رامي فرج الله يكتب: قراءة في العقلية الإسرائيلية
في العدوان الإسرائيلي الغاشم الأخير على قطاع غزة، والذي استمر خمسة أيام، اغتال الاحتلال الإسرائيلي سبع قيادات من حركة الجهاد الإسلامي، اغتالت في ضربة واحدة ثلاث قيادات هم عصب الحركة، وهم أمين سر المجلس العسكري لحركة الجهاد، واثنين آخرين من أعضائه.
اعتمد الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه ضد الحركة عنصرين أساسيين، جعل الاحتلال يتباهى بأنه رمم قوة ردعه، هما السرية والمباغتة، وهذان ما دفع الاحتلال إلى تحقيق نجاح ما نسبته أعلى من النصف.
نتانياهو قال: ” الحرب خدعة “، متابعا: ” ونحن حققنا إنجازا تاريخيا، وأوصلها رسالتنا بأن يد إسرائيل ستطال كل إرهابي فلسطيني “؛ على حد قوله، مضيفا:” نقول للمحرضين و مرسليهم نراكم في كل مكان و نختار المكان و الزمان للانفضاض عليكم”، و يختم قوله : ” قادرون على استنساخها في جبهات أخرى “.
يتضح أن العقلية الإسرائيلية تتطور، فاقتباس نتانياهو لحديث الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – يوحي بأن الاحتلال يدرس سيرته في غزواته ضد المشركين، ناهيك عن أن الاحتلال الإسرائيلي فتح قسما خاصا بجامعة تل أبيب لدراسة وتفسير القرآن الكريم، وهذا يعطي انطباعا بأن الاحتلال يتعلم ديننا الحنيف ليحاربنا به.
رسولنا صلوات الله وسلامه عليه اعتمد في غزواته على السرية والمباغتة، وعمرو بن العاص اعتمد أيضا على هذين العنصرين في حربه ضد المجوس، عبدة النار، وفتح عمان التي تسمى الآن ” سلطنة عمان “.
قوله سبحانه و تعالى في محكم التنزيل:( و يمكرون و يمكرون الله )، تدل على أن الخبث و الغدر تنطوي على طباع بني إسرائيل، و تنم عن ضعفهم و جبنهم، و الذي يعتبر صفة غير محمودة، في ظاهر الآية، بيد أن في باطنها فصفة الجبن و الغدر محمودتان بالنسبة لبني إسرائيل، فضعف الاحتلال ؛ و جبنه، يجعله يفتكر أساليب جديدة للدفاع عن نفسه، و حماية مستعمريه، ثم يلهث بعدها إلى طلب تهدئة بعد أن ترد المقاومة الفلسطينية على العدوان، و هذا يعد نجاحات في حد ذاته بالنسبة له، حيث يستفيد من عنصر الوقت للتخطيط و التدبير، و رصد سياسات الخصم و تفكيره، و ليرسم بنك أهدافه في أي عدوان مقبل، ليخرق أي اتفاق للتهدئة، محققا أهم أهدافه في الضربة الأولى، ثم يشتكي الفصائل إلى أميركا و الدول الغربية الداعمة له في حال رد العدوان، آخذا بالمثل القائل ” ضربني و بكى .. سبقني واشتكى “.
بالمقابل، حركة الجهاد وفصائل المقاومة فهمت عقلية الاحتلال الصهيوني في معركة ثأر الأحرار، وذلك ملموس في نوع وحجم الرد بما يتناسب مع العدوان الإسرائيلي الأثيم، وفي إدارة حركة الجهاد الإسلامي لمصطلح ” التهدئة “.
وبصراحة: ” لابد على قياداتنا الوطنية بغزة أن تكون أكثر وعيا من أي وقت مضى، وأن تعيد دراستها للعقلية الإسرائيلية ليرافقه تطور في الأداء و الكفاءة لدى الفصائل الفلسطينية “.
اقرأ ايضاً
رامي فرج الله يكتب : حق العودة لا يسقط بالتقادم