الإعلام وسلوك القطيع: فن قيادة الخِراف إلى المذبح
تقرير دكتور: محمد عمارة تقي الدين
“إن معرفة فن التأثير على مُخيلة الجماهير تعني معرفة فن التحكم بها”، هكذا يصف المفكر الفرنسي جوستاف لوبون في مؤلفه الرائع (سيكولوجية الجماهير) فن إدارة القطيع عبر التوجه بالحديث إلى عاطفتها وقلبها دون عقلها، وهو الأمر الذي تعاظم تأثيره في أيامنا هذه في ظل الانتشار الواسع والتطور الهائل في وسائل الإعلام.
إذ تكمن خطورة تلك الوسائل الإعلامية في مقدرتها على حشد جموع كبيرة من الجماهير وراء فكرة ما وتأييدها بشكل مطلق مهما كانت سلبيتها، ومن ثم دفعهم للتصرف من دون تفكير لإنفاذ هذه الفكرة في عالم الواقع بغض النظر عن العواقب من ورائها، وكأن ما تقوم به هذه الوسائل الإعلامية هو من قبيل عمليات التنويم المغناطيسي، ولكن خطورتها أنها لا تتم بشكل فردي وإنما في شكل تنويم جماعي.
ومن ثم يتشكل العقل الجمعي بمفهومه السلبي الذي يتسم بالانصياع الأعمى والانقياد اللإرادي والانسياق اللاواعي خلف الأيديولوجيات المختلفة بتجلياتها الدينية أو الطائفية أو القومية، فهي إذن عملية تغييب تامة للوعي الإنساني، وتعد جماعات العنف مثالاً صارخاً على هذا السلوك، إذ يخلع الفرد المنتمي لها عقله على عتبات الجماعة لتتلبسه حالة متفاقمة من الخضوع والإذعان التام.
وفي هذا الشأن يشرح إميل دوركايم في نظريته “قهر العقل الجمعي” كيف يقهر هذا العقل الجمعي الإنسان ويُخضعه له بشكل مطلق فيصبح واحدًا من القطيع، فهي إذن قوة آمرة أو سلطة قاهرة، تجبر الفرد على الانصياع التام لها والتقليد الأعمى لسلوكها، أو ما يُسمى بالجبرية الاجتماعية وفقاً لدوركايم.
وعليه تنشأ مجموعة من الخصائص التي تُميز الجماهير التي تسير في شكل القطيع وهي: القابلية للتحريض المتسرع والعنيف ضد العدو الذي اختلقه لهم قائد القطيع، السذاجة وسرعة تصديق ما يطرحه قائد القطيع من فكر دون تمريره على العقل، اللجوء للعنف وتبني الحلول الجذرية، المبالغة في العواطف والدفع بها إلى حدها الأقصى ومن ثم خفوت التفكير العقلاني وصولاً لدرجة الانطفاء التام.
وفي مجتمع القطيع، وكما يذهب البعض، يفقد الفرد فرديته بشكل مطلق ويذوب في المجموع ويتماهى معه بشكل تام فيبدو شخصاً آخر ذو سمات شخصية وسلوكية متناقضة تماماً مع سماته الحقيقية، فهو في الواقع وبعيداً عن القطيع نجده يفكر بعقلانية ومنضبط المشاعر والسلوك، أما في الحشد وداخل القطيع فهو ينزع نحو الانفعالية والتطرف في السلوك والمشاعر لأقصى درجة متخيلة، فها هو عقله وقد أقاله تماماً، بل قتله بدم بارد وذهب به إلى ثلاجة حفظ الموتى.
وهو ما دعا مارك توين لأن يحذرنا من مغبة الانجرار وراء القطيع، إذ يقول: ” كلما وجدت نفسك منجرفاً في طريق الأغلبية دون تفكير، فعليك أن تتوقف دون تردد وتغير اتجاهك في التو واللحظة”.
