فيروس كورونا: هذا هو الوضع في سويسرا
تقارير – التلغراف: توفي أكثر من 5000 شخص في سويسرا (البالغ عدد سكانها 8.5 مليون نسمة) جراء الإصابة بفيروس كورونا. ومن المتوقع أن يبدأ توزيع اللقاح في شهر يناير المقبل.
في بداية شهر نوفمبر، بلغ العدد اليومي لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء سويسرا أكثر من 10 آلاف حالة. ومنذ ذلك الحين، تراجعت سرعة انتشار الوباء لكن الوضع لا يزال “مُقلقا للغاية” وفقا لوزير الصحة ألان بيرسيه.
طيلة شهر نوفمبر الماضي، استمر نمو الحالات الجديدة في التباطؤ حيث بلغ متوسط الحالات الإيجابية الجديدة اليومية لسبعة أيام 3691 حالة، مُتراجعا بنسبة 6% عن الأسبوع السابق.
لكن الوضع الحالي لا يزال “مقلقًا للغاية”، بحسب وزير الصحة السويسري ألان بيرسيه، في ظل “استقرار عدد الإصابات عند مستوى مرتفع”.
أكدت سويسرا حجز حوالي 13 مليون جرعة لقاح من شركتين لصناعة الأدوية ومن برنامج دولي تؤمّنه منظمة الصحة العالمية. يخطط مكتب الصحة الفدرالي لتوزيع نحو 70 ألف لقاح يوميًا، اعتبارًا من يناير القادم.
دخلت قيود جديدة، تشمل ارتداء الأقنعة الصحية في جميع الأماكن العامة المغلقة، حيز التنفيذ في جميع أنحاء سويسرا ابتداء من يوم 29 أكتوبر، كما تم الإعلان عن مزيد من التدابير في 4 ديسمبر الجاري.
هناك أيضا إجراءات أخرى قد تختلف من منطقة لأخرى حيث تتمتع الكانتونات الست والعشرون باستقلالية اتخاذ القرار في المسائل المتعلقة بالصحة العامة.
السفر مُمكن بين سويسرا ودول الاتحاد الأوروبي وبلدان الرابطة الأوروبية للتبادل التجاري الحر والمملكة المتحدة، لكن يجب على المسافرين من سويسرا إلى المملكة المتحدة التقيّد بحجر صحي لمدة 14 يوما بعد وصولهم إليها.
لا يُمكن للمسافرين من معظم الدول غير الأعضاء في فضاء شنغن، بما في ذلك الولايات المتحدة، دخول الأراضي السويسرية إلا في حالات استثنائية معدودة.
قائمة البلدان غير الاعضاء في فضاء شنغن وغير المشمولة بهذا الحظر ، أما المواطنون والمقيمون بصفة شرعية في الكنفدرالية فبإمكانهم دائما الدخول إلى سويسرا كالعادة.
يتعيّن على القادمين إلى سويسرا من بلدان أو مناطق تعتبر “عالية الخطورة” الخضوع لحجر صحي لمدة عشرة أيام أو مواجهة دفع غرامة مالية. ويتم تحديث قائمة البلدان “عالية الخطورة” بشكل منتظم من قبل السلطات.
تتزايد الحالات الجديدة للإصابة بمرض كوفيد – 19 بشكل كبير”، وفقًا لسيمونيتا سوماروغا، رئيسة سويسرا. وفيما ثبتت إصابة أكثر من 154 ألف شخص بفيروس كورونا المستجد، توفّي 2037 شخص في سويسرا التي يبلغ عدد سكانها 8.5 مليون نسمة. ومنذ بداية انتشاره، كانت كانتونات تيتشينو وفو وجنيف وزيورخ أكثر المناطق تضررا في سويسرا من هذا الوباء.
