يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

تلك كانت الليلة الثالثة على التوالي التى تعذر عليها فيها النوم … قضت تلك الليالي تتقلب فى جميع الاتجاهات … تحتضن وساداتها تارة وتلقيهم بعيداً عنها فى عصبية تارة اخرى … تستمع الى الموسيقى الهادئة تارة وتتلو آيات من القرآن وتردد بعض الادعية للنوم تارة أخرى …

ربما نجحت تلك الأشياء فى جعلها تغفو لساعة اًو اثنين لكن هذا أقل بكثير مما كانت ترجوه وتسعى اليه ….

قامت من مخدعها منهكة القوى ، تترنح يميناً ويساراً بخطوات أقدام ثقيلة نحو المطبخ لتعد مشروباً ساخناً ، يساعدها على الإفاقة من حالة الانوم اللا صحو التى تعانى منها !!!!

وبينما هى واقفة تستند بيديها الاثنتين على طاولة المطبخ الرخامية ، وعينيها تطل على اللا شئ سرحت ….. وَيَا ليتها ما سمحت لهذا السرحان باقتحام حدود فراغ ذهنها …

فسرحانها لا يعنى شيئاً سوى ان نفسها قد أتت اليها لتختلى بها ، لتجمعهما جلسة سرية مطولة ، فيدور على أثرها نقاش هى فى غنى عنه !!!!

فمن بين جميع من تخاف الجلوس معهم والفضفضة اليهم ، يبقى خوفها الأعظم فى الجلوس مع والفضفضة الى نفسها ، فتصارحها بأشياء تحاول جاهدة انكارها وإخفائها !!!!

ولكن هيهات …. ربما كان أمراً يسيراً ان تتفادى الجلوس مع من حولك وتمتنع عن البوح بما تكنه داخلك ،.. ولكن كيف تهرب من نفسك وهى نفسك !!!

نفسك التى تلازمك كما يلازمك ظلك ،،،، معك أينما ذهبت … حيثما اختبأت أتت نفسها اليها ، لتفتح عليها أبواب حاولت هى ان تحكم غلقها آلاف المرات وتهمس اليها بحقائق ، عملت هى على طمسها فى زاوية بعيدة داخلها…

وتواجهها بكل العبث الذى سكن عقلها وشقلب كيانها، والذى أخفقت فى اعادة ترتيبه ووضع الأمور والأشياء فى نصابها وتقذفها نفسها بوابل من التساؤلات ، التى لم تعرف لها اجابات اًو بالأصح رفضت ان تقر بالاجابات “السهلة الممتنعة ” لتشعل تلك القذائف النيران بداخلها …

هكذا استهلت يومها …. محترقة بنيران صديقة ….

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرأ للكاتبة

كم هو أمر مؤسف ان يتحول شخص من صفوف المؤيدين الى صفوف المعارضين … ليهتف ضدك بدلا من ان يهتف لك …

شكرا للتعليق على الموضوع