ياسمين مجدي تكتب: من علمني حرفا

من علمني حرفا …صرت له عبداً…مقولة نعرفها عن ظهر قلب منذ الصغر فليس التعليم في المدارس والجامعات وأماكن تلقي التعليم المختلفة ولكن هناك مدرسة كبرى يتعلم منها كل إنسان على اختلافنا وهي مدرسة الحياة …نعم يا سادة إنها المدرسة التي تحمل في طياتها الكثير مما يفوق المدارس والجامعات وحتى المعاهد في شتى بقاع الأرض وهؤلاء بالتحديد عندما نراهم نتعلم منا الكثير نعم يختلفون عنا ولكن نتعلم منهم .

أتحدث يا قرائي عن القادرون باختلاف الذين يختلفون عنا لأنهم حرموا من إحدى نعم الله علينا من سمع أو بصر أو حتى الحركة فما أصعب أن تكون حبيس الكرسي المتحرك وتتحرك في أضيق الحدود …ما أصعب أن يكون لديك العديد من الآمال والطموحات لكنك لا تستطع تحقيقها ولكن بعد ما شاهدناه في العباقرة قادرون باختلاف أعتقد أنهم الآن قادرون على تحقيق أهدافهم فهناك الأستاذة والدكتور والطبيب وأيضا الحاصلون على الدرجات العلمية المختلفة رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها وهذا لأن لديهم من الصبر والإيمان وقوة التحمل ما يؤهلهم إلى تغافل كل ما يؤرقهم من إعاقات في سبيل تحقيق ما ينشدونه من أهداف فنجد على سبيل المثال زوجان سعيدان ينعمان رغم الإعاقة بحياة سعيدة هادئة رغم فقدانهم نعمة البصر ولكن ينعمون وهذا هو درس قاس لكل زوجين غير سعداء في حياتهم مقبلين على الانفصال وهو ينعمون بكل نعم الله ولكنهم غير سعداء …هذا هو درس قوي لكما لماذا لم تكونوا سعداء؟ ما الذي ينقصكم من أجل أن تعيشوا حياة هادئة بلا مشاكل وتنعما براحة بال واستقلال كبير فأهم الدروس المستفادة هو الرضا بما قسمه الله فمن الألم يولد الأمل وتولد العزيمة والإصرار أن يحيا الإنسان من العدم مثلما شاهدناه وكان أكثر الأمثلة الحية أمامنا نجل الفنان الكبير محمد ثروت الذي نشأنا وترعرعنا كجيل كامل على صوته شاهدنا كيف كان قلبه مفعم بالإيمان بالله وواثق به أن الله سينجيه وينجي نجله من المحنة الكبيرة التي أصابته فكان بينه وبين الموت شعيرات صغيرة وهو في عنفوان الشباب مقبل على الحياة ولكن عندما ألمه هذا المصاب الجلل لم يستسلم ولكنه تحلى بالعزيمة والإصرار والإيمان بالله حتى عاد للحياة مرة أخرى وبدأ يمارس حياته بشكل طبيعي…

أكتب مقالي هذا وأوجهه للشباب الكسالى الذين يناموا في فراشهم ويتعللون بالظروف المحيطة يأبوا بأن يتعبوا ويشقوا وهم في عنفوان شبابهم إذن متى سيكون السعي الذي أمرنا الله به في الكتاب الحكيم ..فهيا عزيزي الشاب اترك مجالس المقاهي والفراش وانهض واسع لرزقك وارض بما قسمه الله لك فما الذي ينقصك ألم ترى هؤلاء القادرون باختلاف الذين دائما ما لديهم الكثير من الأحلام الكبيرة الذين يسعون لتحقيقها مهما كان مدى صعوبتها عليهم …أكتب مقالي هذا حزنا على حال معظم شباب هذا الجيل الجالس على المقاهي والنائم في فراشه وحياته مثل المياه الراكدة التي تؤدي للاكتئاب والموت لا قدر الله فلماذا كل هذا؟

اقرأ للكاتبة

ياسمين مجدي تكتب: لماذا لا تذكرونهم

شكرا للتعليق على الموضوع