كان لإجراءات الإغلاق والقيود الصارمة التي اعتمدتها الحكومة الفدرالية تأثير كبير على الحد من انتشار الفيروس، مما أدى إلى تسطيح المنحنى ما سمح للسلطات بتخفيف التدابير خطوة بخطوة. ومنذ منتصف شهر مارس، الذي شهد ذروة الإصابات، انخفض عدد الحالات إلى حوالي 12 حالة في أوائل شهر يونيو، إلى جانب تراجع عدد الخاضعين للعلاج داخل المستشفيات وحالات الوفاة.
ولكن منذ منتصف يونيو الماضي، بدأ عدد حالات الإصابات الجديدة في الارتفاع تدريجيا في مناطق مختلفة من البلاد. وفيما يُعزى هذا جزئيًا إلى الأشخاص العائدين من بلدان معرضة للخطر، إلا أن السبب الأساسي يعود إلى الاتصالات بين أفراد الأسرة، وفي مواقع العمل، وفي الحفلات الخاصة.
في 12 أغسطس، أعلنت الحكومة أن التظاهرات والفعاليات والمناسبات العامة التي يشارك فيها أكثر من 1000 – ولا سيما المهرجانات والأحداث الرياضية – سيسمح بها مرة أخرى بدءًا من 1 أكتوبر، وستتمكن الكانتونات من إصدار تصاريح بإقامة مثل تلك الفعاليات ولكن بعد النظر في توفر إجراءات السلامة اللازمة.
ومع ذلك، في منتصف أكتوبر الجاري، قام عدد من الكانتونات، مثل برن وبازل المدينة وفاليه، بعكس مسارها وحظر التظاهرات والفعاليات والمناسبات العامة التي يشارك فيها أكثر من 1000 شخص (في حالة كانتون فاليه، تذهب القيود إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث حظرت الكانتون جميع التجمعات التي تزيد عن 10 أشخاص). ولكن مدّة الحظر هذه تتباين بين الكانتونات، وقد جاء الحظر استجابة للارتفاع المطرد لعدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد.
في 18 أكتوبر، أعلنت الحكومة الفدرالية عن حزمة جديدة من الإجراءات الرامية للحد من الزيادة الكبيرة في الحالات الجديدة تشمل إلزامية ارتداء الأقنعة الصحية في جميع الأماكن العامة المغلقة، بما في ذلك محطات القطار والمطارات والمتاجر والمتاحف والمطاعم والكنائس. كما يجب تجنّب التجمعات والفعاليات الخاصة “قدر الإمكان” مع ضرورة خضوع أي مناسبة يتجاوز عدد المشاركين فيها خمسة عشر شخصا لإجراءات معينة، بما في ذلك جمع معلومات الاتصال الخاصة بالضيوف. أما التجمعات العامة العفوية لأكثر من خمسة عشر شخصا فقد تم حظرها.
في 28 أكتوبر، اعترفت الحكومة بأن الإجراءات الحالية “غير كافية”، وأمرت بإغلاق نوادي الرقص اعتبارًا من يوم 29 أكتوبر، وقررت إيقاف الدراسة الجامعية الحضورية اعتبارًا من 2 نوفمبر، ووضعت قيودًا جديدة على الأنشطة الرياضية والترفيهية.
وقالت الحكومة إن مدة سريان الإجراءات الجديدة – التي تشمل شرط ارتداء الأقنعة الصحية داخل المكاتب التي لا يُمكن الحفاظ فيها على مسافة الأمان الاجتماعي وفي المدارس الثانوية وحتى في الهواء الطلق إذا ما اقترب الناس بشدة من بعضهم البعض – غير محددة.
قصر المشاركة في الفعاليات والتظاهرات على خمسين شخصًا أو أقل، وسيتم حظر الأنشطة الرياضية والثقافية التي تضم أكثر من 15 شخصًا. أما الحانات والمقاهي والمطاعم فيجب أن تُغلق أبوابها في الساعة الحادية عشرة مساءً.
اقرأ ايضاً
الصحة العالمية تحذر من موجة كورونا ثالثة في أوروبا بداية العام القادم