سَلُوا عَنْهُ اللآلئَ وَالْبِحَارَا…“شعر” محسن عبد المعطي

الشاعر الدكتور والروائي: محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

مهداة إلى الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن محمد الضويني أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة وعضو هيئة كبار العلماء ووكيل الأزهر الشريف مع أَطيب التمنيات بدوام التقدم والتوفيق وَإلى الأمام دائما إن شاء الله تعالى .

سَــلُـوا عَــنْـهُ الــلآلـئَ وَالْـبِـحَارَا    …    وَتَــارِيـخـاً  يَــتِـيـهُ بِــــهِ افْـتِـخَـارَا

وَأَمْـــوَاجـــاً  تُــنَــاجِـيـهِ بِـــحُـــبٍّ    …    وَصَــوْتُ  الْأَزْهَــرِ اشْـتَـاقَ الـنَّهَارَا

تَــقُـولُ  لَـــهُ : ” تَـشَّـوَّقْـنَا لِـبَـحْرٍ    …    مِــنَ الْـعِـلْمِ الَّـذِي ازْدَادَ اخْـضِرَارَا

وَكَـيْفَ نَـكُونُ فِـي بَـحْرٍ كَـبِيرٍ ؟!!!    …    مَــعَــارِفُــهُ  تُـــزَوِّدُنَـــا انْــبِــهَــارَا

يُـفَـقِّـهُـنَـا بِــدِيــنِ الــلَّــهِ قَــلْــبٌ    …    عَــهِــدْنَـاهُ عَــظِـيـمـاً لَا يُــبَــارَى

وَيُـوسِـعُـنَا  عُـلُـومـا قَـــدْ تَـجَـلَّتْ    …    بِــفَـضْـلِ الــلَّـهِ سِـــرّاً أَوْ جِــهَـارَا

أَأَسْـفَـارَ الْـعُـلَا تِـيـهِي بِـشَيْخِي    …    جَـمِـيـلِ  الـطَّـبْـعِ يَـعْـتَـادُ الْـوَقَـارَا

مُـحَـمَّـدٌ  الـضُّـوَيْـنِي قَــدْ تَـجَـلَّى    …    بِـمَـشْـيَخَةِ الْـمَـكَـارِمِ قَـــدْ أَنَــارَا

عَطَاؤُكَ فَاقَ شَمْسَ الْكَوْنِ تُهْدِي    …    عَـطَـاءَكَ  وَالـسَّـمَاحَةَ لِـلْأُسَـارَى

عُـلُـومٌ فِــي الـشَّرِيعَةِ تَـصْطَفِيهَا    …    تُــبَـارِكُـهَـا لِأَفْـــئِــدَةِ الْــحَــيَـارَى

عَـلَـوْتَ عَـلَـى الـصَّـغَائِرِ لَا تَـرَاهَـا    …    وَنُــــورُكَ سَــاعَــةَ الْـجُـلَّـى أَدَارَا

رَأَيْــتُــكَ  قَــائِــداً فَــــذّاً حَـكِـيـمـاً    …    وَعَـقْلُكَ فِـي الْحَوَادِثِ مَا اسْتَدَارَا

مُـحَـمَّدٌ الـضُّـوَيْنِي ظَـلَّ شَـمْساً    …    تُـنِـيـرُ الْـعَـقْـلَ تُـهْـدِينَا الْـمَـسَارَا

وَكِــيـلُ الْأَزْهَـــرِ اسْـتَـبَقَتْ إِلَـيْـهِ    …    صَـحَـافَـتُنَا وَقَـــدْ شَـــدَّ الْــجِـدَارَا

يُـؤَسِّسُ مِـنْ خَـلَاقِ الْـكَوْنِ قَصْراً    …    يُـشَـيِّـدُهُ وَقَـــدْ جَـــذَبَ الْــمَـدَارَا

أَيَـــا ابْـــنَ مُـجُـولَ آيَــاتٌ تَـجَـلَّتْ    …    تُـتُـوِّجُهَا عَـرُوسـاً فِــي الْـعَـذَارَى

وَقَـدْ أَسَّـسْتَ فِـي الـزَّيَادِ مَـبْنىً    …    مِـنَ الْأَخْـلَاقِ قَدْ عَشِقَ السَّمَارَا

تَــكِـدُّ  لِأَجْـــلِ جِـيـلٍ بَـعْـدَ جِـيـلٍ    …    وَخَــــدُّ  الْـــوَرْدِ حَــيَّـاكَ احْــمِـرَارَا

