إيمان الحملي تكتب : التطبيق لا الاستماع
هناك قنوات تلفزيونية كثيرة تتحدث عن الأخلاق ليلا ونهارا ، وهناك دروس يومية في المساجد والكنائس ، وهناك خطب الجمعة ودروس الآحاد ، ومحاضرات الجامعات وحصص المدارس ولقاءات وصالونات وأمسيات ومهرجانات ، وكلها تعليمية تربوية تحث على حسن الخلق والسلوك الصحيح المنتظم ، ورغم كل هذا الكلام المسموع والمقروء لازال المجتمع عاجزاً عن اجتياز مشكلاته ، وتخطي العقبات .
فلازال تجار المخدرات لم تستيقظ ضمائرهم ، ولازال مدمنو المخدرات يلهثون خلف أهواءهم ، ولازالت الرشوة تتكشف كل يوم عن أناس كنا نحسبهم شرفاء ، ونستمع إلى الغيبة والنميمة ، ونرى سوء الخلق قد انتشر في الشارع وفي المنتديات واللقاءات .
ولايرى إنسان منا أنه مخطيء أبدا ، بل هو على صواب ، ومن يوافقه على صواب ، ومن ينبهه للخطأ فهو على الخطأ.
نستمع إلى قصص الأنبياء والأولياء والصالحين والشهداء والنبلاء والطيبين ، وبعد انتهاء الاستماع ننصرف مباشرة كأن شيئا لم يكن ، ونعود لسيرتنا الأولى .
والحقيقة أن المطلوب منا تطبيق مانستمع إليه ، والسير على نفس السلوك ، وليس المطلوب منا أن نستمع فقط ، فمن عرف صوابا ولم يتبعه ، فجهله أفضل من معرفته ، ومن استمع لحسن خلق ورآه ولم يفعل مثله ، فكأنه لم يستمع .
إذا لم يرتبط مانسمعه بسلوكنا وتصحيح أفكارنا وتصويب أخطائنا فلماذا نستمع من الأساس .
قال أمير الشعراء أحمد شوقي :
وليس بعامر بنيان قوم
إذا أخلاقهم كانت خرابا
وقال :
إنما الأمم الأخلاق مابقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
قال رسول الله صلوات الله عليه وسلامه : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
قال الله جل في علاه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ( صدق الله العظيم ) .