مصطفى التوني يكتب: لك الله يا قدس!!!

 نفس الأحداث وغيرها تمر أمام أعيننا تجاه القدس الشريف وما زلنا لا نملك الا الشجب والتنديد بالقرارات بالنسبة للحكام وتغير صور البروفايل والندب من قبل العالم الإسلامي . ردود الفعل منذ احتلال إسرائيل حتى الآن واحدة وعبارات الشجب والتنديد لا تتغير ثابتة .

أين العرب ؟ أين المسلمون؟ أين عمر الفاروق؟ أين صلاح الدين؟ وكأننا لا نعلم أين هم! نغمة عفا عليها الزمن منذ احتلال إسرائيل لفلسطين 1948مروراً باحتلال القدس وغالبية الضفة الغربية منذ 1967 ومحاصرة غزة ورام الله منذ 1993 عقب توقيع اتفاق أوسلو إلى قرار ترمب الأخير ثم الهجمات الحالية على غزة واقتحام المسجد الأقصى .

لا أدري من نقصد بالعرب والمسلمين ؟ ! هل نقصد تلك الدول التى أصبح أغلبها أشباه دول وبعضها بلا حقوق وحريات واخرى بلا سيادة ؟! تقصدون سوريا والعراق تقصدون ليبيا واليمن تقصدون مصر المستهدفة من الخارج والداخل ؟!تقصدون بالعرب شعوب هذه الدول المطحونين فى تفاصيل الحياه بلا أي حقوق أو حريات أم تقصدون شعوب دول العالم الإسلامي كشعب مالى أو تشاد أو بنجلاديش تلك الشعوب المطحونة من الفقر تارةً ومن الجهل والصراعات العرقية تارةً أخرى . تظنون أن ينتصر هؤلاء أو أولئك للقضية الفلسطينية التى تعتمد أساساً فى حلها على دول ذات ثقل دولي تستطيع أن تغير فى موازين القوى الدولية إذا تحدثنا بمنطق السياسة .

لم يعد اليهود والأمريكان الآن يؤمنون بالشعارات الرنانة والجعجعة الفارغة ؛هم يؤمنون بنقاط القوة وأوراق الضغط وهو ما نملكه ولا نستطيع استخدامه ، ولعل أبسط هذه النقاط المقاطعة لهذه الدول وعدم الانبهار بالحرية والديمقراطية التي تتظاهر بها وعدم التطبيع مع إسرائيل التي سارعت دول عربية إلى التطبيع معها، وأصبح حلم الشباب واسمي أمانيه العيش في أحضان تلك الدول.                                                            فتن كثيرة استطاع الغرب أن يفتننا بها ثم يتحين الفرصة فيضرب ضربته ولكن نحن -المفتونين – من علينا اللوم . أنا لا ألوم الغرب فى تخطيطه لكن ألوم المسلم المفتون. أتريدون أن تعرفوا أين عمر و أين صلاح الدين ؟ لقد مات عمر ومات صلاح الدين ومات غيرهم من المخلصين؛ لكن تركوا سيرة باقية وتاريخاً خالداً هذا التاريخ وتلك السيرة ضيعناها نحن عندما أهملنا تعليمها لأبنائنا .

كان يمكن أن يكون  الهجوم الحاصل على القدس الآن القشة التى قسمت ظهر البعير بالنسبة لنا إذا كنا عباداً لله مخلصين أولي بأس شديد كما وصفهم القرآن لا غثاء كغثاء السيل .لكن كيف وشبابنا أصبح قدوتهم حمو بيكا ومحمد رمضان وملوك الجدعنه وغيرهم ممن أفسدوا شبابنا بمساعدة الإعلام الفاشل الذي يصور هؤلاء علي أنهم الصفوة وأن ما يحققوه من إفساد للمجتمع هو النجاح.

دعونا من انتظار أن يخرج صلاح الدين من بين حكام العرب فكلهم غير مؤهلين لذلك ارحموا أنفسكم و كفانا ندب على العروبة تارة وعلى الحكام تارة أخرى فالقدس لن تعود إلا باسم الإسلام على ما كان عليه النبي و أصحابه ، يقول تعالى(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) حينما نُصلح ما بيننا وبين الله فسيخرج من بيننا أمثال عمر و أبو عبيدة وصلاح الدين ، و ستحرر القدس بإذن الله.

اقرأ للكاتب

مصطفى التوني يكتب: هو في إيه بالضبط؟ “كله ضرب ضرب مفيش شتيمة”

شكرا للتعليق على الموضوع