مدحت الزاهد يكتب: صراع الورد والخرطوش
في ليلة الذكرى السادسة لشهيدة الورد شيماء الصباغ
ذهبت تكرم الشهداء فالتحقت بهم وفاضت روحها وبسالتها في الارض والسماء
المشهد الخاطف الذى تصدرت فيه شيماء الصباغ مسيرة سلمية محملة بالورود لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي تكريما لشهداء الثورة وما جرى في ميدان طلعت حرب، سجلته الكاميرات، وجرت وقائعه على الهواء، يشى بالقصة كلها، فلا كان هناك تهديدا امنيا، ولا مناوشات او اشتباكات أو شعارات، ولا كان هناك انذار بالميكروفونات، ولا خراطيم مياه، ولا طلقات تحذيرية، ففي دقائق تجابه الورد والرصاص، راسما الخط الاحمر لرقم 1 في قائمة المحظورات: ممنوع الاقتراب والتصوير من الميادين، حتى لو كان الهدف تكريم شهداء “كارثة” يناير، وحتى لو كانت المسيرة سلمية تحمل الورود، وحتى لو كان العدد بضع عشرات. وهناك في ميدان طلعت حرب استشهدت شيماء عند الخط الفاصل بين الحرية والاستبداد، عند نقطة التماس بين الثورة والثورة المضادة.
وشيماء ككل الشهداء، لكن استشهادها ليس ككل استشهاد، فلم تستهدفها الرصاصات أثناء اشتباك او التحام أو مظاهرة احتجاج، أو في قلب عنفوان الاحداث، أو في معارك المؤخرة لشباب يحاولون الحفاظ على جذوة ثورة تتراجع.
شيماء لم تصبها الرصاصات من الخلف، ولم يطلقها طرف ثالث، بل تم استهدافها من الامام، بأوامر من قائد قوة الميدان لكتيبة الاعدام، بخرطوش قاتل، في فترة حصار وانحسار، وشباب الثورة في السجون وشعاراتها تتعرض للمطاردة، و18 يوما مجيدة يهال عليها التراب..
من هنا جاء وقع استشهاد شيماء كطائرة اخترقت حاجز الصوت، رجت المكان، وأعادت الى السمع والبصر نفس الشعارات والوجوه التي غيبت غيلة وراء القضبان أو طواها الرصاص. وأستيقظ الضمير المصري على حقيقة الصراع، فالصراع على الحرية لا يدور، بين المولوتوف والرصاص، بل بين الورد والخرطوش، والدولة الامنية لا تزال على حالها تخلط بين الرأي والمولوتوف، والورد والرصاص، وحملة الاقلام وميلشيات الارهاب. ومن يرفع البيان، ومن يرفع السلاح.
مدحت الزاهد: الكاتب الصحفي ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
اقرأ ايضاً
عبد الله السناوي يكتب : يناير والمؤامرة