أَيَـــا  مَــنْ قَـالَـتِ الْأَخْــلَاقُ فِـيـهِ    …    قَـصَـائِـدَ مِـــنْ سَـعَـادَتِـهَا كِــثَـارَا

فَـتَـشْـدُو أَحْــرُفـاً صِـيـغَـتْ بِــوَرْدٍ    …    وَتَـزْفُـرُ  مِــنْ لَـهِـيبِ الْـحُـبِّ نَــارَا

وَتَـكْـتُـبُ  مِــنْ دَوَاوِيــنِ الـتَّـجَلِّي    …    تَـسَـابِيحَ انْـتَـشَتْ وَالْـحُبُّ صَـارَا

بِـأَزْهَـرِنَـا جَـلَـبْـتَ الْـخَـيْرَ يَـشْـدُو    …    وَقَـــدْ  رُمْــتَ الْـغَـدَاةَ لَــهُ عَـمَـارَا

فَـشَـجَّـعْتَ الْـكَـفَـاءَاتِ الـلَّـوَاتِـي    …    أَضَـــأْنَ بِـبَـسْمَةِ الـدُّنْـيَا الْـكِـفَارَا

فَـغَـنَّـوْا وَالـفَـضَـائِلُ قَـــدْ تَـجَـلَّـتْ    …    مَـــعَ الْأَلْــبَـابِ تَـصْـطَبِرُ اصْـطِـبَارَا

يُـسَـائِـلُـهُـمْ  حَــنِـيـنٌ لِـلـتَّـرَقِّـي    …    لِأَخْـــلَاقٍ لَــدَيْـكَ غَــدَتْ شِـعَـارَا

فَـقُلْتَ لَـهُنَّ : خَـيْرُ الْـخَلْقِ حِبِّي    …    رَسُـــولُ الــلَّـهِ قَــدَّسْـتُ الْـمَـزَارَا

وَزَكَّـــــاهُ  الْإِلَــــهُ بِــذِكْــرِ رَبِّــــي    …    وَتَـعْـشَـقُهُ  الْـيَـهُـودُ أَوِ الـنَّـصَارَى

مُــحَـمَّـدٌ الَّــــذِي زَكَّــــاهُ رَبِّــــي    …    فَـصَـلُّـوا تَـظْـفَرُوا وَخُــذُوا الْـقَـرَارَا

فَـمَـنْ صَـلَّـى عَـلَـيْهِ نَـجَا بِـفَضْلٍ    …    مِـنَ الْـمَوْلَى وَقَـدْ عَـافَ الْخَسَارَا

يُــحَـيِّـرُنِـي  نَـــــدَاكَ بِــكُــلِّ دَرْبٍ    …    وَكَــادَ الْـقَـلْبُ يَـنْـشَطِرُ انْـشِطَارَا

فَــمَـاذَا يَـبْـتَـغِيهِ الْـقَـلْـبُ مِــنِّـي    …    وَقَــدَ  صَـبَـحَتْ عَـطَـايَاكَ انْـتِـصَارَا

وَيَــأْبَـى الْـقَـلْبُ أَنْ يَـنْـفَكَّ مِـنْـهَا    …    وَلَــمْ تُـقِـمِ الْـحِـجَابَ أَوِ الـسِّـتَارَا

لِأَنَّـــكَ  جَــيِّـدٌ وَالْــجُـودُ يُـضْـحِـي    …    مَــعَ الْأَجْــوَادِ فِـي الـدُّنْيَا شِـعَارَا

كَـلَامُـكَ شَـيِّـقٌ كَـالشَّهْدِ يَـحْوِي    …    خُــلَاصَـةَ دِيـنِـنَـا يُـهْـدِي الـثِّـمَارَا

وَكِـيـلَ  الْأَزْهَــرِ الْـتَأَمَتْ جُـرُوحِي    …    لِأَنَّـــكَ قَـــدْ أَضَـــأْتَ لَـنَـا الْـفَـنَارَا

وَشَــيَّـدْتَ الْـعَـدَالَةَ فِــي اقْـتِـدَارٍ    …    وَمَــنْ ذَا غَـيْـرُكَ اسْـطَـاعَ اقْـتِدَارَا

بِـتَـارِيـخٍ شَـفِـيـفٍ عَـــاشَ دَهْــراً    …    يُـؤَسِّـسُ فِـي الْـخَلَاقِ لَـنَا بِـدَارَا

وَكِــيـلَ  الْأَزْهَـــرِ الْـحَـانِي عَـلَـيْنَا    …    تَـلَاقَـتْ دَمْـعَـتِي تَـهْـوَى انْـحِدَارَا

