وكان هذا المبلغ كبيرا جدا في ذلك العصر ، وكانت تطبع كتب المثقفين والموهوبين على حسابها الخاص ، فكانت رحمها الله واحدة من سيدات مصر العظيمات البارزات فى فعل الخير .

وكانت قوت القلوب تقوم بتدريس الأدب العربى فى ( جامعة السوربون ) فى فرنسا ، وكانت تحصل على أعلى راتب مقابل عملها وكان راتبها أكبر من راتب رئيس الجامعة .

وكان لها صالون أدبى يحضره الشعراء والأدباء أمثال كامل الشناوى وعبد الرحمن الخميسى وعادل كامل ، ونشرت أول رواية لها باللغة الفرنسية سنة 1937 م ، وقد قال عنها عميد الأدب العربى طه حسين فى كتابه ( فصول فى الأدب والنقد ) والذى صدر عام 1945 م ، الأديبات ينتجن آثاراً ليست أقل استحقاقاً للنقد من هذه الآثار التى ينتجها الأدباء ، وما ينبغى أن نهمل إنتاجهن ، ومادمن قد أخضعن أنفسهن لقوانين الإنتاج الأدبى ، فأقبلن على الانتاج ثم لم يكتفين به بل أقبلن على الإذاعة والنشر، ثم لم يكتفين بذلك كله بل أردن أن يسمعن أحكاما على ما ينتجن وأراءً فيما يذعن وينشرن ) كان هذا حديث طه حسين عن رواية ( حريم ) للكاتبة / قوت القلوب الدمرداشية .

وقد تنوعت أعمالها الأدبية بين اليوميات والرواية والقصة القصيرة ، ومن أعمالها ( رواية زنوبة ) و ( ليلة القدر )، ولها كتاب نشرته دار المعارف تحت عنوان( مصادقة الفكر ) .

رحم الله السيدة العظيمة قوت القلوب الدمرداشية الأديبة التى رفعت اسم مصر على منصات ( جامعة السوربون ) بفرنسا وقدمت مالها لتعليم أبناء مصر نظير أن تجد مكانا لتموت وتدفن فيه لكن يشاء القدر ولا راد لمشيئته فقد توفيت فى روما بإيطاليا .

إيمان الحملي - مصر
إيمان الحملي – مصر

اقرأ ايضا 

المرأة بين القدرات والمعوقات

شكرا للتعليق على الموضوع