يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

لا شك فى ان مرورنا بالتجارب الحياتية المختلفة امر هام وضرورى لنا جميعاً لأسباب عدة ….

ولكن يبقى اهم سبب من بين كل الأسباب ، هو اننا نتعلم دروساً قيمة بعد كل تجربة وبالتالي نكتسب الخبرة تدريجياً يوماً بعد يوم ….

فنصبح اعقل وأوعى وأنضج بالتأكيد مع مرور الزمن وتكن لدينا القدرة على التصرف بشكل سوى وآمن وفعال مع الحياة !!!

فلا نرتكب الأخطاء ذاتها مرة اخرى ولا نجد أنفسنا عالقون فى نفس المتاهات ولا مقيدون بأغلال المشاكل ذاتها …

ولكن علينا ونحن نكتسب تلك الخبرة ان نعى تماماً انها سلاح ذو حدين !!! نعم سلاح ذو حدين …

لانه وبالرغم من ان الخبرة مطلوبة ، الا ان الإفراط فى التعلق بذكريات اًو احداث مؤلمة سابقة قد تجعلك ، تفرط فى تطبيق ومقارنة تلك الأحداث بتفاصيلها بأحداث وتفاصيل حالية…

فتجد نفسك وبوعى كامل منك للأسف ، تدقق فى كل التفاصيل وأدقها، بشكل هيستيري وغير متزن ، وكأنك تبحث عن الدليل الذى يدين الموقف برمته ويدين الشخص الماثل أمامك وكأنك تبحث عن دبوس فى كومة قش ، فقط لتثبت لنفسك ان الموقف مماثل وأنه عاد ليتكرر معك من جديد …

ومن منطلق تفادى تجربة مؤلمة اخرى ، ينتفض عقلك سريعاً لحمايتك ويحول دون وقوع الكارثة !!!!

فيقوم العقل على ربط الأحداث ببعضها البعض وينغمس فى عملية تحليل مرهقة لا تنتهى …

تكاد تشعر بعقلك وقد اوشك على الانفجار او الوصول الى مرحلة الجنون من كثرة التفكير والتحليل والجمع والطرح والضرب والقسمة وكل العمليات الحسابية الاخرى …

فيأخذ كل تلك الحسابات ليترجمها بالطبع على المحمل السئ …. وهل هناك محمل غير ذلك …. بالطبع لا !!!!

فذلك اسهل وأأمن بكثير من الاعتراف بعدم التطابق ومواجهة مخاطرة محتملة فى المستقبل القريب والخوض فى تجربة قد تحتمل النجاح اًو الفشل ، تجربة قد تتركك سعيداً محلقاً فى السماء السابعة وأخرى قد تتركك تعساً فى سابع ارض …

وتلك الترجمات الفورية الخاطئة ، تقوده الى استنتاجات خاطئة ، ثم تقوده تباعاً الى قرارات خاطئة ، تعمل انت على تنفيذها بحذافيرها لحظة وصول الأوامر إليك …. فلا مجال لتضييع الوقت …. الخطر يقترب ، العدو يداهمنا !!!!

فينتهى بك الامر الى ردود افعال خاطئة …

أمر متوقع “فما بنى على باطل فهو باطل”

وهنا الكارثة الحقيقية … ان عقلك قد وصل بك الى ارتكاب خطأ جسيم فى حق نفسك فى المقام الاول وفى حق من حولك فى المقام الثانى …

قد تؤدى تلك المسألة الى ان تخسر أشخاص لم يكن لزاماً عليك ان تخسرهم …

وتفقد فرصة ذهبية بان تمر بتجربة جميلة وناجحة فى حياتك من باب التغيير !!!!

وكأنك تعاقب نفسك وتجلدها …. دون داعى منطقى …

وكأنك اتخذت القرار انه لا توجد تجارب ناجحة اًو انها خلقت من اجل أشخاص آخرين وليس انت …

حاش وكلا … فأنت قد كتبت عليك التعاسة وحسب … ولَك منها نصيب الأسد !!!

هنا يا عزيزي ، تكن تماماً كالكاتب الذى جلس مع نفسه وانعزل عن العالم الحقيقى واسترسل فى كتابة رواية ، اختار ابطالها بنفسه ورسم شخصياتهم كما يحلو له ، وراح قلمه يخط احداث خيالية لا علاقة لها بالواقع ويحيك السيناريو والحوار الذى يتراءى له ، ويضع النهاية …. الا انه كاتب مبتدئ ساذج … لم يختر سوى نهاية قد تكررت فى آلاف الروايات قبل ذلك وافتقد الجرأة فى ان يبدع ويخلق نهاية مختلفة عبقرية !!!!!

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرأ للكاتبة

يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

شكرا للتعليق على الموضوع