مصطفى التوني يكتب: حتى أنت يا تامر

مش فاهم ليه أغلب مقدمي برامج التوك شو حين ينفذ رصيد أحدهم ولا يجد لنفسه حضوراً على الشاشات ولا يجد قبولاً بين المشاهدين يدلي بتصريحات تثير بلبلةً ليلفت نظر الناس إليه وكأنه يقول “احم احم أنا هنا” لا حرج أن يفعل ذلك من ينفذ رصيده ويقل متابعوه، لكن الحرج أن يطلق كلاماً يسيء للغير.

مقدم البرامج الشاطر الذي يريد إعادة مكانته بين مقدمي البرامج يقوم باختيار موضوعاته واختيار ضيوفه.

يعرف كيف يناقش ومتى يدلي برأيه، لكن في مصرنا الحبيبة ابتلينا بمجموعة من المرتزقة يتصدرون شاشات الفضائيات ينقلون أفكارهم الهدامة وكأنهم محللون وخبراء في كل شأن يتحدثون فيه والمفلس منهم إما أن يسيء لدين الله ويتحدث فيه بما لا يعلم أو يسيء لطائفة من الشعب للفت الانتباه إليه، لكن أن يطور من نفسه ويتخير موضوعاته ويبتعد في مناقشتها عن رايه الشخصي فلا.

تصريحات تامر أمين عن الصعايدة والذي قصد بها دعم مبادرة الرئيس التي أطلقها للتصدي لمشكلة الزيادة السكانية، هي أشبه بتطبيله ليست في محلها أو كما يقولون “جه يكحلها عماها” وبتصريحاته التي أساء فيها إلى أهل الصعيد خسر الناس وتبرأت المؤسسات الإعلامية من تصريحاته ووصفتها بأنها مهينة وقرر المجلس الأعلى للإعلام وقف برنامجه على قناة النهار وإحالته للتحقيق.

يعني لا نفعه التطبيل وخسر الناس اللي مش ممكن تتابع وتشاهد إعلامي يسيء للمشاهدين.

لن يصلح حال الإعلام في مصر طالما من يتصدر المشهد الإعلامي حمقى أعمت عيونهم الملايين التي يتقاضونها من جراء التفاهات والهلس الذي يقدمونه والذي أصابهم بالبَلادة لدرجة أنهم حين يناقشون قضية أو يتحدثون عن مبادرة لا يكلفون أنفسهم بالبحث والدراسة حتى يصلوا لنتائج لحل القضية أو المشكلة المطروحة فيتكلم بأي كلام وأي محتوى يملأ به ساعات برنامجه.

فلك أن تتخيل أن مشكلة الزيادة السكانية التي تناقش على مر السنين وتوضع لها خطط وتقام لها ندوات توعية للوقوف على أسبابها ومحاولة حلها.

اختصها الفزلوك تامر أمين في هذا القول” الناس في الصعيد بيخلفوا علشان عيالهم تصرف عليهم الولد يوديه ورشة يشتغل فيها والبنات يشحنوهم على القاهرة يشتغلوا خادمات” هل هذا كلام يساهم في حل مشكلة أو دعم مبادرة القيادة السياسية للبلاد؟

 هل يصح لإعلامي يعتبر نفسه من قادة الرأي أن يكون هذا دلوه في مشكلة كمشكلة الزيادة السكانية!

 يا تامر زن الكلام قبل أن تنطق به، إن لم يدرك المجلس الأعلى للإعلام خطورة برامج التوك شو على كل القنوات وخطورة مقدميها ويبحث عن المهنيين من الإعلاميين لضبط المشهد الإعلامي سنظل هكذا.

فمتى نستفيق من سُباتنا ونعطي كل ذي حق حقه؟ متى نتحدث بما يبني ويعمر ويطور ويشكل عقولاً مستنيرة وفكراً سليما؟ متى نجلس أمام الإعلام ونحن مطمئنون لما نسمعه؟ متى تعرفون دوركم يا رجال الإعلام وتقومون به على أكمل وجه حسبة لله وبناءً للوطن ؟!!

اقرأ للكاتب

مصطفى التوني يكتب: لو أُعطى السلطة في وطني لقلعت نهار الجمعة أسنان الخطباء

شكرا للتعليق على الموضوع