رشا كاظم تكتب: عزف ثنائي على أوتار الحياة!

1

حية … ملمس جلدها كملمس الحية ..تمتلك ذكاءََ مخيفا مكنها من تحويله من كهل ذو نفوذ و سيادة إلى طفل يتلفت حوله بجنون طوال الوقت بحثا عنها … تنحدر من عائلة كانت فيما مضى شديدة الثراء  لكنها فقدت املاكها لما يتميز به افرادها من حمق .أقسمت يوما أن تعيد البريق للقبها و أن تعيد الملايين لخزانتها … كانت كنبات طفيلى يمتص كيانه طوال الوقت .. طالما حذره أصدقائه و مقربيه منها و لكنه كان كمسحور يتبع نداء النداهه.. لم يكن يصدق أنه قد امتلكها و انها صارت تحمل اسمه ، كانت تتلوى كالحية لتشعره بأنها تتسرب دوما من بين يديه ..أفرط فى تلبية طلباتها و إرضائها بشتى الوسائل ..إنتهى به الأمر سجينا فى قضية اختلاس كبرى … خرجت ممسكة بقسيمة طلاقها منه وهى تقفز فرحا وما إن انقضت عدتها الا و تزوجت صديقه المقرب !!

2

شديد الاعتداد بنفسه لدرجه توصله لحافة الغرور .. ساعده على ذلك طبيعة عمله .. شديد الملل .. متقلب.. عصبى المزاج  .. وداعتها و تصالحها مع نفسها يثير حنقه .. رضاها بكل شيء يثير غضبه .. يصفها بأنها كالمياه الراكده .. و يعلن لها يوميا ندمه على اتخاذها زوجة من بين مئات الفتيات اللاتى كن فى حياته .. يتلذذ بألمها الصامت ، يحرز نصرا داخليا كلما اوجعها .

3

شديدة الاهتمام بمظهرها .. تعوض شعورها الداخلى بأنعدام الثقة بمزيد من مستحضرات التجميل ، تزوجته ليمول ولعها المجنون باقتناء الاشياء ، و شعرت بعد ذلك بأنها “شيء ” إقتناه .. رضيت بالصفقة . تصحو كل يوم لتنفض غبار نفسها و تسلم وجهها وجسدها لصالونات التجميل و تبتلع أقراص السعادة مع قهوتها السوداء كل صباح.

4

تنحدر من اسرة طيبة لها ماض عريق ، تتميز بوجه شرقى به مسحه ملاحه محببه . كافحت معه بصدق و تحملت أعباء العمل المنزلى و العمل فى تلك الجهه المرموقه التى كانت تمنحها راتبا يفوق راتبه . انتقلا إلى منزل جديد فى “كمباوند” يقطنه اافراد الطبقه الراقية بعد ان وسع الله رزقه من تجارة شارك بها صديق . شعرت بالراحه اخيرا بعد ان حصلت على معاش مبكر و تفرغت لرعايته و رعايه ابناءهما.

احست يوما بدوار فعادت مبكرة من جولتها الشرائية  لتجده في وضع مشين مع .. ابنه شقيقتها !

5

أسمر اسود الشعر ممتلىء قليلا ، يتميز بعاطفته الجياشة رغم عمله في جهه سلطوية .  بيضاء  ، حمراء الشعر يعشقها بجنون رغم عدم قدرتها على الانجاب . اصابها اكتئاب شديد بعد احدى عشر  عاما  من الزواج اثر عودته من مهمه عمل بالخارج طالت عدة اشهر . طلبت الطلاق بهيستريا . رفض بشده ، اضربت عن الطعام . اضطر مرغما لفراقها على امل العودة . حاول مرات و مرات ، سافرت . . تزوج بعد فترة لينجب خمسة اطفال !!

6

ملامحه أقرب لملامح طفل .. عيناه تبدوان بريئتان ، لكنه يحمل طاقة قسوة لا قبل لاحد بتحملها .

 يحب اقتناء النظارات الشمسية ، و السيارات الحديثة .يعشق الظهور بمظهر أمير خليجى . يحمل ذكاءاً اجتماعيا ً خارقا يفتح له أبواب “البيزنس” على مصراعيها . ظبط نفسه يوما يبكى بشده لانه تخلى عنها هى ورضيعها ، علم يومها أن مازال بداخله بقايا إنسان !!

7

تحمل مظهر موظفة “شقيانة” رغم أنها تعمل فى عمل مرموق .. تلهث بشدة طوال يومها ما بين متطلبات عملها و ما بين متطلبات بيتها .. كفت عن حب وجهها و لا تنظر إلى المرآه حتى لا تلمح جسدها .. طيب هو يربت على كتفها و يقدر ما تتحمله من مشاق .. كثيرات يحسدنها عليه .. فما اندر الرجل الطيب فى زمننا هذا .. أصبحت تبدو أكبر منه عمرا رغم انه يكبرها بسبع سنوات .. تتحول الى قطعة من ثلج كل ليلة .. تصحو مبكرا لتعد الافطار ليبدأ ترس حياتها فى الدوران!

اقرأ للكاتبة 

رشا كاظم تكتب: حكايات من دفتر الوجع!

شكرا للتعليق على الموضوع