ناصر اللحام يكتب : ونتانياهو مثل الطغاة العرب .. من أجمل لحظات العمر سقوط الظالمين
كم مرة ورد في القراّن الكريم كلمة ” الظالمين ” ؟
والظالم ليس له دين محدد ولا هوية محددة ولا موقع محدد . فقد يكون الظالم حاكما عربيا أو عجميا أو يهوديا ولهما نفس الموقع في النار ونفس المقام في الدنيا . فقد يكون الظالم قيصرا يجلس في قصر ويظلم عباد الله وقد يكون فقيرا ويظلم زوجته وأيتام أخيه ، وقد يكون غنيا ويظلم نفسه ، وقد يكون استاذا جامعيا ويقهر طلاب العلم ، وقد يكون جاهلا مؤذيا بلا عقل ، وقد يكون ملحدا بعدوانية وقد يكون متخفيا وراء لحية طويلة ومسبحة بيده فيخدع اكبر عدد ممكن من الناس .
وقد وضع الله الظالم في مصاف المفسدين في الأرض فهو لا يؤتمن ولا تجوز شهادته ولا يطيعن أحد أمره . وان الله لا يهديه وأن مثواه النار وأنه جاحد وان الله صب لعنته عليه .
وكأن السنوات العشر الأخيرة كانت تصفيات نهائية للظالمين ، وينتهي عصر عنجهيتهم وضرب الناس في الشوارع بالعصي واغتصاب السجناء . وكأن لهم عذاب في الدنيا قبل عذاب الاّخرة نراهم كل يوم على شاشات البث وهم يكذبون لينجون ، نراهم خائفون وقلقون ويطلبون مساعدة الاعلام الرسمي في تجميل صورتهم القبيحة فيزدادون قبحا على قبحهم وتبدو المذيعة وهو تحاول إمتداحهم أنها نفسها غير مقتنعة .. فرأينا منهم من يهرب من قصره ويترك أولاده وزوجاته ويهرع الى المطار ، ورأينا منهم من يخبئ في أنبوب مجاري ويسحل سحلا في شوارع لم يكن يدوس عليها بلا مواكب ولا حراس ، ورأينا منهم من يرتدي بدلة السجن ويجلس ذليلا في قفص الاتهام والدموع تنسكب من عينيه ، ورأينا منهم من يقتله حراسه ، ورأينا منهم من يبكي من شدة الخوف على شاشات البث المباشر ، ورأينا من يكذي حتى ينجو .. ورأينا شارون يأكل الدود من جسده ولا يموت ولا يمشي في جنازته بمزرعة بالنقب سوى 42 نفرا من عائلته !
ذات يوم وحين قام بيل كلينتون بترشيح نفسه للانتخابات الامريكية ، رد عليه الظالم جورج بوش الأب ( إن كلبتي تفهم في السياسة أكثر من بيل كلينتون ) . وفاز كلينتون ومات بوش وماتت كلبته .
بعد رحلة العمر القصيرة ، شاهدنا في الخمسين سنة الماضية جميع أنواع الظالمين وكنا شهود على ظلمهم وجبروتهم وقسوتهم وطغيانهم وبغيانهم .. ولكن الله ، أراد لنا ان نشاهد نهاية هؤلاء الظالمين ونعتبر ، وهم لا يعتبرون .
لحظة فشل نتانياهو في تشكيل حكومته ، قد لا يكون له معنى سياسي كبير ، وقد تكون مجرد محطّة تافهة مثله . ولكنها بالنسبة لسكان الأرض المحتلة والأسرى وعوائل الشهداء والجرحى والفقراء والمحاصرين لها معنى كبير . ويكفي أنها جعلتنا ننام فرحين والابتسامة على وجوهنا \ وجعلته يئن طوال الليل ككلب مريض .
د. ناصر اللحام
اقرأ للكاتب
ناصر اللحام يكتب : حل الدولتين.. وأبغض الحلال