يُعرِّف البعض عقلية القطيع أو سلوك القطيع (Herd behavior) بأنه:” الميل السلوكي عند الأفراد لاتباع رأي الجماعة التي ينتمون إليها دون تفكير، فسلوك القطيع هو اتباع الفرد سلوك الجماعة التي ينتمي إليها دون التفكير فى منطقية هذا السلوك، فهو تنازل الفرد طواعية عن عقله المستقل الواعى ليتبع غيره باعتبار أن هذا الآخر هو أكثر فهما ودراية منه”، ويطلقون على قائد القطيع المحرك الكُلي، وخير مثال على ذلك حركة أسراب الطيور المهاجرة، أو حركة مجموعات الأسماك عبر البحار، وكذلك قطعان الحيوانات في الغابات.
وهي في منهجها وآلية عملها تتبع واحدة من المغالطات المنطقية، وهي مغالطة التوسل بالأكثرية أو مغالطة عربة الفرقة، وتقوم على افتراض صحة ما يقوم به أو يفعله أو يؤمن به أكثر الناس فما دامت الأكثرية تفعل ذلك فهو بالضرورة صحيح وذلك حسب هذا المنطق المغلوط، فهي تعتبر موقف الناس بديلا عن الدليل المنطقي، فمعظم الناس يميلون إلى الأخذ بالسائد والمنتشر كونه الأسهل لهم والأقل خطورة، ولكنه فعل ينطلي على خطأ منطقي كبير، فهل يمكن للمرء أن يدعي أن التدخين مفيد للإنسان، لمجرد أن أعداد ضخمة من البشر يفعلون ذلك؟
إن أول من أطلق هذا المسمى (سلوك القطيع) هو عالم الأحياء هاملتون، إذ أكد أن :” كل عضو في مجموعة ما يخدم نفسه بالدرجة الأولى حيث يقلل الخطر عن نفسه بالدخول مع الجماعة والسلوك بسلوكهم هكذا يظهر القطيع بمظهر الوحدة الواحدة، حيث يتبع الفرد الأضعف أو الأقل نفوذاً من هم أقوى منه وأشد نفوذاً”، فالسيف المُسلط على رقاب الجميع أن من يخالف الجماعة سيعرّض نفسه إلى الهلاك، ومن ناحية أخري فالقطيع دائماً وأبداً ما يكون لديه خوف من قطيع آخر مُعادٍ له.
ويُعد المؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون من أبرز من تعمَّقوا في بلورة ملامح هذه الظاهرة وكيف يكتسب الفرد داخل المجموعة صفات جديدة ومتناقضة تماماً مع طبيعته الحقيقية، إذ يرى لوبون أن :” العقل الفردي يختلف عن العقل الجمعي (عقل القطيع) في التفكير, فالأول قد يصل إلى قرارات منطقية, ولكنه إذا انجرف مع العقل الجمعي فقد يتصرف بصورة سلبية, وعلى هذا الأساس يمكن أن توجد هوة سحيقة بين عالم كبير وبين عامل بسيط على المستوى الفكري”, ولكن في ظل الجموع وتحت سطوة تأثيرها فإن الاختلاف معدوم غالباً, إذ ينصهروا في كتلة واحدة مُستجيبين بشكل أعمى لما يدعوهم إليه قائد القطيع.
كما يؤكد لوبون أن الشيء الذي أدهشه وأدهش معه كثير من المتخصصين هو: كيف أن الجماهير قد تماهت مع الفاشية والنازية في إيطاليا وألمانيا أكثر دول أوروبا تحضراً ولماذا لم يستطع عصر التنوير بما أحدثه من ثورة علمية وفكرية أن يمنع ذلك، ومن ثم انقادوا خلف قائد القطيع بإعجاب منقطع النظير.
ويرى جوستاف لوبون أن التفكير النقدي هو عقبة كأداء تحول دون الانخراط في الجماهير اللاواعية وداخل الحشد، لذلك فقادة القطيع من محركي الجماهير لا يتوجهون بحديثهم أبداً إلى عقلها وإنما إلى قلبها وعاطفتها.
