محسن عقيلان يكتب : رسائل بحر عمان المتفجرة

منذ  حادثة ناقلتي بحر عمان الى هذه اللحظة والاتهامات متبادلة بين ايران وما يدور في فلكها و بين الولايات المتحده ومن هم تحت عباءتها والطرفان يدعيان انهما يملكان من الادلة لتدين الاخر فمن يا ترى الفاعل  ولصالح من تصب وما هي الرسائل المعلنة والمبطنه المراد ايصالها وما علاقتها بحادثة تفجيرات الفجيرة الشهر الماضى  ولماذا الى هذه اللحظة لم يتم تشكيل لجنة دولية للتحقيق فى  الحادثتين واذا افترضنا ان الطرفين لا علاقة  لهما بالتفجير من الذي يستطيع ان يتسلل الى منطقة مليئة بقوات الحرس الثوري الايرانى و قوات المارينز الامريكية والسماء مغطاه بالطائرات بدون  طيار  وبالغواصات اذن الفاعل قريب جدا و من خلال المعطيات المتوفرة لدينا نقترب من الفاعل .

اولا سنفترض ان ايران وراء تلك الحادثة وتماشينا مع الاتهامات الامريكية هل من المعقول ان تقوم ايران بتلك الحادثة فى ظل  وجود رئيس وزراء اليابان بوساطة في طهران وحتى  مقطع الفيديو الذي نشره البنتاجون لم يكن مقنع حتى  لاقرب الدول لامريكا الذي قالت عنه المانيا انه غير كافي لادانة ايران مما استفز ذلك امريكا وقالت ان هناك بعض مواقف من الدول تتصف بالجبن و سارعت على لسان ترامب وبومبيو وبولتون بتوجيه اصابع الاتهام لايران .

الفرضيه الثانية ان امريكا خلف الحادثة  كما تدعي ايران  وانها تملك بعض الادلة التي لم تكتمل بعد مثل اللغم الذي اخذته عن بدن السفينة اليابانية كوكو كا سانجيو وبعض  شهادات من البحارة الذين تم انقاذهم من قبل البحرية الايرانية وهناك  ادلة اخرى كما تدعى تتحفظ عليها  كما هو الحال للادلة التى تتحفظ عليها البحرية الامريكية .

الفرضيه الثالثة ان يكون الشق الاخر من البحرية الايرانية التي تتبع للحرس الثوري وتأتمر باوامر مرشد الثورة الايرانية  .

الفرضية الرابعة ان تكون أوكلت تلك المهمه لشركة  الامن الامريكية  بلاك ووتر .

 الفرضية الخامسة ان تتبع للعمليات القذرة خارج الحدود التي يقوم بها جهاز المخابرات المركزية الامريكية cia .

الفرضية السادسة جهاز الموساد لابقاء المنطقة فى توتر دائم  لتسويق نفسها  لدول الخليج لتصبح الملاذ الامن والتسريع بصفقة القرن .

الفرضية السابعة المخابرات السعودية والاماراتية لانهم بحاجة الى احداث وتوترات خارجية  لصرف الانظار عن الازمات الداخلية  وخاصة اخفاقاتهم فى عاصفة الحزم وهذ فرضية ضعيفة لخوفهم من ردة فعل  امريكا لكن نلاحظ ان الطرف الفاعل يحاول من خلال عملياته ان يتجنب الخسائر البشرية  وهذا يتطلب تقنيات عالية وغواصين مدربين  لوضع شحنات التفجير بحرفية يضمن عدم غرق  الناقلة   .

انا  في اعتقادي من بدا التفجير في ميناء الفجيره هى ايران وكان اعتراضا على العقوبات الاقتصاديه  و حظر تصدير النفط الايراني و  لارسال رسائل ساخنة الى امريكا ودول الخليج لتعيد حساباتها لكن الولايات المتحدة التقطت تلك الرسائل  وكان الرد بالتفجير في خليج عمان لاحراج ايران  بسبب تزامن التفجيرات مع وجود رئيس وزراء اليابان للوساطة بطهران  وزيادة  المخاوف  السعودية الاماراتية  من اخطار تصدير النفط وابقائها تحت مظلة الحماية الامريكية وزيادة جنى المنافع المادية  وتثبيت سياسة المال مقابل الحماية لكن منذ ساعات قامت ايران باسقاط طائرة التجسس الامريكية بدون طيار ام كيو ٤ سي الاغلى والاحدث فى الترسانة الامريكية التى قدر ثمنها ٢٠٠ مليون دولار ، اى ان الرسائل المتناقلة بين الطرفين هى رسائل متفجرة وبإنتظار الرد الامريكى المحكوم الان بسياسة الحرب بالوكالة ، وفى نفس الوقت لا يريد ان يلعب بتركيبة المنطقة خوفا من غياب طرف  مهم مثل ايران يفقد امريكا بعبع يخيف به منطقة الخليج التى يصفها ترامب بالثراء الفاحش اى ان امريكا ستدير الازمة بتصعيد منضبط لا يصل لحرب.

الكاتب : باحث فى العلاقات الدولية

اقرأ للكاتب

محسن عقيلان يكتب : زكي مبارك ضحية خلافات تركية اماراتية

شكرا للتعليق على الموضوع