محمد رفعت يكتب : “أبوعوف”..كل هذا الحب لماذا؟!

الاهتمام الجماهيري الواسع بوفاة الفنان الراحل عزت ابوعوف، تعكس إلى حد كبير مدى الحب والاحترام الذي كان يكنه له الملايين، رغم أنه لم يقم أبداً في حياته بأدوار البطولة المطلقة ولم يكن نجم شباك أو نجماً أوحدا لأي من الأعمال الكثيرة التي شارك بها، سواء للسينما او التليفزيون.

وأعتقد أن السبب الذي جعل “ابوعوف” يحتل “التريند” أو “الهاشتاج” ، الأكثر شيوعاً وتداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ لحظة الإعلان عن وفاته، هو حالة التعاطف الشديد التي أحس بها الجمهور معه منذ ظهوره وهو تبدو عليه علامات الوهن والمرض في الاعلان الذي شارك فيه بلقطة واحدة بعيدة مع النجم المطرب عمرو دياب لصالح إحدى شركات الاتصالات!

وكذلك اللقطات السريعة التي ظهر فيها من خلال أغنية ” 3 دقات” من إخراج ابنته المخرجة الجميلة مريم أبوعوف ، وبعدها التصريحات العديدة التي خرجت على لسان أسرته حول مرضه، وخاصة شقيقته الفنانة مها أبوعوف، وناشدوا فيها جمهوره بالدعاء له بسبب اشتداد المرض عليه في الفترة الأخيرة التي سبقت وفاته.

وقد ترك الفنان الوسيم الراحل ، منذ ابتعاده عن الساحة الفنية، فراغاً حقيقياً في نوعية الأدوار التي كان يقدمها، وكلها تنويعات مختلفة على نغمة واحدة، وهي نغمة الرجل “الشيك” المتآمر أو البرنس الشرير، والتي أداها ببراعة شديدة ذكرتنا بصديقه ومثله الأعلى الفنان القدير الراحل عادل أدهم.

ورغم حصار المخرجين للدكتور عزت أبوعوف خريج طب الأسنان، في مثل هذه النوعية من الأدوار، وهو ما أدى بالفعل إلى تعطيل قدراته كممثل يستطيع التلون واداء الشخصيات المختلفة بنفس الإجادة والقدرة على التقمص والاقناع، إلا أنه استطاع أن يضيف من روحه الحلوة وضحكته المميزة أبعاداً أخرى جعلت الشخصيات التي يجسدها على الشاشة أكثر عمقاً وتأثيراً، فضلاً عن محاولاته المحدودة للهروب من تلك الدائرة الضيقة جداً من الأدوار، وتقديم نوعية أخرى من الشخصيات مثل شخصية ابن البلد ، أو أن يخلع “باروكة” الشعر الأبيض الثلجي التي ظلت دائماً إحدى السمات المميزة له، ويؤدي شخصية أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة في فيلم “ناصر 56″، لكنها كانت محاولات قليلة جداً وعلى استحياء.

ولا يمكن أن ننسى بالطبع، بدايات أبوعوف في عالم الموسيقى والغناء، وهو نجل واحد من كبار الموسيقيين في العالم العربي ، وهو شفيق أبوعوف، عميد معهد الموسيقى في عهده الذهبي ، والذي كان يقدم برنامج الموسيقى العربية قبل الراحلة الدكتورة رتيبة الحفني، وقد ورث عنه “عزت” وشقيقاته هذه النزعة الفنية والميول الموسيقية، وكان نتاجها التجربة الغنائية شديدة التفرد والخصوصية من خلال فرقة “الفور إم”، االتي كونها أبوعوف الابن مع أخواته البنات وقدمت عدداً من الأغنيات الجميلة الناجة، والتي ما تزال تعيش في وجداننا حتى الآن ..رحم الله “برنس” السينما المصرية.

اقرأ للكاتب 

محمد رفعت يكتب : مكاسب الصعيد من مهرجان الجنوب

شكرا للتعليق على الموضوع