تأسيساً على أطروحات لوبون فإن الفرد المنضوي في الجمهور يكتسب بواسطة العدد المتجمع، وكما يقول :” شعوراً عارماً بالقوة ويزداد العنف لديه مبالغة وتضخيماً بسبب انعدام المسؤولية والاطمئنان لعدم المعاقبة، ففي الجمهور يتحرر الأبله والجاهل والحسود من الإحساس من دونيتهم وعدم كفاءتهم وعجزهم ويصبحون مجيشين بقوة عنيفة وعابرة ولكن هائلة “.
تلك هي بعض النتائج الرائعة التي حاول من خلالها جوستاف لوبون بعبقريته توصيف سلوك القطيع وطرائق توظيفه، وكما يؤكد الدكتور عبد الفتاح إمام فقد :” أدرك كثيرون آلية عمل غريزة القطيع تلك فاتجهوا إلى مخاطبة مشاعر الناس لا إلى عقولهم، واكتسبوا التأييد من خلال تعطيل العقل وإلهاب المشاعر وإثارة الحماس بالخطب واللافتات والشعارات الكبرى”، ولعل أكثر من استطاع توظيف هذا السلوك على الإطلاق هو الزعيم النازي أدولف هتلر، كذلك جماعات العنف والإرهاب في عصرنا الحاضر.
الملاحظة المركزية هنا أن الإنسان دائماً وأبداً ما تتنازعه قوتان، فعندما تكون قوة الجذب المركزي (سلوك القطيع) أقوي من قوة الطرد المركزية (العقل الفردي) هنا يصبح الفرد جزءاً من القطيع، غير أنه عندما يحدث العكس وتصبح قوة الطرد المركزية (العقل الفردي) أقوى من قوة جذب القطيع له يبقى الفرد محافظاً على عقلانيته واستقلاليته بعيداً عن القطيع.
ولا نريد أن نغادر هذه الفكرة من دون الإشارة إلى العظيم يوجين يونسكو ورائعته الأدبية “الخرتيت”، وهي المسرحية التي من خلالها استطاع التعبير عن مخاوفه من سلوك القطيع كظاهرة تفشَّت بشكل وبائي في أوروبا مع رواج الأطروحات النازية والفاشية في الثلاثينيات من القرن المنصرم، فالقصة التي تطرحها المسرحية أن إحدى المدن تشهد ظاهرة غريبة جداً وهي تحول الناس لخراتيت، باستثناء شخص واحد يحاول الصمود في وجه هذه الظاهرة رافضاً الخرتتة، قائلاً وبأعلى صوت: ” لا أريد أن أصبح خرتيتاً كباقي القطيع″، فهي صرخة أطلقها يونسكو معلناً رفضه لتلك الظاهرة داعياً الإنسان للحفاظ على النزعة الإنسانية والأخلاقية والعقلية الكامنة داخله.
وقد جاء اختيار يونسكو لحيوان الخرتيت تحديداً لاتصافه بالحمق وقصر النظر والغباء والتهور وضيق الأفق وهي ذاتها مواصفات فرد القطيع، ومن ثم يحذرنا يونسكو من القابلية للخرتتة كنزعة كامنة لدى الشعوب من شأنها أن تُخرِجها وقت انحطاطها الحضاري.
لقد أظهرت نتائج دراسات عملية أُجريت لتفحُّص الأنشطة المُخيِّة في حالة خضوع الفرد للعقل الجمعي وسطوة القطيع، أن المشاركين يبدلون اختياراتهم التي اهتدوا إليها عن اقتناع عقلي عندما يجدونها تتعارض مع رأي المجموعة، لأن هذا يعطيهم شعوراً بالراحة، فهو يجنبهم ألم الإبعاد والخوف من النبذ الاجتماعي ويعفيهم من تبعة اتخاذ القرار وتحمل المسؤلية، إذ في حالة تبنيهم آراء أو سلوكيات مخالفة فإنه تنتابهم مشاعر الخوف وهواجس الاستبعاد من الجماعة، يقول فريدريك نيتشه في سخرية تامة من هذا الفعل:” هل تريد ألماً أقل؟ انكمش إذاً وكن جزءاً من القطيع″، فهو تعطيل شامل للعقل الفردي وإبطال لكل ملكاته.
