هبة سعدالدين تكتب : حكاية ريا وسكينة..من الجريمة للنضال!

لقد تجاوزت الدراما كل التصورات فى تناولها لهذه الجريمة التى لم تكن سوى تشكيل عصابي يأتى بالنساء فى بيت الدعارة ليقتلهن ويحصل على مصاغهن بصورة واضحة لالبث فيها ، وكل هذا مثبت فى التحقيقات ووقائع الجريمة وأقوال الشهود والجناة ، إلا أن ذلك الواقع على بساطته ووضوحه لن يجذب الجمهور مما جعل الدراما تضيف وتحذف على مدى مئة عام مابين ابنه وخيانة لنجيب الريحانى تدفعه للانتقام من كل النساء على اعتبار أن كلهن خائنات ، أو قبحاً وفقراً يجعل نجمة ابراهيم تنتقم لتخبر الجمهور “سر السفاحة ريا” التى استغلت نجاحها فى فيلم “ريا وسكينة” صلاح ابوسيف ، لتعود ريا وسكينة مرة أخرى فى إطار كوميدى سينمائياً ومسرحياً ، وتمر السنوات وتأتينا “ريا وسكينة” بصورتها الأقرب للواقع من خلال المسلسل التليفزيونى الذى يجد فى كتاب صلاح عيسي مصدراً ثرياً للدراما حتى لو اختلفت بعض الجوانب تبعا للانتاج أو التسويق .

وهانحن نواجه ابتكاراً جديداً للدراما يصبغهما بالنضال ضد الانجليز !! ، لترفع الدراما فى القرن الحادى والعشرين شعار “براءة ريا وسكينة” الذى أصر عليه أحد الكتاب من خلال سيناريو سينمائى يضعهما فى إطار الأبطال ؛ إلا أن موقف الراحل صلاح عيسي والباحث دكتور محمد عبد الوهاب صاحب كتاب “سرداب المومسات” ، رافض تغيير  التاريخ  الحقيقى لهذه الجريمة ؛ إلا أننا وجدنا ظهوراً خاصاً فى بعض المشاهد القليلة لمسلسل “أهو ده اللى صار” للكاتب عبد الرحيم كمال الذى بصورة ما جعلهما تقتلان من يمارسن البغاء مع الانجليز !!  لكن المسلسل لم يقل أن ذلك ماحدث رغم إشارته فى إلى أنه يقدم تاريخ المهمشين الذى لاتذكره كتب التاريخ !!.

يتوقف الكتاب على مدى المئة عام أمام كافة الاعمال الدرامية المصرية إلى جانب العربية التى استلهمت من تلك الجريمة الكثير ، ورصد الاختلافات التى قدمتها الدراما ومناقشة تفاصيل ذلك حتى لا يختلط الأمر أمام الجمهور ويتحول المجرم إلى بطل فى غفلة من الزمن .

بقلم: د.هبة سعدالدين

شكرا للتعليق على الموضوع