وَقَـدْ غُـصِبَتْ حُـقُوقِي بَـعْدَ جُـهْدٍ    …    وَدَعْــوَى قَــدْ أَذُوقُ بِـهَـا الْـمَـرَارَا

وَلَـــمْ  آخُـــذْ فُــرُوقِـي غَـيْـرَ نَــزْرٍ    …    قَـلِـيلٍ  قَــدْ وُهِـبْـتُ بِــهِ احْـتِضَارَا

كَـأَجْـرٍ لِـلْـمُحَامِي بَــاتَ يَـسْـرِي    …    بِـبَـطْنِ  الـلَّـيْلِ مَـا يَـهْوَى انْـتِظَارَا

مَـلَـلْتُ  مِـنَ الـتَّنَغُّصِ فِـي بُـعُوثٍ    …    تُـسَـاوِمُنِي  عَـلَـى حَـقِّـي مِـرَاراً

فَــتَــأْجِـيـلٌ  بِــتَـنْـفِـيـذٍ لِــحُــكْـمٍ    …    إِلَــى أَنْ أَغْـلَـقُوا مَـعِـيَ الْـحِـوَارَا

فَـقُلْتُ لَـهُمْ : ” صَدِيقِي تَاهَ فَخْراً    …    بِـمِـلْيُونِ  الْـفَـرُوقِ أَتَــى انْـهِـمَارَا

فَـقَـالُوا : يَـعْـصِرُونَ الْـقَلْبَ عَـصْراً    …    زَمِـيـلُكَ غَـيْـرُكَ انْـكَـسِرِ انْـكِسَارَا

فَـفَـوَّضْـتُ الْأُمُـــورَ إِلَـــى إِلَـهِـي    …    وَلَــمْ  أَيْــأَسْ إِذِ الْـمَـخْلُوقُ جَــارَا

أَغِـثْـنَـا  يَـــا إِمَـــامُ فَــقَـدْ تَـعِـبْـنَا    …    وَخَـطَّـطْنَا إِلَــى الْـمَـوْلَى الْـفِرَارَا

عَـسَـى الـلَّهُ الْـكَرِيمُ يُـعِيدُ فَـضْلاً    …    – بِـأَيْـدِيـكَ الْـكَـرِيـمَةِ – وَانْـتِـصَـارَا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه المعلقة من بحر الوافر التام

أول الوافر

العروض تام مقطوف … والضرب تام مقطوف

– التفعيلة المقطوفة: هي التي لحقها القطف وهو حذف وعصب ويمكن أن نسمّيها محذوفة معصوبة. مثل مفاعلتن تصير مفاعلْ ثم تنقل إلى فعولن .

– القطف = الحذف + العصب

– الحذف هو حذف سبب خفيف من آخر التفعيلة

– العصب هو إسكان الحرف الخامس المتحرك من التفعيلة

ووزن بحر الوافر التام :

مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ = مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ

مثل :

سَلُوا عَنْهُ اللآلئَ وَالْبِحَارَا … وَتَارِيخاً يَتِيهُ بِهِ افْتِخَارَا

وَأَمْوَاجاً تُنَاجِيهِ بِحُبٍّ … وَصَوْتُ الْأَزْهَرِ اشْتَاقَ النَّهَارَا

تَقُولُ لَهُ : ” تَـــشَّـــوَّقْـــنَـــا  لِــــبَــــحْــــرٍ    …    مِـنَ الْعِلْمِ الَّذِي ازْدَادَ اخْضِرَارَا

وَكَيْفَ نَكُونُ فِي بَحْرٍ كَبِيرٍ ؟!!!    …    مَــعَــارِفُـهُ  تُــزَوِّدُنَــا انْــبِـهَـارَا

يُـفَـقِّـهُنَا بِــدِيـنِ الــلَّـهِ قَــلْـبٌ    …    عَـهِـدْنَـاهُ عَـظِـيـماً لَا يُــبَـارَى

وَيُـوسِـعُنَا  عُـلُـوما قَـدْ تَـجَلَّتْ    …    بِـفَـضْلِ الـلَّـهِ سِــرّاً أَوْ جِـهَـارَا

أَأَسْـفَارَ الْـعُلَا تِيهِي بِشَيْخِي    …    جَـمِـيلِ  الـطَّـبْعِ يَـعْتَادُ الْـوَقَارَا

مُـحَـمَّدٌ الـضُّوَيْنِي قَـدْ تَـجَلَّى    …    بِـمَـشْيَخَةِ الْـمَـكَارِمِ قَـدْ أَنَـارَا

اقرأ للشاعر

ثُعْبَانْ…“شعر” محسن عبد المعطي

شكرا للتعليق على الموضوع