والإعلام الحالي، وبخاصة المُؤدلج منه، من شأنه أن يقود إلى ترسيخ سلوك القطيع، إذ يتبع ذات الاستراتيجيات: التوظيف الديني أو التوظيف القومي العاطفي لخدمة أيديولوجيته، تضخيم التفكير التآمري، والقطيعة مع العقل والتفكير العقلاني، العداء الشديد للآخر عبر شيطنته بشكل تام، طرح العنف المفرط والفوضوية كحل نهائي لكافة القضايا.
لذا فكثير من الخبراء يُطلقون على غريزة القطيع ” العربة المعصوبة ” التي تسير في طريق مجهول المسالك وبعشوائية فليس لها عقل بل هناك من يتحكم بها فيحركها حسبما يشاء ووفقاً لأجندته وأيديولوجيته أو مصالحه الخاصة.
والمُثير في الأمر أنه في ظل تنامي هذا السلوك فإن الفرد المستقل فكرياً والرافض للانخراط في سلوك القطيع يتم النظر إليه باعتباره عدو حقيقي للجماعة ومُهدِداً لوحدته، ومن ثم يُتهم بالخيانة وعدم الولاء، ليجد نفسه بين خيارين أحلاهما مُرّ: إما الاستمرار في ممارسة استقلاليته وهو ما يُعرِّضه لخطر محدق، أو الانضمام للقطيع ومن ثم فقدانه ذاتيته، وبمرور الوقت ترتفع داخله القابلية للانقياد ويخفت التفكير الواعي لديه لأقصى درجة، هنا تتسع دائرة القطيع لتلتهم كل معارض لها وتستوعبهم داخلها.
ولا شك أن قول فرعون لقومه :” ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد” ، هي محاولة منه لقطعنة الشعب، بل إن ما بعد الحداثة ومحاولة تنميطها للبشر ليسهل توجيههم وقراءة تطلعاتهم وأحلامهم هى أمور تصب في ذات الاتجاه، كما أن الجماعات الارهابية هي خير دليل على توظيف سلوك القطيع في قيادة أتباعها بشكل واسع، بل إن سلوك عامة الناس وقت الحروب وفي الاضطرابات وعند الشعور بالخطر، وكذلك في سوق الأسهم هي أمثلة شاهد على فجاجة سلوك القطيع.
ومن دون شك فإن تعقيدات الحياة المعاصرة من شأنها أن تزيد تلك الظاهرة (سلوك القطيع) تفاقماً، إذ يقود التشوش وعدم اليقين في كل شيء نتيجة لهذا التعقيد إلى لجوء الناس للعقل الجمعي طلباً للمساعدة، إذ يفقد الأفراد قدرتهم على تحديد السلوك المناسب أو اتخاذ القرار الصائب نتيجة التضخم المعرفي وسيولة الأحداث المحلية والعالمية، وبدافع افتراض أن الآخرين من متخصصين أو مشاهير وغيرهم يعرفون أكثر منهم حول هذا الموضوع فيلجأون لتبني وجهات نظرهم وسلوك سلوكهم، هنا تكون قد اتسعت دائرة القطيع.
بل إن المستهلكين يلجأون إلى الأخذ بآراء الآخرين ويميلون إلى تصديقها ومن ثم اتباعها عندما يشترون سلعة ما، وهو السلوك الذي توظفه وسائل الدعاية جيداً عبر الترويج لأن منتجهم يشتريه كثيرون بل ومن بينهم عدد معتبر من المشاهير والذي يجرى استئجارهم لهذا الغرض الترويجي.
