ياسمين مجدي تكتب: رسائل من زمن فات

أكتب مقالي هذا احتفالا بمسلسلات قد مر على إنتاجها عشرون عاما ربما أقل أو أكثر لا أدري ولكن ما أحوجنا إليها في القترة الراهنة فهي تذكرنا ببعض الذكريات الحلوة التي ضاعت مننا في زمن الكورونا والانترنت وحياة التيك اواي السريعة التي نعيش فيها فتذكرنا تلك المسلسلات بالبيوت والناس الحلوة التي كانت موجودة زمان …

فرحة أجدادانا وآباءنا بلمة العائلة حول المائدة على الطعام فهؤلاء لم يحظى معظمهم بالتعليم في المدارس والجامعات ولكنهم يا قرائي تعلموا في أكبر مدارس الدنيا وهي مدرسة الحياةوكانوا طيلة حياتهم يعلمونا مما تعلموه دون أن ندري ولكن ما هي مدرسة الحياة؟مدرسة الحياة هي الدنيا التي عاشوها ويعيشوها بحلوها ومرها ..

بلحظات الصعود والهبوط التي كانوا يواجهوها طيلة مشوارهم وهم يقاتلوا من أجل تحقيق ما يتمنوه لهم ولأبناءهم وإذا تعلم جيدا في تلك المدرسة دون حتى أن يتعلم القراءة والكتابة مثلما فعل “عبد الغفور البرعي ” في مسلسل”جلباب أبي” الرجل العصامي الذي بنى نفسه بنفسه دون وساطة او مساعدة من أحد اكيد سيلقى النجاح المنشود وهذه رسالة واضحة للشباب الذي لم يحالفه النجاح في بداية المشوار فعليه ألا ييأس ويحاول مرات ومرات ويبحث مرات ومرات وبالتأكيد سيعثر على ما يتمناه في النهاية دون كسل دون إحباط .

ثم تأتي يعد ذلك رسالة أخرى تبعثها لنا زوجته “فاطمة” البارعة القديرة”عبلة كامل” ومثلها “زينب” أو “عفاف شعيب” في الشهد والدموع تقول وتؤكد أن دائما وراء كل عظيم إمرأة فنرى لتلك المقولة قد تحققت من خلال هؤلاء النساء الذين وقفوا خلف أزواجهم وقفة صلبة كيف كانت الزوجة خير سند لزوجها وحير معين له على مواصلة مشوار نجاحه وتلك هي رسالة من وجهين الوجه الآول للشباب الذين لا يقدروا قيمة المرأة في حياتهم فالمرأة هي التي تعمل على تهيئة مناخ مناسب للزوج لمواصلة مشوار نجاحه ونيل ما يريد وهي التي تعينه في تربية جيل جديد للمستقبل ينفع نفسه وينفعهم وتعتبر من ناحية أخرى رسالة حادة اللهجة لأمرأة هذا الرمان التي لا تتحمل زوجها وأولادها ولا تساعده على النجاح وتفتهل له المشاكل بين الحين والآخرألا تسألي نفسك أيتها المرأة في هذا الجيل لماذا كانوا كذلك؟ لماذا لم ينظروا لأنفسهم ولم يفكروا أن يذهبوا لمحلات التجميل أو للنوادي كما تفعل البعض منكن الآن؟الاجابة بكل بساطة يا سادة أن هؤلاء رغم بساطتهم وبساطة تعليم بعضهم إلا أنهم كلنوا على قدر كاف من الوعي مما لا يفكروا إلا في المسؤولية الكبيرة الملقاه على عاتقهم دون النظر لأشياء أخرى أقل أهميةأو قد تبدو لهم كذلك مثلما يحدث الآن.

أما  الرسالة الثالثة فهي موجهة من الابن الأكبر”عبد الوهاب” القدير” محمد رياض” لبعض الشباب المستهتر الذي يضرب بكلام الكبار عرض الحائط ويتجاهلهم في كل شيء ولا يسمع سوى صوت عقله فقط فهو لا يمتلك من الخبرة ما يمتلكه والديه وأجداده الذين أسوا الكثير وتعلموا الكثير من تلك الدنيا وتخرجوا من مدرسة الحياة فلابد لهؤلاء ألا يضربوا كلام أباءهم بعرض الحائط وأن يستمعوا لهم بل ويجربوا أن يعملوا به ربما يحالفهم النجاح الكبير في نهاية المطاف .

وأخيرا ينتابني سؤال واحد وهو ماذا لو نعيد هذه اللقطات الجميلة والتي شاهدناها في هذا المسلسل ومسلسلات أخرى كثيرة لماذا لا نعود إلى لمة العائلة كما كنا من قبل ؟هل بسبب الأمراض والأوبئة ؟هل بسبب التكنولوجيا ووسائل التواصل ؟أم بسبب التباعد الاجتماعي بسبب الوباء ومواقع التواصل ؟لماذا لا ننحي كل هذا جانبا ونعود لسابق عهدنا؟ ليثني أعثر على إجابة .

اقرأ للكاتبة

ياسمين مجدي تكتب: التيك توك وسنينه

شكرا للتعليق على الموضوع