الأمر المخيف أن وسائل الإعلام الحالية ومع التطور الهائل الذي حدث لها واستخدام تقنيات ومؤثرات بالغة التطور وعالية التأثير، ومن ثم أضحت قدرتها على ممارسة الخداع والتزييف قدرة هائلة، وهو ما مكنها من توظيف هذه المغالطة المنطقية على نطاق واسع، فها هي وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات الفيسبوك وتويتر وغيرها تتبع آلية سلوك القطيع عبر نشر الشائعات والأخبار المفبركة والفضائح المفتعلة، فيقوم الأفراد بإعادة نشرها دون تأكد من صحة ما يتم ينشره، فقط لأنه يعتقد أن من كتبه أو نشره قبله هو أكثر علماً منه، ما زاد الأمر مأساوية هو إمكانية تخفي الفرد خلف شاشة ولوحة مفاتيح صغيرة دون أن تظهر هويته الحقيقية، فيقوم بإعادة النشر مرات عديدة، تماماً كما في الحشد الواقعي على الأرض الذي لا قيمة فيه للفرد أو لهويته الفردية، بل الكل منصهر في الحشد أو كتلة القطيع، كما أن الحشود على مواقع التواصل الاجتماعي قد تنزع دون وعي منها إلى التعتيم على الأجندة الحقيقية للمجتمع، عبر آلية (المنع بواسطة العرض)، وقد تسهم في تشويه وعيه بدرجة كبيرة عبر تبديل أولوياته، والأمر سيكون في غاية الخطورة إذ أن تلك الظاهرة، وكما يذهب كثير من المتخصصين، مرشحة بقوة لأن تنتقل من فضاء الإنترنت إلى أرض الواقع.
الملاحظة المركزية هنا، والتي يجب أن نعيها جيداً، هي أن خصائص وسمات الحشد لا تعادل بأية حال مجموع خصائص أفراده، فمجموع خصائص أفراده قد يكون فاضلاً وعاقلاً، إلا أنها داخل الحشد تنقلب للنقيض، وهنا تكمن الخطورة.
إذن، وفي التحليل الأخير، فإن الإعلام بصيغته الحالية يقود إلى ترسيخ سلوك القطيع في الوعي الجمعي، لذا لا تسر أبداً خلف القطيع ولا تتَّبع سلوكه، فهي حقاً واحدة من أهم آليات تزييف الوعي رواجاً وذيوعاً في وسائل الإعلام، إذ داخل القطيع يغيب العقل تماماً وتحكم العاطفة.
ما يضاعف مأساتنا أن الفرد المستقل فكرياً داخل مجتمع القطيع يتم النظر إليه باعتباره عدواً للمجتمع ومهدداً لوحدته ومن ثم يُتهم بالخيانة وعدم الولاء، أما الفرد المندمج داخل القطيع المُنقاد لمن يعتقد أنهم أكثر فهماً وعلماً منه، فتخفُت ملكة التفكير النقدي والمناقشة والتساؤل والقدرة على التجاوز لديه، لنجد أنفسنا أمام إنسان الإذعان الذي جرى تدجينه ليصبح حبيس ارتهانات واقعه البائس.
من أجل هذا يتحتم تنمية ثقافة الانشقاق الفكري بمفهومه الفلسفي القيمي والقدرة على الخروج من أسر القطيع لشق مسارات جديدة للأوطان، عبر إعمال آلة العقل في حدودها القصوي، فهذا هو الإنسان كما خلقه وكرَّمه الله حُراً مستقلاً ومفعماً بالإرادة، إرادة التجاوز التي مكَّنته من بناء الحضارة الإنسانية وإرساء دعائمها.
وفي النهاية دعنا نردد مع وليم شكسبير قوله:” حشد العقلاء أمر مُعقد للغاية، أما حشد القطيع فلا يحتاج سوى راعٍ وكلب”.
اقرأ للكاتب
محمد عمارة يكتب: الإعلام ونظرية المؤامرة